اسامة مهدي من لندن : دعا الرئيس العراقي جلال طالباني اساتذة وطلبة الجامعات العراقية الى ابعادها عن التدخلات والتأثيرات السياسية وذلك في مواجهة حملة الاغتيالات التي تطال اساتذة الجامعات والتي ارغمت العشرات منهم الى مغادرة العراق الى الدول العربية المجاورة على الخصوص .
واكد طالباني في كلمة إلى المؤتمر التأسيسي للاتحاد العراقي للتدريسيين الجامعيين الذي عقد في بغداد اليوم الخميس وارسلت الرئاسة نصها الى quot;ايلافquot; على ضرورة العمل لتنقية الأجواء الجامعية من الرواسب المتخلفة من العهود الماضية ومن الشوائب الطارئة حديثا واشار الى أن الديمقراطية لا يمكن أن تفهم بشكل يسوغ الاعتداء على أستاذ أو فرض قيود لا قانونية على الطالب. واضاف انه لا بد من أن يبقى الحرم الجامعي مصاناً من التدخلات و التأثيرات السياسية ولكن من دون استلاب حقوق التدريسيين والطلبة في الانغمار في العمل السياسي خارج أسوار الحرم الجامعي و المشاركة في الفعاليات الاجتماعية داخله .

نص الكلمة

quot;أيتها الأخوات .. أيها الإخوةquot;
السلام عليكم
احيي المشاركين في المؤتمر التأسيسي للاتحاد العراقي للتدريسيين الجامعيين، و أتمنى لهم التوفيق في أداء رسالتهم السامية المتجسدة في إعلاء شان العلم و المعرفة و البحث الموضوعي الرصين، و تنشئة جيل من الجامعيين المنفتحين على احدث ما توصلت إليه العلوم الحديثة و مناهج البحث المتطورة.
لقد حاول النظام البائد إخضاع التعليم الجامعي لخدمة أغراضه السياسية الضيقة، فحرم بلادنا من استثمار الطاقات العلمية و الكفاءات البحثية التي يزخر بها العراق. و شن النظام حملة ظالمة ضد التدريسيين فاعتقل من اعتقل و فصل من فصل و أرغم على الهجرة. إلا أن الكثيرين من الأساتذة و التدريسيين ظلوا أوفياء لرسالتهم رغم المضايقات الكثيرة و محاولات القسر الفكري.
و في ظل الانفتاح و الديمقراطية التي يعيشها العراق الان تتاح أمام التدريسيين آفاق رحبة و تبرز أمامهم مهام جليلة، تأتي في صدارتها مهمة المساهمة في بناء دولة المؤسسات و إرساء أسس سليمة للبحث العلمي و مواكبة التطور العالمي و الانفتاح على الحضارات.
كما ينبغي العمل على تنقية الأجواء الجامعية من الرواسب المتخلفة من العهود الماضية و من الشوائب الطارئة حديثا، إذ أن الديمقراطية لا يمكن أن تُفهم بشكل يسوغ الاعتداء على أستاذ أو فرض قيود لا قانونية على الطالب. و لا بد من أن يبقى الحرم الجامعي مصاناً من التدخلات و التأثيرات السياسية، لكن من دون استلاب حقوق التدريسيين و الطلبة في الانغمار في العمل السياسي خارج أسوار الحرم الجامعي و المشاركة في الفعاليات الاجتماعية داخله.
أيتها الأخوات، أيها الإخوة
إن مهمات بناء العراق الديمقراطي لا تنتهي باعتماد دستور و انتخاب برلمان، بل أنها تقتضي إحداث تغيير جذري في البنى الاجتماعية و في ذهنية المواطنين و ترسيخ مبادئ الانفتاح على الرأي الآخر و تفادي أي شكل من أشكال الإقصاء و التغييب. و ينبغي أن يكون للنخب الجامعية دور لا يقل أهمية في إبلاغ الرسالة العلمية و انجاز البحوث الراقية.
أتمنى لمؤتمركم النجاح في تحقيق أهدافه الرفيعة في بناء دولة المؤسسات و الارتقاء ببلادنا إلى مصاف الدول المتطورة علمياً، فالقوي في القرن الواحد و العشرين هو من يمتلك ناصية العلم لا من يملك السلاح.
جلال طالباني
رئيس جمهورية العراق
2/2/2006quot;

وتتعرض الجامعات العراقية المنتشرة في العديد من المدن العراقية الى حملة ظلامية تقوم بها قوى دينية متطرفة لاسكات اصوات الاساتذة ومنعم من الادلاء بارائهم في الاحداث التي تشهدها بلادهم حيث تعرض العشرات منهم الى الاغتيال فيما هرب مئات اخرين الى خارج البلاد . وكان مجهولون اغتالوا بمسدس كاتم للصوت الاسبوع الماضي الدكتور عبد الرزاق النعاس الاستاذ بكلية الاعلام بجامعة بغداد والذي عرف بتعليقاته السياسية الناقدة للاوضاع السياسية والامنية العراقية من على شاشات الفضائيات العراقية والعربية .