بريطانيا توفد وزير الدولة في جولة شرق أوسطية

منظمة العفو لمنع ارسال الاسلحة الى اسرائيل وحزب الله

طائرات أميركية أخرى محملة بالأسلحة ستتوقف في بريطانيا

عادل درويش من لندن: ضم زعيم حزب الأحرار المعارض السير منزيس كامبل صوته إلى المطالبين برفض توقف الطائرات الأميركية التي تحمل أسلحة إلى إسرائيل في مطارات بريطانية في طريقها إلى الشرق الأوسط، ودعى بلاده الى وقف تصدير السلاح لإسرائيل، بينما يتوجه رئيس الوزراء توني بلير الى واشنطن اليوم الجمعة إلى واشنطن في محاولة لإيجاد حل للحرب في لبنان، بينما حذر سفير سابق من أضرار تلحق بمصالح بريطانيا بسبب تقارب بلير مع الرئيس الأميركي جورج بوش.

ودعى السير منزيس الحكومة البريطانية اليوم الى اتخاذ موقف مستقل عن الولايات المتحدة في الأزمة المتفجرة حاليا في الشرق الأوسط، وذلك في مقابلة مع البي بي سي صباح اليوم حول زوبعة سياسة اثارها هبوط طائراتين اميركيتين تحملان اسلحة هذا ألاسبوع في مطار قرب جلاسجو في جنوب غرب اسكتلندا، للتزود بالوقود فبل الأقلاع لأسرائيل.

وذكر زعيم حزب الأحرار المستمعين بان ذلك كان موقفه الثابت منذ بدأت اسرائيل عملياتها العسكرية في لبنان وهو اتخاذ موقف مستقل لبريطانيا، عن امريكا التي يراها منحازة لآسرائيل؛ مضيفا بانه رغم قناعته في حق الدول، ومنها اسرائيل، بالحصول على السلاح للدفاع عن شعوبها، فإن على بريطانيا ان تحذر اسرائيل بانها قد تمنع تصدير السلاح اليها اذا استخدم في اغراض اخرى غير دفاعية، مثل استهداف المدنيين في لبنان.

واعتبر السير منزيس ان اعتراض وزيرة الخارجية مارغريت بيكيت لنظيرتها الأمريكية كوندوليزا رايس حول هبوط الطائرات دون اذن مسبق، هو مغالطة بيروقراطية وليس موقف سياسي واضح، لأن المطلوب توجيه الأمريكيين الى ان مضي بريطانيا معهم فيما يرى وانه دعم لآسرائيل يضر بمصالح بريطانيا في المنطقة. وكانت طريقة اعتراض بيكيت حول مسائل ادارية منحت متحدث البيت ألابيض الفرصة ليقول انها مسألة اوراق بيروقراطية متجنبا مناقشة نمو الأعتراض في بريطانيا على السياسة ألامريكية التي يراها البريطانيون منحازة لآسرائيل.

كلمة جانبية بين بلير وبوش خلال مؤتمر روما الدولي
ويتوجه بلير اليوم الى واشنطن للقاء الرئيس جورج بوش في البيت ألابيض في طريقه الى كاليفورنيا لألقاء محاضرتين بدعوة من روبيرت مردوخ، صاحب مؤسسة نيوز انترناشيونال، التي تمتلك محطات سكاي وفوكس نيوز، ومجموعة صحف التايمز، في مؤتمرها السنوي.

وحسب مصادر الحكومة هنا، سيحاول بلير اقناع الرئيس بوش بالعمل على خطة شاملة في اطار الأمم المتحدة، لأيقاف الحرب في لبنان والتوصل لتسوية مرضية لجميع الأطراف بنشر قوات دولية على الحدود اللبنانية الأسرائيلية، لكن المعلقين يشكون في نجاح بلير في مهمته .

واعرب السير كريستوفير مير، سفير بريطانيا السابق في واشنطن عن شكه في ان يحصل بلير على كل مايريد من الرئيس بوش. وقال السفير السابق، الذي اثار كتابه عن ذكرياته كسفير غضب اصدقاء بلير بسبب تلميحات واحداث عن تبعية بلير للبيت ألابيض، ان بلير ليس كلب مدلل لبوش، وانما هو مقتنع باسلوب التقارب الشديد مع الرئيس بوش ، كما انه شخصيا مقتنع بقوة بمشروع بوش لنشر الديموقراطية في الشرق ألاوسط والبلدان ألاسلامية.

لكنه انتقد استمرار بلير في وضع quot; العلاقة الخاصةquot; مع واشنطن قبل مصالح بريطانيا، رغم ان حجة بلير هي ان مصالح بريطانيا على المدى الطويل هي في العلاقة الخاصة.

واضاف السير كريستوفر بان خبرته كسفير في واشنطن يستخلص منها ان امريكا الآن لها علاقة خاصة واحدة فقط في السياسة الخارجية وهي العلاقة مع اسرائيل وحمايتها. ولذا، اضاف السفير السابق، فإن بلير سيحاول النفاذ الى بوش من خلال قوله ان على اصدقاء اسرائيل الذين يراعون مصالحها ان ينصحوها بان استمرار المعارك بهذا الشكل جعل اسرائيل تخسر سياسيا بالفعل، وهذا بدوره سيؤثر على المصالح الامريكية البريطانية المشتركة في الشرق الأوسط.
لكنه شكك في ان يقتنع الرئيس بوش بخطة بلير ويحاول العمل من خلال الأمم المتحدة للتوصل لحل سريع للمشكلة، مضيفا بان بوش قد يقدم شيئا ظاهريا لآنقاذ ماء وجه بلير، سيظهر في المؤتمر الصحفي مساء اليوم، وماذا كان بلير يستطيع الأدعاء امام العالم والوفد الصحفي المرافق بانه توصل مع الرئيس بوش الى خطة عمل.

وضم مير صوته الى صوت زعيم حزب الأحرار كامبل بان بريطانيا تدفع ثمنا باهظا في الشرق ألاوسط بسبب تقارب سياستها مهع السياسة ألأمريكية التي يراها سكان المنطقة منحازة لآسرائيل، واضاف بأن مفهوم بلير للعلاقة الخاصة مع امريكا يجعله اسير موقف يمنعه من النظر بموضوعية الى مصالح بريطانيا وتقديم التحليل النقدي الموضوعي للصديق الأمريكي مما يسبب اضرارا كبيرة للمصالح البريطانية في الشرق الأوسط.