عامر الحنتولي من عمان: فيما ظل الأردن الرسمي على موقفه غير المبادر تجاه تهنئة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي نالت انتصارًا كاسحًا الخميس الماضي في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، حيث تتجه لتشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة وسط امتعاض دولي، فقد تكررت في وسائل الإعلام الأردنية خلال الأيام الثلاث الماضية دعوات صحافية للحكومة الأردنية بتجاوز أسباب الخلاف والقطيعة مع حماس، بعد الأزمة الناشبة بينهما في العام 1999 على خلفية رفض الأردن أي نشاط لحماس انطلاقا من الأردن.

وزخرت صحف عمان التي مالت حكما الى تأييد الفوز الساحق لحماس بمقالات لكتاب أردنيين واعلاميين بارزين بفتح قنوات الإتصال مع حماس بإعتبارها اليوم حركة سياسية ناضجة ستتولى مقاليد أمور الحكم في قطاع غزة والضفة الغربية، ومن المؤكد ndash;وفقا للمقالات- انها ستتحول الى حركة سياسية تنبذ العنف وتتعاطى السياسة من منظار مصلحة الشعب الفلسطيني. في وقت مال فيه آخرين الى اعتبار ان الحركة ستجترج المعحزات في مفاوضاتها لإقامة الدولة الفلسطينية لتبرهن للعالم وللمشككين بأنها نجحت لما كان الظرف يفرض عليها العسكرة والعمل السري، ونجحت ثانية بإقامة الدولة الفلسطينية التي ظلت حلما يراود أربع أجيال من الشعب الفلسطيني.

وتطابقت المواقف والدعوات الصحفية في الأردن مع موقف المراقب العام لحركة الإخوان المسلمون الأردنية عبدالمجيد الذنيبات الذي دعا صراحة الحكومة الأردنية الى التعامل مع حماس كحركة حاكمة وليس معارضة يؤيدها وانتخبها السواد الأعظم من الفلسطينيين في ظل مراقبة دولية صارمة للإنتخابات، شارحا انه من المفيد والأفضل للأردن ان يبادر الى تجاوز القطيعة والخلافات السابقة مع حماس.