خليلزاد : عرب يساعدوننا في الحوار مع المسلحين

حزب العمل الاسترالي المعارض للانسحاب من العراق

مقتل 91 جنديا أميركيا في العراق

وثيقة : قياديون في البعث العراقي المنحل يعملون

أولبرايت : الحرب على العراق ربحتها إيران

بغداد: وصلت في رحلة للخطوط الملكية الأردنية التي تسير رحلتين يومياً إلى العراق، ويمكن للمسافرين استخدام رحلات شركة الخطوط الجوية العراقية المملوكة للدولة أو شركة (البساط الطائر) من بيروت. ويختلف الهبوط في مطار بغداد عن غيره من المطارات في العالم، لأن المسلحين يمكن أن يسقطوا الطائرة، لذلك لم يكن الهبوط مباشراً بل أخذت الطائرة في الدوران في سماء المدينة.

في صالات المطار تخبرك وجوه المسافرين بأشياء كثيرة؛ فأغلب القادمين من الخارج هم من الغربيين بينهم مقاولون ودبلوماسيون وبالطبع صحافيون، بينما معظم المغادرين من العراقيين الذين يحملون متاعاً كثيراً تكدس في صالة المغادرة، ومعظم هؤلاء يغادرون العراق للأبد.

كانت الهجرة إلى الخارج تقتصر إلى حد كبير على الأغنياء من العراقيين، ولكن مع الحرب الطائفية الآخذة في التأجج، فإن المزيد من العراقيين يغادرون كل يوم، حيث تشير آخر إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن تسعة آلاف عراقي يغادرون البلاد كل أسبوع.

المعاناة اليومية
مررنا على سوق محلي مزدحم شرق بغداد في طريقنا لإجراء احد حواراتنا. لم يكن الشارع مزدحماً كما كان في الماضي، لكن شاهدنا على جانبي الطريق محال لبيع الأجهزة الإلكترونية التي تعرض أجهزتها الكهربائية ولافتات النيون المضيئة في الخارج.

يمكنك أن تجد في بغداد معظم السلع عالية التقنية كالكمبيوتر المحمول والكاميرات الرقمية وغيرها وبأسعار أفضل من دول الخليج، وذلك لعدم فرض أي ضرائب مما يسهل الشراء، لكن بالمقابل فإن الخروج للتسوق أو لأي غرض آخر يعرضك للمخاطر أكثر من أي وقت مضى. لا أحد يعلم أعداد المختطفين على وجه التحديد، لكن ربما أربعون أو خمسون شخصاً يختطفون كل يوم.

واليوم تقلص المحال التجارية أوقات عملها وتفتش كل الزبائن قبل دخولهم إلى المحل، وهناك المزيد والمزيد من المحال التي أغلقها أصحابها عن العمل وغادروا البلاد.

في أحد الأيام ذهبنا لملاقاة شخص يمتلك مولدين كهربائيين يمدون 200 منزل وعدداً من المحال بالكهرباء، وهو أحد أهم الأشخاص في كل حي أو منطقة، حيث لا زالت بغداد تعاني من انقطاع الكهرباء معظم ساعات اليوم. لكن سكان المنطقة لم يكونوا سعداء لأن المولد لم يعمل لعشرة أيام، وهم يدفعون مقدماً ما يعادل خمسين دولاراً لاستهلاك المنزل الواحد شهرياً.


ومعاناة من نوع آخر
لقد بدأ الفصل الدراسي الجديد مؤخراً، لكن للغرابة فإن العديد من المدارس لم تبدأ دوامها حتى الآن، وأخبرني أحد المواطنين أن العديد من المدرسين لم يعودوا إلى العمل خوفاً من الأوضاع الأمنية، وكذلك ما لا يقل عن مئة تلميذ لم يعودوا إلى مدارسهم بعد انقضاء العطلة، ويعتقد أنهم غادروا العراق مع أسرهم.

ويطال الهاجس الأمني كذلك العديد من الأميركان والبريطانيين والعمال الأجانب من جنسيات أخرى الذين لا يغادرون المنطقة الخضراء طوال إقامتهم في العراق.