فتح خسرت إنجازات 41 عاما وحماس خطفت فوزا أصابها بالذهول
يوم واحد قلب التاريخ الفلسطيني

بشار دراغمه من رام الله: تتواصل حكاية فلسطين مع الانتخابات، تلك الحكاية التي أدخلت الفلسطينيين في مرحلة غامضة، أبقت المواطن الحائر عاجزا أمام التوقعات، ولا يعرف ماذا سيكون غدا، هذا المواطن الذي نام ليل الأربعاء القصير، فاق على واقع مختلف تماما، حماس في سدة الحكم، وفتح فقدت إنجازات 41 عاما من نضالها الذي بدء منذ العام 1965، أصوات تعلو في كل مكان، هتافات تتداخل فيما بينها لم يعد أحد قادر على تمييزها، وجبهة تدعو لاستقالة فتح، وأخرى تشدو أناشيد النصر المذهل. التي تشحن جو فلسطين بالكثير من التفائل والشجاعة.

بينما يستيقظ أنصار فتح كل صباح معلنين رفضهم لكل هذه الخسائر، بعد أن يكتشفوا مزيدا من النصر لحركة حماس. وغضب الشوارع الفتحاوية على الخسارة يشتد يوما بعد آخر، وكأن قادة الحركة لا يكفيهم كل هذه الفاجعة، ورائحة الباردود باتت تملأ الشوارع في رام الله وغزة في نابلس وجنين، في كل مكان، لتتحول لغة الرصاص إلى طريقة الاحتجاج الأولى، وتفقد مسيرات الاحتجاج الكثير من رونقها الذي حاولت أن تكون مسيرات نصر ومؤازؤة في أيام مضت. quot;وكأنها لم تكن فتحquot;، هذا ما يقوله يقوله أنصار حركة فتح المحتجين التي تلقت ضربة الهزيمة. أما أنصار حركة حماس الذين يبدعون في أساليب الفرح بالنصر فقد دعاهم زعيمهم خالد مشعل إلى التقليل من احتفالات النصر لعدم استفزاز حركة فتح التي تلقت الخسارة، وباتت تقبع على هامش كبير من الألم، هذا الألم الذي يتقاسمه بمرور الأيام أنصار الحركة الشبان والذين بات مطلبهم الوحيدة استقالة قيادتهم في اللجنة المركزية والمجلس الثوري. وفي كل قسم من فلسطين هناك ألم مشترك، حركة فتح التي نالت نصيب الأسد من الخسارة، وأحزاب اليسار،التي توقعت أن تكون هي كفة الميزان في الانتخابات لم تتمكن هي الأخرى من تحقيق هدفها بعدما لم تتجاوز في مجموعها خمسة مقاعد تحالفت عليها أربعة أحزاب. وفي عالم الانتخابات، عالم الإقتراع والتصويت المختلف والمتعثر والفائز والخاسر والهائج دوما الذي جرى في فلسطين كانت حماس مع موعدين، غير متوقعين، فصباح يوم الخميس، فازت حماس بالانتخابات التشريعية ولم تكن تتوقع هذا النصر، بعدما، توجه إسماعيل هنية للنوم، وقد أيقن أن حركة فتح هي الفائزة وذلك اعتمادا على استطلاعات الرأي التي ضمنت لفتح ذلك، أما المفاجئة الأخرى فكانت حصول حماس على 76 مقعدا أي ثلثي مقاعد المجلس التشريعي، هذا الأمر جعل حركة حماس في تخبط، فهي لم تكن تتوقع أن تكلف بتشكيل حكومة، ولم تكن مستعدة لتولي زمام الحكم لأن استطلاعات الرأي كانت تتوقع فوز فتح بينما توقعت لحماس الحصول على 40 مقعدا، وبالتالي فان حماس هيئت نفسها لتكون قوة معارضة في المجلس التشريعي، وليست حاكمة.

حماس أمام الواقع ... الوزارات ومقاليد الحكم


حماس التي فاقت على هول حجم النصر، لم تكن قد أعدة العدة لمثل هذا اليوم، ولعل أبرز اهتماماتها كانت هو زيادة عدد المقاعد التي ستحصل عليها لتصل أكثر من 40 مقعدا، وبالتالي فأنها كانت قد أجرت مشاورات داخلية حول إمكانية دخولها الحكومة، لكن جاء يوم الانتخابات، دون أن تحسم حماس خيارها إذا ما كانت ستشارك أم لا، لكن كان أمامها خيارات متعددة هذا ما قالته مصادر (إيلاف) الخاصة، وتلخص هذه الخيارات في :quot; إذا دخلنا الحكومة فاننا سنطالب بعدد من الوزارات الخدماتية ومن أهمها الصحة والتربية والتعليم والعمل والشؤون الاجتماعيةquot; تلك هي خطة حماس حتى يوم الأربعاء الماضي، لكن هذه الخطط انقلبت رأسا على عقب، حيث وجدت حماس نفسها في واقع مختلف، فهي الآن مكلفة بتشكيل الحكومة كاملة، وبالتالي عليها البدء بوضع خطط جديدة وربما لعدم خبرتها في هذا المجال فإنها ستحتاج إلى مساعدات واستشارات من جهات داخلية وخارجية، ولعل هذا السبب الأبرز بتمسك حماس بحركة فتح لمشاركتها في الحكومة، أما السبب الثاني فهو إعطاء الحكومة التي ستقودها حماس شرعية دولية، وذلك بسبب الموقف الدولي المعارض لحركة حماس والمؤيد لفتح، ومن شأن هذه الخطوة أن تضمن لحماس استمرار المساعدات الدولية التي تقدم للفلسطينيين، وقطع الطريق أمام إسرائيل التي بدأت بحشد الجهود الدولية من أجل إقناع العالم بمقاطعة حكومة حماس.

حماس التي فاقت على هول حجم النصر، لم تكن قد أعدة العدة لمثل هذا اليوم، ولعل أبرز اهتماماتها كانت هو زيادة عدد المقاعد التي ستحصل عليها لتصل أكثر من 40 مقعدا، وبالتالي فأنها كانت قد أجرت مشاورات داخلية حول إمكانية دخولها الحكومة، لكن جاء يوم الانتخابات، دون أن تحسم حماس خيارها إذا ما كانت ستشارك أم لا، لكن كان أمامها خيارات متعددة هذا ما قالته مصادر (إيلاف) الخاصة، وتلخص هذه الخيارات في :quot; إذا دخلنا الحكومة فاننا سنطالب بعدد من الوزارات الخدماتية ومن أهمها الصحة والتربية والتعليم والعمل والشؤون الاجتماعيةquot; تلك هي خطة حماس حتى يوم الأربعاء الماضي، لكن هذه الخطط انقلبت رأسا على عقب، حيث وجدت حماس نفسها في واقع مختلف، فهي الآن مكلفة بتشكيل الحكومة كاملة، وبالتالي عليها البدء بوضع خطط جديدة وربما لعدم خبرتها في هذا المجال فإنها ستحتاج إلى مساعدات واستشارات من جهات داخلية وخارجية، ولعل هذا السبب الأبرز بتمسك حماس بحركة فتح لمشاركتها في الحكومة، أما السبب الثاني فهو إعطاء الحكومة التي ستقودها حماس شرعية دولية، وذلك بسبب الموقف الدولي المعارض لحركة حماس والمؤيد لفتح، ومن شأن هذه الخطوة أن تضمن لحماس استمرار المساعدات الدولية التي تقدم للفلسطينيين، وقطع الطريق أمام إسرائيل التي بدأت بحشد الجهود الدولية من أجل إقناع العالم بمقاطعة حكومة حماس.

وفي الشأن الداخلي للحكومة ستبقى هناك عدة عقبات أمام حماس ومنها مثلا أن رأس أي وزارة سيكون مختلفا عن جسدها من ناحية اللون السياسي، ففي الوقت الذي سيكون فيه الوزير من حماس فان كافة كوادر الوزارة أو غالبيتهم هم من فتح. فواقع صعب ينتظر حماس، والتعاون من قبل الجميع شرط لنجاح حكومة حماس الإسلامية.

فتح وأيامها الحبلى

أما حركة فتح التي ذاقت طعم الهزيمة المر، فان قيادتها الشابة، بدأت تتحرك، من أجل إقالة اللجنة المركزية للحركة، وقد حقق هذا التحرك بعض الإنجازات على مستوى الأقاليم حيث قدمت عدة لجان استقالتها، إلا أن التوقعات تتجه لان تكون الأيام القادمة بحركة فتح أشد حرارة، وستكون أيام quot;حبلىquot; بشعارات الرفض، وكل التوقعات تشير إلى أن شوارع المدن الفلسطينية ستشهد تطورات ساخنة على صعيد فتح، وربما تكون مسيرات الاحتجاج المسلحة أبرز صورها. لكن قد يتساءل سائل لماذا لم يقدم أي من أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري استقالاتهم حتى الآن؟؟؟.