سمية درويش من غزة: دخلت الفوضى العارمة الساحة الفلسطينية من أوسع أبوابها ، عقب تواصل الاقتحامات للمؤسسات الرسمية وعلى الهواء مباشرة ، وارتفاع حدة المعارك النارية بين أطراف النزاع الفلسطيني ، في ظل الحراب والمناكفات الإعلامية المستمرة ، والتي أسفرت عن توتير الأجواء على الساحة.

وفي اجتماع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراءه إسماعيل هنية ، انتهى ظهر اليوم ن تم الاتفاق على سحب القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية من شوارع قطاع غزة ، حسب قول هنيه.

وأكد هنية للصحافيين ، بأنه تم الاتفاق مع عباس على دمج تلك القوة ضمن الأجهزة الشرطية وتدريبهم في مواقع تابعة للأجهزة ذاتها.

بدوره قال النائب محمد دحلان الرجل الأقوى بغزة ، quot;هناك حالة عدم انضباط في حركة حماس والاعتداءات المتكررة على ضباط الأمن الوقائي quot;.

وأكد أبو فادي ، بأنه تم الاتفاق على سحب القوة التنفيذية وإخلائها بالمطلق من شوارع قطاع غزة ، ناقلا عن الرئيس قوله بان quot;كل ما للحكومة سيبقى لها ، وكل ما هو لمؤسسة الرئاسة سيبقى لهاquot; ، في إشارة إلى عدم التعارض بالصلاحيات بين مؤسستي الرئاسة التي تتزعمها حركته فتح ، والحكومة التي تشغلها حماس.
إلى ذلك فقد دعا صلاح البردويل رئيس كتلة حماس البرلمانية ، الموظفين الذين اقتحموا اليوم المجلس التشريعي برام الله ، للاحتجاج على ظروفهم الاقتصادية لعدم صرف رواتبهم للشهر الرابع على التوالي ، بالتوجه للرئيس الفلسطيني محمود عباس والاحتجاج عند مؤسسة الرئاسة ، التي سحبت صلاحيات الحكومة ، حسب تعبيره.

واتهم البردويل ، احتجاجات الموظفين بأنها تأتي في إطار الانقلاب على الديمقراطية الفلسطينية ، مؤكدا بان استمرار ذلك سيؤدي إلى فوضى ستأكل كل شيء.

وقال البردويل ، الضفة تحت الاحتلال وهؤلاء المسلحين لهم مهام أمنية وسلوكية فلم نراهم حين جاء الاحتلال واقتحم رام الله وها هم يظهرون الآن وهم يحملون أسلحة إسرائيلية الصنع ومتطورة ليعتدوا على المؤسسات ومكاتب النواب من حماس فهذه مهمتهم .

ووصف المتظاهرين بالغوغاء المنظمين ، حيث قال ، هذا نوع من أنواع الانقلاب الذي لم نشهد له مثيل ويقوده شخصيات من السلطة القديمة وحركة فتح لقلب نتائج الانتخابات الأخيرة.

وقد هزت الصور المباشرة والتي تناقلتها وسائل الإعلام لاقتحام الموظفين المطالبين برواتبهم للمجلس التشريعي خلال جلسته ، الحكومة الفلسطينية ، حيث خرجت عن تصريحاته باتهام مباشر لحركة فتح والرئيس عباس.
وقد حاول بعض أعضاء البرلمان صد المتظاهرين ، إلا ان المتظاهرين هاجموهم بالملفات والأوراق وقفزوا فوق الطاولات ما جعل الوضع في حالة خطيرة.
بدورها رفضت حركة فتح تلك تصريحات البردويل ، لافتة إلى ان رؤوس حركة حماس مازالت تعشش في داخلها الانقلاب.

وقال احمد عبد الرحمن مستشار الرئيس الفلسطيني والمتحدث باسم فتح ، بان quot; لسان البردويل فالت ولا يعرف ما يقولquot; ، حسب قوله ، مؤكدا بان هذه ثورة جياع ليست ضد حماس وحدها بل ضد السلطة باجمعها.

ولفت عبد الرحمن في تصريحات إذاعية ، إلى ان موظفي السلطة لم يتقاضوا راتبهم منذ أربعة أشهر وظروفهم المعيشية أصبحت صعبة للغاية.

وكانت لجنة الموظفين الحكوميين قد أعلنت أمس عزمها تنفيذ سلسلة خطوات احتجاجية الأسبوع المقبل لعدم صرف رواتب الموظفين منذ ثلاثة أشهر ونصف ، حيث أوضحت اللجنة في بيان لها ، ان هذه الخطوات تأتي استمرارا لمطالبها العادلة وحماية للشعب ومؤسساته .

كما دعت اللجنة لإضراب عن العمل يوم غد الخميس لمدة ثلاثة ساعات من الساعة العاشرة صباحا حتى الساعة الواحدة ظهرا ، احتجاجا على عدم صرف استحقاقاتهم المالية جميعها دون انتقاص منها.

كما قررت اللجنة تنفيذ إضراب شامل طوال يوم الأحد القادم عن العمل داخل المؤسسات والدوائر الحكومية ، وذلك احتجاجا على عدم صرف الرواتب.