سلطانالقحطاني من الرياض: تتحد المساجد السعودية يوم غد الثلاثاء في تأدية صلاة الغائب على الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز برفقة الصلاة عليه في الجامع الكبير في الرياض المحاذي لقصر الحكم، وذلك وفقاً لما أعلنه وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف السعودي في بيان رسمي له اليوم.

ولم تعلن السلطات السعودية الحداد ولم تنكس علمها، أسوة بالدول العربية التي أعلنت عن تنكيس أعلامها حداداً لفترات متفاوتة، باعتبار أن العلم السعودي يحتوي على لفظة الجلالة التي يُحرّم تنكيسها لأي سبب كان.

لكن الحداد غير الرسمي سيكون حاضرا في العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة أيضاً يوم غد الأربعاء، ولمدة ثلاثة ايام على الاقل ،حتى وإن أحجمت السلطات الرسمية عن إعلان حداد مرتبط بوقت معيّن.

وحفلت القنوات السعودية الأربع بتلاوات قرآنية منذ ساعة مبكرة من صباح اليوم،فيما توافد أفراد الأسرة الحاكمة على المستشفى التخصصي حيث كان يرقد الملك فهد ، لإلقاء النظرة على جثمانه قبل دفنه يوم غد في مقبرة العود.

واحتفظ ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بمنصبه كوزير للدفاع، وهو المنصب الذي رافقه أيضاً حينما كان نائباً ثانيا، ويرجح أن يحتفظ أيضاً الملك عبدالله بن عبدالعزيز برئاسته للحرس الوطني الذي كان رئيساً له فترة توليه ولاية العهد.

وعلى صعيد السياسة الخارجية، فقد حرص الملك عبدالله بن عبدالعزيز إبان توليه ولاية العهد على اتخاذ المواقف الإيجابية التي تستهدف دعم السلام العالمي،مبدياً حرصه على ما يدعم التعاون بين الأشقاء العرب والدول الصديقة في العالم،كما جاءت زيارات الملك عبدالله بن عبدالعزيز العديدة للدول العربية والإسلامية والصديقة لتشكل رافدا آخر من روافد اتزان السياسة الخارجية للمملكة وحرصها على السلام والأمن الدوليين.

وأفرزت جهوده عن إنجازات سريعة بدأت تشق طريقها في مجال الاستثمار في المملكة وتوسيع جوانبه ليشمل مختلف القطاعات الاستثمارية سواء صناعية وبترولية أو غير بترولية في المجالات التي تخدم المواطن في المملكة وتعود على البلاد بمزيد من النمو والازدهار .

واقترح الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال المنتدى الدولي السابع للطاقة الذي عقد في الرياض خلال عام 2000 إنشاء أمانة عامة للمنتدى الدولي للطاقة يكون مقرها مدينة الرياض ، وهو ما اتفق عليه المجتمعون في منتدى الطاقة الدولي الثامن المنعقد في أوساكا اليابانية بالإجماع .

واشتهر الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمواقفه العروبية الصميمة تجاه القضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ،وسبق وأن قدم تصورا للتسوية الشاملة العادلة للقضية الفلسطينية من ثمانية مبادئ عرف باسم ( مشروع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ) قدم لمؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002م وقد لاقت هذه المقترحات قبولا عربيا ودوليا وتبنتها تلك القمة.

كما اقترح في المؤتمر العربي الذي عقد في القاهرة في تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2000م إنشاء صندوق يحمل اسم انتفاضة القدس برأسمال قدره مئتا مليون دولار يخصص للأنفاق على أسر الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في الانتفاضة . كما اقترح إنشاء صندوق آخر يحمل اسم صندوق الأقصى يخصص له ثمانمئة مليون دولار لتمويل مشاريع تحافظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس والحيلولة دون طمسها ،معلناً عن إسهام المملكة العربية السعودية بربع المبلغ المخصص لهذين الصندوقين.