خوفًا من عودة شبح الحرب الماضية وشح المواد
اللبنانيون يتهافتون علىشراء الوقود والمواد الغذائية

الكتيبة الفرنسية ترفض استقبال اهالي قرية مروحين المهددة بالدمار الكامل

اليوم الرابع يبدأ واسرائيل تؤكد فقدان 4 جنود

السنيورة: الحرب الحالية فرصة تاريخية للتسوية

اهالي عين ابل الحدودية يطلبون الحماية بعد قصف الاحياء السكنية

واشنطن تدرس ظروف اجلاء الاميركيين من لبنان

ريما زهار من بيروت : كل المؤشرات الحياتية تؤكد على عودة دلائل الحرب السابقة التي استنزفت لبنان في الماضي، تزايد شراء المواد الغذائية الاساسية ، الى الانتظار لساعات طويلة امام محطات البنزين، كلها صور كان اللبنانيون قد اعتادوا عليها في زمن الحرب الماضي.وهكذا لم يفقد اللبنانيون حدسهم الفطري في تأمين حاجياتهم الاولية ولكن هذه المرة بصورة قوية لانه كما اعلن في مرات عدة: حرب اسرائيل على لبنان قد تطول كثيرًا ولبنان محاصر جوا وبحرا وبرا من اسرائيل.

ولم تكد تمضي ساعات على العدوان الاسرائيلي على لبنان حتى سارع المواطنون الى محطات البنزين والسوبرماركت لتأمين حاجياتهم للايام الصعبة المقبلة، رغم النداءات المتكررة من المسؤولين بان مادة البنزين متوافرة وكذلك المواد الغذائية ولا داعي للهلع.يقول احد المسؤولين في تعاونية غذائية ان الناس كادوا يغلقون المداخل الرئيسية للتعاونية لكثرتهم واضطروا الى تعبئة الرفوف بالمواد الغذائية كالارز والسكر اكثر من مرة، وكثرت عملية شراء الخبز والمواد الاولية التي قد يحتاجها اللبناني في الحالات الصعبة.وتكاد الصورة نفسها تتكرر في مختلف التعاونيات الغذائية في بيروت والمناطق، واكثر المواد المطلوبة هي الارز والمعجنات والحليب والطحين والخبز والماء والقهوة والملح والاجبان والمعلبات وغيرها...

وتبدو الحيرة كما الحزن والقلق بادية على وجوه المتبضعين وهم يشتكون من الاعتداءات الاسرائيلية التي طالت البنى التحتية لكل المناطق اللبنانية وتقول احدى السيدات:quot;لماذ يقصفون الجسور هل باتت الحرب على الجسور الآن، ولماذا استهداف المدنيين، هل يريدون قتلنا وتجويعنا وابادتنا؟
وتضيف سيدة اخرى اتت تتبضع ايضًا:quot;نحن لا نخاف الحرب اعتدنا عليها ، لا انا هنا فقط من اجل التبضع العادي ولن أشتري المؤن الكثيرة كما تفعل الكثيرات في لبنان خوفًا من مجاعة او من ازمة تفقدنا المواد الغذائية.وتضيف احدى السيداتquot; لا افهم لماذا يتهافت الناس على شراء المواد الغاذية بهذه القوة، هل بالامكان مثلًا مع وجود ازمة كهرباء في لبنان ان يتم الحفاظ على اللحمة التي يتم شراءها ، اجد الامر غريبًا ان يتهافت الناس بهذا الهلع على المأكل والمشرب.ويجاريها بالرأي زوجها ويضيف:quot;بالطبع الموسم السياحي ضُرب في لبنان ونحتاج الى وقت طويل كي نعيد لبنان الى ما وصل اليه اخيرًا، لكن اللبناني معتاد على هكذا امور، وسينهض من تحت الردم قريبًا.

البنزين

كما في التعاونيات الغذائية كذلك في محطات البنزين، قد تبقى أكثر من ربع ساعة لملء سيارتك من هذه المادة التي ربما لن تحتاجها في المستقبل مع تهديم الطرقات والجسور وقد تستعيض عنها بالوسائل البدائية كالحمار او ربما السير على الاقدام!
ورغم تطمينات المسؤولين بوجود كميات كافية من مادة البنزين الا ان اللبنانيين، الذين اعتادوا على ازمات المحروقات ايام الحرب، تهافتوا على المحطات يملأون سياراتهم واللافت كان ان محطات البنزين لم تكن تملأ السيارات كليًا بل فقط بنسب محددة.
جهاد صاحب محطة بنزين في المتن افادنا بان السيارات في اليوم الاول للقصف والعدوان الاسرائيلي على لبنان كان باعداد كبيرة جدًا حتى باتت السيارات تتهافت بجنون على تأمين هذه المادة، لكن الامر خف بنسب متفاوتة في الايام المقبلة، واكد ان محطته تملك مادة متوفرة من البنزين والمازوت والمحروقات التي قد تكفي ربما لاسبوع ولا يجب ان يتهافت الناس بجنون كي يأمنوا احتياجاتهم.
وأسف جهاد على عودة روح الحرب التي كانت تؤرق اللبنانيين في الماضي، وتمنى لو عادت الامور الى مجاريها لكنه يعود ويقول:quot;المسألة كبيرة جدًا وقد نحتاج الى عجيبة من السماء قد تعود الامور الى ما كانت عليه في السابق.