بهية مارديني من دمشق: استقبل السوريون تقرير ديتلف ميليس مبعوث الامم المتحدة للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري بريبة وقلق وجاء التقرير ليزيد هواجس السوريين بانهم مستهدفون مهما كانت نتائج التحقيق في اغتيال الحريري . فالسوريون لابد انهم لاحظوا ان العالم باسره وخصوصا الولايات المتحدة واوروبا نسوا كل ماورد في تقرير ميليس ليتذكروا انه قال ان سورية لم تتعاون كما ينبغي وانها أبطأت سير التحقيقات دون ان يراعوا ان القانون السوري يمنع محاكمة ضباط سوريين في الخارج علما ان الولايات المتحدة الاميركية رفضت باي شكل من الاشكال ان يمثل عسكريوها امام المحكمة الجنائية الدولية حتى لو اتهموا بارتكاب جرائم في الدول التي يعملون فيها .

ومن هذه الزاوية فان القلق السوري يبدو مبررا في ضوء تسريبات كثيفة عن تحضيرات اميركية اوروبية لفرض حصار على دمشق مستبقين نتائج التحقيق الذي يبدو حتى الان غير واضح المعالم بشكل حاسم وبما يتوافق مع ما يخرج من تسريبات ظهر من التقرير انها محض اجراءات وحتى الامم المتحدة قالت بانها تريد استجواب الضباط السوريين كشهود وليس كمتهمين اضافة ان ميليس صرح قبل فترة ان هناك حتى الان متهما واحدا هو قائد الحرس الجمهوري اللبناني مصطفى حمدان .

لذلك فان السوريين تصرفوا بسرعة واعلنوا استعدادهم للقبول باية اقتراحات من الامم المتحدة لحل الخلاف الاجرائي حيث التقى ميليس امس في جنيف مع مسؤولين سوريين لحل الاشكال القائم بين الطرفين ويتوقع خلال هذا الاسبوع وقبل زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى نيويورك ان تحل المشكلة ، كما ان المتابع لرد فعل سعد الحريري سوف يكتشف على الاقل ان سورية ليست العنصر الحاسم في اغتيال الحريري لانه لم يذكر اسم سورية في البيان الذي دعا فيه الدول الشقيقة للتعاون مع التحقيقات ، ويرى مراقبون ان فشل الولايات المتحدة وفرنسا في وضع اسم سورية في بيان مجلس الامن بعد الاستماع لتقرير ميليس يؤكد ان سورية ليست وحيدة وان ماحدث للعراق لايمكن ان يحدث لسورية بحكم تغير بعض المعطيات خصوصا مع بداية حلف صيني روسي يظهر ان الهيمنة الاميركية لايمكن ان تستمر .

وبغض النظر عن كل مايجري من تسريبات وفي ضوء ماسمعنا فان التوقعات بعد نتائج ميليس لاتشير الى ان ثمة شيئا خارقا للعادة سيحدث ولو لم يكن الرئيس السوري مطمئنا الى ان بلاده ليست مسؤولة عما حدث للحريري فانه لن يخاطر بالذهاب الى نيويورك وتسليط الضوء على بلاده بهذه الطريقة ولكن هذه النوايا الطيبة قد لاتلائم من يريدون راس دمشق باي ثمن والشرق الاوسط على موعد مع خريف ساخن بدات بوادره تلوح منذ الان.