ابنة رون اراد ترى لاول مرة والدها يتكلم

تلفزيون LBC يبث صورا لرون اراد

أسامة العيسة من القدس : عندما بثت المؤسسة اللبنانية للإرسال (ال بي سي)، في الأسبوع الماضي، فيما وثائقيا عن عملية اسر ثلاثة جنود إسرائيليين، على محطتها الأرضية، من قبل حزب الله تمت قبل ست سنوات، أثار الفيلم اهتماما غير عادي في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وبثت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي مشاهدا منه نقلا عن المحطة اللبنانية.

أراد قبل اختطافه
ولكن إعادة بث مشاهد مبتسرة من الفيلم تتعلق بملاح الجو الإسرائيلي المفقود رون أراد، لم تكن كافية بالنسبة للرأي العام الإسرائيلي، فعمدت القناة العاشرة إلى شراء حقوق بث الفيلم من المحطة اللبنانية، بمبلغ 100 ألف يورو، يعتقد أن الصفقة تمت عن طريق وسيط ثالث، ليتم بثه على المحطة الإسرائيلية بالتزامن مع بث الفيلم على القناة الفضائية للمحطة اللبنانية.

وبموجب هذه الصفقة بثت القناة العاشرة ليلة أمس الجزء الأول من الفيلم، وتم دعوة عائلات الجنود الثلاثة الذين اسروا من قبل مقاتلي حزب الله، لمشاهدة الفيلم، الذي اظهر كيف تمت عملية الآسر، واستعدادات مقاتلي الحزب اللبناني لتنفيذ العملية، وتفجير عبوة ناسفة في جيب إسرائيلي كان يستقله الجنود الثلاثة، الذين قتلوا على الفور، ونقلهم إلى داخل الأراضي اللبنانية، وسط إطلاق نار كثيف، وقصف من حزب الله للمواقع العسكرية الإسرائيلية للتمويه على عملية الآسر.

وقال أهالي الأسرى الإسرائيليين الذين أعيدت جثثهم في عملية تبادل لاحقة بين حزب الله وإسرائيل، انهم كانوا على علم بتفاصيل عملية الاختطاف ولكنهم شاهدوا لأول مرة كيف حدثت، من خلال الفيلم الوثائقي اللبناني، والشرح الذي قدمه معد الفيلم الصحافي اللبناني إبراهيم الأمين عن عملية الآسر.

وقال والد الأسير الإسرائيلي عمر سواعد، للإذاعة الإسرائيلية، بأنه فهم من المشاهد التي بثت بان الجنود الأسرى خطفوا أحياء وجرحى، وانهم توفوا لدى حزب الله نتيجة ما وصفه بالإهمال الطبي.

وتضمن الفيلم اللبناني لقاءات مع صحافيين ومختصين إسرائيليين، لتقديم وجهة النظر المقابلة لوجهة النظر اللبنانية، واستعانت المحطة اللبنانية بشركة فرنسية لإجراء اللقاءات داخل إسرائيل.

وتبث القناة العاشرة الليلة الجزء الثاني والأخير من الفيلم الوثائقي الذي، يظهر فيه رون اراد معرفا على نفسه باللغة الإنجليزية ومجيبا على أسئلة آسريه.

وأثارت مشاهد اراد التي اعتبرت نادرة، اهتماما لدى الرأي العام الإسرائيلي، الذي يترقب الليلة بث الجزء الثاني الذي يظهر فيه أراد.

وقالت عائلة أراد، أنها كانت تتوقع أن تشاهد صور ابنها، ليس عن طريق فيلم تلفزيوني، ولكن بواسطة السلطات الإسرائيلية.

ورأى محللون في أن الفيلم، حمل رسالة من حزب الله لإسرائيل، بأنه توجد معلومات عن اراد، بعد عشرين عاما من وقوعه في الاسر.

وكتبت الجنرال عاموس هارئيل في صحيفة هارتس، بأنه على الرغم من الرسالة التي وجهتها إسرائيل، بان سيكون على خاطفي جنود إسرائيليين دفع ثمنا باهظا لعملهم، في إشارة إلى الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان، إلا أن إسرائيل ستضطر لدفع ثمنا باهظا للإفراج عن اسراها، وذلك بإطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية.

واشار إلى أن بث المحطة اللبنانية للفيلم الذي يظهر اراد، ويذكر بقصته، حمل لكثيرين دلالة انه يمكن يصبح مصير الجنديين الذين اسرهما حزب الله في تموز (يوليو) الماضي، مماثلا لمصير رون أراد.

وكتب إلى أن حزب الله مصر في أن تشمل أية صفقة تبادل، أسير لبناني يعتبر مفقودا وهو يحي سكاف، الذي كان ضمن 11 من الفدائيين الذين شاركوا في الهجوم على حافلة إسرائيلية في آذار (مارس) 1978، واسفر الهجوم عن قتل 35 إسرائيليا، وتسعة من الفدائيين، ولكن إسرائيل التي دفنت الجثث استطاعت سابقا تحديد هويات ثماني جثث، وبقي سكاف بالنسبة لعائلته كشخص على قيد الحياة محتجز في سجن سري إسرائيلي.

وبدأت إسرائيل منذ فترة حملة موجهة للجمهور العربي لتقديم معلومات عن ثلاثة من جنودها فقدوا في معركة السلطان يعقوب في لبنان، وجندي اخر فقد في الجولان.

وتشمل الحملة مواقع في الإنترنت وإعلانات في المعابر والمطارات، والصحف العربية التي تصدر في إسرائيل والتي توعد كل من يملك معلومة عن المفقودين بعشرة ملايين من الدولارات.

ومن المتوقع أن يتواصل النقاش إسرائيليا حول الفيلم، بعد بث الجزء الثاني الليلة.