مشعل خلال مؤتمر صحافي في ختام زيارة القاهرة
مزيج من الصلابة والمرونة ولا اعتراف بإسرائيل

نبيل شرف الدين من القاهرة: في مؤتمر صحافي عقده اليوم الأربعاء في ختام زيارة للقاهرة، رأس فيها وفداً لحركة (حماس)، نفى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة أن تكون مصر مارست ضغوطاً أو وضعت شروطاً على (حماس)، قائلاً إن مصر أكدت موقفها الداعم للشعب الفلسطيني، مهما تغيرت القيادة، وأكدت على الوحدة الوطنية وتجنب الصراع والاقتتال الداخلي، كما دعت مصر كافة القوى للتعامل مع الواقع بعقل مفتوح دون التخلي عن ثوابت الشعب الفلسطيني .

وبينما سبق أن أشارت قيادات (حماس) إلى أن الحركة قد تشكل حكومة من التكنوقراط، حتى تجنب المساعدات لخطر تجميدها أو وقفها، فقد أكد مشعل quot;أن الحركة ستعطي المشروع الوطني الفلسطيني فرصة كاملة للنجاح، وستصوب بعض المحطات الخاطئة فيه وستقدمه بصورة جديدة للعالم من أجل استرداد الحقوق الفلسطينية مع الحفاظ على الثوابتquot;، على حد تعبيره .

ومضى مشعل قائلاً خلال المؤتمر الصحافي الذي استضافته نقابة الصحافيين المصرية، إن الحركة ستتعامل بمزيج من صلابة الموقف والمرونة السياسية اللازمة، غير أنه بدا حريصاً على تأكيد عدم اعتراف (حماس) بإسرائيل، قائلاً إن المشكلة لم تكن يوماً في الشعب الفلسطيني ولا الأمة العربية أو الإسلامية بل كانت المشكلة على الدوام في الموقف الإسرائيلي .

الاعتراف بإسرائيل
وطالب مشعل المجتمع الدولي بأن يضغط أولا على إسرائيل كي تسلم وتعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، وبعد ذلك يمكن بحث القضايا، وأضاف إننا على اتصال مع المجتمع الدولي، وان لنا علاقاتنا السابقة في هذا الخصوص ونتابعها الآن، واننا على ثقة في أن الأشقاء في مصر بل وفي الأمة العربية سوف يساعدوننا في هذه العملية، وقالquot; إننا في حماس منفتحون على المجتمع الدولي .. ولكن المشكلة ليست عندنا بل مع الكيان الذي يحتل أرضناquot; .

وبعد فوز حركة (حماس) في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، اشترط الأميركيون والأوروبيون على الحركة التي يدرجونها ضمن لائحة المنظمات الإرهابية أن تتخلى عن العنف، وأن تعترف بحق إسرائيل في الوجود، كشرط ليواصلوا تقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية .

وحول موقف الحركة من العنف قال خالد مشعل إن (حماس) قد تلتزم هدنة طويلة مع إسرائيل إذا انسحبت حتى حدود عام 1967، واعترفت بالحقوق الفلسطينية،وأضاف أنه حينها quot;يمكن ارساء السلام والامن في المنطقة بالإضافة إلى اتفاقات بين الأطراف حتى يتمكن المجتمع الدولي من ايجاد سبيل لحل مشكلات الجميعquot; على حد تعبيره .

ووصف مشعل الهدنة بأنها quot;ستكون طويلةquot;، إلا أنه استدرك قائلاً إنها سوف تكون محدودة في الزمن quot;لأن ثمة حقيقة فلسطينية ينبغي أن يتعامل معها المجتمع الدوليquot;، وطالب مشعل إسرائيل بأن quot;تعترف بحقوق الفلسطينيين مع حق عودة اللاجئين إلى أراضيهم وان تفكك المستوطناتquot;، لافتاً أيضاً إلى أن التزام الهدنة quot;قد تتبناه حماس لكن ليس الآن، ليس قبل ان تعترف اسرائيل بحقوق الفلسطينيين وتؤكد تصميمها على الانسحاب حتى حدود 1967quot;.

ودعا مشعل دول الاتحاد الأوروبي إلى عدم تنفيذ تهديدها بقطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية في حال تشكيل حماس الحكومة، معتبرا quot;أن الاوروبيين اذا لم يدعموا شعبنا فهم الخاسرونquot;، على حد قوله .

خيار المقاومة
وعما إذا كان وفد (حماس) قد طلب شيئا محدداً من القاهرة خلال هذه الزيارة، أو أن تكون مصر قد طلبت من الوفد شيئا محدداً، قال مشعل إن مصر لم تشترط أي شيء على الحركة، إنما أبلغتنا بشكل واضح أنها لا تضع شروطا بل تتحاور، وقال مشعل اننا نريد التشاور مع القاهرة باستمرار وخاصة في ضوء هذه المرحلة الجديدة، ونعرض على المسؤولين في مصر رؤية حماس لهذه المرحلة واستحقاقها .

وأضاف مشعل قائلا إن الديمقراطية التي مارس بها الشعب الفلسطيني حقه لن تكون بديلا عن المقاومة فالديمقراطية خيار لترتيب البيت الفلسطيني، أما المقاومة فهي موجهة إلى الاحتلال وهي حق مشروع .

إن مشروع حماس هو المقاومة، لكننا سنقاوم في الوقت والمكان المناسبين ولن نسمح لإسرائيل بأن تجرنا إلى وقت ومكان تريدهما هي، مشيراً إلى أن حركة حماس quot;ستمارس الحكم والمقاومة وسوف يرى الناس كيف نجمع بين المقاومة والسلطةquot;، مؤكدا أن quot;السلطة غاية ولكن برنامجنا الاستراتيجي هو المقاومة ولن تحلم إسرائيل بأننا سنتوقف عن هذا البرنامجquot; .

واختتم مشعل تصريحاته موجهاً حديثه إلى quot;كتائب شهداء الأقصىquot;، وسرايا القدس quot;نقول لكم نحن شركاء في المقاومة والدفاع عن شعبنا ولن تربكنا إسرائيل، لكن نحن الذين نحدد مكان وزمان المعركة وليست إسرائيلquot; .

ويغادر مشعل مساء اليوم الأربعاء القاهرة متوجهاً إلى الدوحة، وهو يرأس وفدا من قادة الحركة يقوم بجولة عربية ودولية ستشمل السعودية والكويت والأردن والسودان وإيران وتركيا وجنوب افريقيا .