القبض على القادة الامنيين ساحته بيروت فضاؤه دمشق
انقلاب ابيض على لحود وعزل لبنان وضرب المقاومة


بهية مارديني من دمشق: اعتبرت مصادر سورية اليوم ان القاء القبض على قادة لبنانيين امنيين ساحته بيروت ولكن فضاءه سمع مدويا في دمشق ، مستغربة الانباء التي تحدثت عن مداهمة منازل سياسيين لبنانيين ، ردود الفعل الرسمية اثرت الانتظار وراى بعضها ان الامر مازال شانا لبنانيا .
فيما قال علي جمالو الاعلامي السوري المستقل لـ"ايلاف" انه من الواضح ان هناك توظيفا سياسيا لعمل لجنة التحقيق الدولية المكلفة بكشف الحقيقة عن اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق وان هذه الاجراءات ، كما اعتقد ، انما تستهدف ارض الايجابية السورية التي اظهرها الرئيس السوري بشار الاسد في حديثه الى مجلة دير شبيغل الالمانية كما تستهدف قطع الطريق على مشاركة الرئيس السوري في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة منتصف الشهر القادم ، واضاف ان هذه الاجراءات ساحتها بيروت ولكن فضاءها سمع قويا في دمشق لانها تستهدف الحقبة السورية في لبنان من خلال استدعاء فريق الرئيس اللبناني ايميل لحود .

ووجه جمالو عدة تساؤلات قائلا سواء اتفقت او اختلفت مع النائب السابق ناصر قنديل ولكن ما الذي يملكه سوى صوته او ارائه وكيف يمكن ان يشارك في اغتيال الحريري وليس لديه اي سلاح ولايمتلك اي نفوذ ، مشددا فكيف يكون قد حرض او ساهم في اغتيال الحريري مع العلم انه انتخب نائبا على لائحة الحريري عام 2000 ، معتبرا ان قنديل يعاقب على صداقته لسورية مما يعني انها رسالة تخويف لكل الاعلاميين اللبنانيين الذين يعتقدون ان سورية دولة شقيقة ودورها ايجابيا ، كما تساءل جمالو كيف يمكن ان يتفق كل رؤساء الاجهزة الامنية على عمل واحد ويبقى العمل سريا وبعض هؤلاء يرتبط بافضل العلاقات مع رئيس الوزراء الراحل الحريري ، مثيرا نقطة ثالثة حول ان هذه الاجراءات التي اتخذت في لبنان بصفتها نتائج لتحقيق ميليس هي نفس التصريحات التي اعلنها النائب وليد جنبلاط بعد اقل من ساعتين من اغتيال الحريري بمعنى اخر ان نتائج تحقيق ميليس توصل اليها جنبلاط قبل ان تشكل لجنة التحقيق ويصح ان نقول انه من المطلوب من لجنة التحقيق ان تتوصل الى هذه النتائج واما من هي الجهة التي طلبت ذلك فهذا ما يعرفه وليد جنبلاط .

واعتبر جمالو ان الاجراءات التي اتخذت اليوم في بيروت هي بمثابة انقلاب ابيض لعزل الرئيس لحود وتطويقه داخل قصر بعبدا وهذا يذكرنا بعزل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مقر المقاطعة برام الله وتوقع جمالو ان يتم الدفع الاعلامي والسياسي باتجاه تحميل المقاومة "ممثلة بحزب الله" جزء من المسؤولية وذلك للاستفادة في تطبيق بقية بنود القرار 1559 الذي يبدو انه يواجه صعوبة بالغة في تحقيقه بمعنى اخر ، اكد جمالو ، انه جرى توظيف مقتل الرئيس الحريري لضرب سورية في لبنان وقد تم ذلك واليوم يجري توظيف دم الحريري مرة اخرى لضرب سورية والمقاومة اللبنانية ، وخلص مما تقدم الى ان التحقيق يوظف سياسيا لصالح عزل لبنان عن محيطه وضرب مقاومته وتهيئته لخيارات لها اثار سلبية على بنيته التوافقية .