إقرأ أيضا

العالم يتجند مع انطلاق الانتخابات الفلسطينية

الانتخابات الفلسطينية: قوائم وحقائق

الداخلية الفلسطينية للتصدي لكل من يسعى لتعطيل

اهم الشخصيات الفلسطينية العلمانية والمستقلة المرشحة

اشتباكات بين الجهاد والسلطة في طولكرم

القدومي وحواتمة يدينان طوفان المال السياسي

الفصائلتلتزم وقف العمليات
وثيقة تكشف عزم إسرائيل عزل فتح ومفاوضة حماس

بشار دراغمه من رام الله، غزة، نابلس (الضفة الغربية): شهدت صناديق الاقتراع في المدن الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة حالة فريدة من نوعها، ووصف مراقبون هذا الإقبال بانه منقطع النظير، وشهدت غالبية الصناديق المنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة إقبال كبيرا جدا، وشهدت هذه الصناديق حالة من الإزدحام غير المسبوق وذلك في الساعات الأولى من بدأ عملية الاقتراع . وبدأ الفلسطينيون في مختلف المدن والمحافظات صباح اليوم الإدلاء بأصواتهم في ثاني انتخابات تشريعية تجري في فلسطين منذ قيام السلطة الفلسطينية وقد افتتحت صناديق الاقتراع في السابعة بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت جرنتش) وسط حراسة أمنية مشددة، حيث نشرت السلطة الفلسطينية قوات امنية كبيرة لحماية صناديق الاقتراع في وقت تعهدت فيه كافة الفصائل بالعمل على إنجاح الانتخابات وضبط الوضع الأمني يوم الاقتراع، وعقدت هذه الفصائل يوم أمس مؤتمرا صحافيا أعلنت فيه أنها ستحمي بنفيها صناديق الاقتراع.

ويبلغ عدد الناخبين الفلسطينيين مليون وثلاثمائة ألف ناخب في الضفة الغربية وقطاع غزة، بينما بلغ عدد القوائم المنافسة في هذه الانتخابات أحد عشر قائمة أبرزها قائمتي والتغيير والإصلاح التابعة لحركة حماس، وقائمة حركة فتح، إضافة لمنافسة عدد من القوائم الأخرى التي من الممن أن تحصل على عدد من المقاعد، وياتي ثالثا في هذه المنافسة قوائم الشهيد ابو علي مطصفى التابعة للجبهة الشعبية وقائمة الطريق الثالث التي يتزعمها التيار التكنقراطي الفلسطيني، وقائمة فلسطين المستقلة بزعامة الدكتور مصطفى البرغوثي، ويتزعم قائمة حماس، اسماعيل هنية وقائم فتح البرغوثي. وكانت آخر استطلاعات للرأي قد أظهرت تقاربا في النتائج بين حركتي فتح وحمس وتوقعت هذه الاستطلاعات أن تحصل حركة حماس على 40% من أصوات الناخبين والنسبة نفسها ستحصل عليها حركة فتح.

ولعل أبرز ما يميز هذه الانتخابات هو المشاركة الأولى لقوى المعارضة الفلسطينية فيها حيث كانت هذه القوى بما فيها حماس ترفض المشاركة كونها جاءت على أساس اتفاق أوسلو الذي ترفضه حماس، بينما قاطعت حركة الجهاد الإسلامي الانتخابات واعتبرت أنها لا تلبي طموحات الفلسطينيين ودعت الناخبين إلى عدم التوجه لصناديق الاقتراع. وبلغ عدد المراقبين الدوليين والمحليين نحو 40 ألف مراقب من مختلف دول العالم وجمعيات ومنظمات حقوق الإنسان إضافة إلى مراقبي الأحزاب المنافسة في هذه الانتخابات. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الانتخابات تعتمد على النظام المختلط بين النظامين النسبي والدوائر حيث خصص 66 مقعدا لكل منها وبالتالي فان 11 قائمة تتنافس على مستوى الوطن على 66 مقعدا بينما المقاعد الأخرى تتنافس عليها الفصائل والمرشحين المستقلين من خلال الانتخاب على مستوى الدوائر.

حماس تؤكد عزمها الاحتفاظ بسلاحها بعد دخولها المجلس التشريعي

من جهتهأكد رئيس قائمة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اسماعيل هنية بعد الادلاء بصوته في مخيم الشاطىء للاجئين في غزة اليوم أن الحركة ستحتفظ بسلاح المقاومة بعد دخولها الى المجلس التشريعي ولا ترى quot;تناقضاquot; بين الأمرين. وأكد هنية أن الحركة التي تجري اتصالات مع أطراف أوروبية لن تعترف باسرائيل وان كانت توافق على اقامة دولة فلسطينية على جزء من فلسطين التاريخية. وقال للصحافيين ردا على سؤال بشأن مطالبة حماس التي تشارك لاول مرة في الانتخابات التشريعية بنزع سلاحها quot;الواقع ان الاوروبيين والاميركيين يريدون ان يقولوا لحماس اما السلاح واما المجلس التشريعي. نحن نقول السلاح والمجلس التشريعي ولا تناقض بينهماquot;.

واضاف quot;بدلا من الضغط على حماس التي تقاوم الاحتلال عليهم ان يشكلوا ضغطا على الاحتلال ليعترف بالشعب الفلسطيني ويعيد اليه حقوقهquot;. وتابع ان quot;حماس توافق على تحرير اي جزء من الارض في الضفة والقدس وغزة، هذا جميل، لسنا ضد ذلك على الاطلاق لكن لن نتنازل عن الحق الفلسطيني ولا نعترف بشرعية الاحتلالquot;.

وايد محمود الزهار القيادي في الحركة هذا الموقف كذلك بقوله ان حماس ستوافق بصورة مرحلية على اقامة quot;دولة على اي شبر دون ان نتنازل عن اي شبرquot; من فلسطين. واعتبر الزهار ان ما قاله رئيس الوزراء الاسرائيلي بالوكالة ايهود اولمرت الثلاثاء بشأن احتفاظ اسرائيل بالكتل الاستيطانية اليهودية في الضفة الغربية وبالقدس الشرقية المحتلة، امر quot;غير مقبولquot;. وقال الزهار بعد الادلاء بصوته في مدينة غزة quot;نحن سنقيم دولة على اي شبر وليس على نمط ما يقوله اولمرت. اولمرت حدد حدود الدولة بانه ضم القدس والمستوطنات التى حول القدس وهذا امر غير مقبول على الاطلاق، نحن في هذه اللحظة التى يعلن فيها اولمرت ان هناك حدودا لدولة يمكن ان تحدد، نعلن موقفنا واضحا ان فلسطين كل فلسطين ارضنا ولكننا نقيم دولة على اي شبر دون ان نتنازل عن اي شبرquot;.

واكد الزهار ان الحركة لن تتفاوض مع اسرائيل، بقوله ان quot;التفاوض ليس هدفنا، اسرائيل ليس لديها ما تقدمه للفلسطينيينquot;. واكد quot;لن نغير اي كلمة في ميثاقنا وسنطبق اجندتنا السياسية للسنوات الاربع القادمة ولن نغير ميثاقناquot;. وردا على سؤال بشأن المفاوضات بين حماس والاتحاد الاوروبي، قال هنية quot;ليس سرا ان هناك دولا اوروبية تجري اتصالات مع حماس في الداخل والخارج لكن حماس متمسكة برؤيتها ومنفتحة على الدول الاوروبية وليس لديها اي عقدة للاتصال مع الاوروبيين وغيرهم. مشكلتنا فقط مع الاحتلالquot;.

وحول الانتخابات، قال هنية انه quot;يوم تاريخي يشهده الشعب المجاهد يوم عظيم يعبر من خلاله شعبنا الفلسطيني عن ارادته القوية وهمته التي لا تلين في استمرار المقاومة ورغبته في التغيير والاصلاح وترتيب البيت وانشاء نظام سياسي على اساس التعدديةquot;. واعتبر ان quot;الانتخابات هي بوابة لتأكيد حماية برنامج المقاومة والتمسك بالحقوق والثوابت وفي مقدمتها القدس وقضية اللاجئينquot;. وتشارك حماس للمرة الاولى في الانتخابات التشريعية التي قاطعتها عام 1996 بسبب تنظيمها تحت سقف اتفاقات اوسلو التي لا تزال ترفضها وتعتبرها في حكم quot;الميتةquot;.

وبينت استطلاعات الراي اتساع شعبية حماس التي تنافس حركة فتح التي تهيمن على المجلس التشريعي المنتهية ولايته. وعن تحويل حماس الى حزب سياسي، قال هنية quot;هذا سابق لاوانه طالما هناك احتلال وهناك ارض مغتصبة ولاجئون وقدس واسرى ومعتقلون في سجون الاحتلال، فمن السابق لاوانه ان تتخلى حماس عن سلاحها وعن مقاومتها وان تتحول الى حزب سياسي بالمفهوم التقليديquot;. وبهذا الشأن قال الزهار ان quot;حماس لن تتحول الى حزب سياسي وهي تلعب في كل الحقول، في المقاومة والخدمات الاجتماعية. المقاومة ستزداد وسيوضع لها اقدام جديدة في التعليم والصحة وكل البرامج المدنية. برامج للتطوير ومقاومة الاحتلالquot;.

نابلس تصوت لوضع حد للفلتان الأمني

فيما توجه ناخبو نابلس في الضفة الغربية التي تشهد فوضى أمنية كبيرة، الى صناديق الاقتراع اليوم في اطار الانتخابات التشريعية الفلسطينية أملا في أن يضع النواب المقبلون حدا لهذه الظاهرة. وآخر ضحية لهذه الفوضى الأمنية وقع الثلاثاء عندما أقدم مسلحون على قتل مسؤول عن الحملة الانتخابية للمرشح الرئيسي لفتح غسان الشكعة في المدينة.

ورغم حظر القيام بدعاية انتخابية يوم الاقتراع يوزع انصار القوائم الانتخابية وخصوصا من حركتي فتح وحماس المواد الدعائية على الناخبين. كذلك نصب انصار عدد من القوائم خيما صغيرة على بعد امتار قليلة من مراكز الاقتراع تبث الموسيقى والاغاني الوطنية والاناشيد الدينية التي تتداخل بعضها ببعض. وتجوب الشوارع سيارات تحمل صور عدد من المرشحين فاتحة ابواقها في محاولة للفت انظار الناخبين لمرشحين معينين. ويقف عناصر من الشرطة الفلسطينية بلباس رسمي واسلحة خفيفة عند مداخل مراكز الاقتراع لتأمين الحماية للعملية الانتخابية في حين لم يلاحظ انتشار للشرطة في شوارع المدينة.

ومع تواصل عمليات الاقتراع شارك نحو خمسة الاف شخص بينهم مسلحون اطلقوا النار في الهواء، في تشييع المسؤول الذي قتل الثلاثاء مرددين شعارات تدعو السلطة الفلسطينية الى معاقبة الفاعلين. واستغل ناشطون مسلحون غير منضبطين تراجع دور الاجهزة الامنية الفلسطينية منذ الانتفاضة لزرع الخوف في نابلس التي تشهد عمليات تصفية حسابات وابتزاز وعمليات ثأر.
ويتنافس ثلاثون مرشحا للفوز بستة مقاعد في انتخابات نابلس التي فازت حركة حماس في الانتخابات البلدية فيها في كانون الاول(ديسمبر) الماضي.