حزن على فقدان أحباء وعسر مالي وحصار
هكذا يستقبل أهل نابلس عيد الفطر

إجتماع قريب بين أبو مازن وعمير بيرتس

مصر تعزز دورياتها عند الحدود مع قطاع غزة

أولمرت سيعين ليبرمان نائباً له مسؤولاً

هنادي ابراهيم من نابلس: استقبل النابلسيون صباح اليوم الاثنين أول أيام عيد الفطر السعيد بعد شهر من العبادة والصوم عانوا خلاله الأمرين، بسبب عدم تلقيهم رواتبهم للشهر الثامن على التوالي، إضافة إلى الأوضاع الأمنية المتأزمةالتي يعيشونها جراء التشديدات التي يفرضها الجيش الإسرائيلي على المدن والقرى الفلسطينية.

ويمثل العيد بالنسبة إلى شريحة واسعة من الفلسطينيينذكرى أليمة، ويستقبلونه هذا العام وقد فقدوا فرداً من أسرتهم او أقاربهم أو جيرانهم.

جولة في الأسواق تكفي لإعطاء صورة قاتمة عن الأوضاع، فالحزن يسود كل أرجاء الأراضي الفلسطينية. الإقبال على الأسواق بمحالها التجارية سجل تراجعاً واضحاً هذا العام بالمقارنة مع السنوات السابقة. السبب الأول لذلك يعود إلى عدم استلام نحو ستمئة ألف موظف حكومي رواتبهم المستحقة منذ شهر نيسان (أبريل) الماضي ولغاية الشهر الجاري الأمر الذي أحدث أزمة مادية خصوصا بعد شهر رمضانالذي أثقل كاهل الناس بمصاريفه الكثيرة. أضف إلى ذلك المصاريف التي تترافق عادة مع عيد الفطر المجيد من شراء حاجيات وملابس وحلوى وغير ذلك من الترتيبات التي تفرضها هذه المناسبات فيالمجتمعات العربية.

ويبدو واضحاً خلالهذا العام أن التجار كانوا من أبرز المتضررين اقتصاديا،إذبلغت نسبة الأرباح بالنسبة إلى تاجر الملابس خلالهذا العام ما يوازيالثمانية آلاف دينار أردني، بينما سجلت الأعوام السابقة أرباحا تتراوح بين 15 و20ألف دينار أردني، الأمر الذي تسبببكساد البضائع في المحال وسجل خسارة لدى معظم التجار. وبلغ متوسط ربح تاجر الألعاب في هذا العيد 2500 دينار اردني، بينما بلغ في السنوات السابقة بين 5و6الاف دينار. وبالنسبة إلى بائعي الحلوى، بلغ متوسط ربح تاجر الحلويات نحو 3500 دينار أردني بينما كان يسجل خلال الأعوام السابقة حوالى الخمسة آلاف دينار أردني.

أما السبب الثاني الذي يضفي سوادا على أجواء العيد، فهو الحزن السائد في أوساط العوائل التي فقدت أعزاء وأقارب منذ بدء الانتفاضة وإلى يومنا هذا، الأمر الذي جعل العيد بالنسبة إلى أهالي نابلس ذكرى أليمة ومفجعة تعيد إليهم الحنين إلى الأقارب والأحباء الذين قضوا خلال الأعوام الماضية.

ويأتي الحصار المفروض على أهالي المدن والقرى سببا ثالثا يجعل من العيد مناسبة حزينة،فإلى جانب الأوضاع الإقتصادية المتراجعة والحزن المحدق بسبب الموت المنتشر، يشل الحصار المفروض على الفلسطينيينحركتهم ويمنعهم من تبادل الزيارات والتهنئة بحلول العيد. ومن المعلوم أن تبادل الزيارات بين الأقارب والأهالي هي إحدى العادات المتعارف عليها في العيد، الأمر الذي تعيقه حواجز الجيش الإسرائيلي باحتجازها المارة لساعات طوال على كل نقطة تفتيش، لتسمح لهم بالمرور أوتطلب منهم العودة من حيث اتوا وهذا الحال يستمر طوال ايام العيد.

ويستهل الناس يوم العيد بالتوجه الى المساجد لأداء صلاة الفجروصلاة العيد. بعد ذلك، يتوجه الأهالي إلى المقابر لزيارة أعزاء أو أقارب غابوا، ثم يتبادل عوائل الشهداء والأسرى والجرحى الزيارات، ثمزيارة الأقرباء والاحباء والاصدقاء وسط أصوات رصاص تدوي بين حين وآخر في سماء البلاد.

وتنعكس الأوضاع الأمنية الصعبة على الأطفال الفلسطينيين، إذ تراهم يتسابقون الى المحال التجارية لشراء الألعاب. وتحظى الألعاب الناريةوالمسدساتوالقنابل بالقسط الأوفر من اهتمام الأطفال، الأمر الذي يزيد القلب حرقة، فبدل أن يشتري الأطفال ألعابا مثل الدمى او غيرها تراهم يتهافتون على شراء الألعاب التي لها صلة بالعنف والقتل وهذا ما يسبب غصة فمظاهر الحرب تلاحق الاطفال حتى في اعيادهم وتؤثر على نفسياتهم وبراءتهم وتختار لهم العابهم ايضا. وعندما سألنا طبيب الاطفال في مدينة نابلس الدكتور عبد الله عثمان ما تأثير ادوات الحرب على نفسيات الاطفال اجاب بعد دراسه أجراها على عينة من اطفال نابلس ان معظم الاطفال متأثرون بالعنف الذي يحصل ومعظمهم يبكون عند سماع صوت الانفجارات والرصاص ومع هذا هم يفضلون شراء الالعاب النارية quot;حتى نقاتل بها الجيش الاسرائيليquot; على قولهم.

وفي البيوت تحتفل النساء بحسب العادات والتقاليد فتجدهنينتظرن قدوم اقاربهن بعيون دامعة وبقلوب مفجوعة بفقدان عزيز عليهن ويتبادل الجميع التهاني والتبريكات ويقدمن الحلويات وكعك العيد والكنافة النابلسية والسكاكر ويتبادلن اطراف الحديث بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد، أعاده الله على الأمة العربية والاسلامية بالخير واليمن والبركات.