نبيل شرف الدين من القاهرة : نجحت حملة قادها quot;تحالف الكاتبات المسلماتquot;، وهو كيان يضم ناشطات سعوديات يدافعن عن حقوق المرأة، في إثناء quot;مركز الإشراف على خدمة الحرمينquot; عن خطة كانت تهدف إلى نقل مصلى السيدات من صحن المسجد الحرام إلى مكان علوي، عبارة عن موقعين مطلين على الكعبة، يخصصان لصلاة النساء، بينما يستطيع الرجال الصلاة في الصحن .

وعلق الدكتور حامد أبو طالب، عميد كلية الشريعة والقانون في مصر وعضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر على تلك الخطة quot;بقوله إنه على الرغم من كون مثل هذا التنظيم أمرًا إداريًا محضًا لا صلة مباشرة له بصحة الشعائر من الناحية الشرعية، إلا أنه يتحفظ عليه لأن فيه حرمانا للمرأة من حقها في العبادة والصلاة في الصحن والتمتع بالمشاعر الروحية الفياضة بالنظر للكعبة عن قرب مثل الرجل، ودون تفرقة لأن الرسول (ص) قال: quot;إنما النساء شقائق الرجالquot; والتأكيد الإلهي لهذا المعنى حين قال تعالى: quot;فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعضquot;، ومن هنا فإنه لا يجوز شرعا ظلم المرأة أو تحقيق مشقة جسدية، أو إيذاء نفسي، لأنها الأم والزوجة والأخت والابنة، وبينهن المسنات والمريضات ممن سيشق عليهن هذا الأمر .

تمييز ضد المرأة

وناشد عشرات من علماء الأزهر السلطات السعودية التأني في نقل مصلى السيدات من المسجد الحرام، موضحين أن النساء المسنات بالذات هن اللائي سيتجشمن مشقة تبعات هذا القرار، فضلاً عن مشقة لكل النساء، حيث ستكون هناك عملية إخلاء إجباري لهن من حول الكعبة قبل كل صلاة، وهو ما ينطوي على ظلم للمرأة وتمييز ضدها لا سند له من الشرع .

وسبق أن وصفت ناشطات سعوديات مدافعات عن حقوق المرأة في السعودية تلك الخطة بأنها تنطوي على تمييز وتعهدن معارضتها، وأطلقت مجموعة تطلق على نفسها (تحالف الكاتبات المسلمات) التماسًا عبر شبكة الانترنت لحشد دعم السلطات ضد هذه الخطط تحت عنوان quot;للنساء حق مساو في الدخول الى المسجد الحرامquot; .

ونقلت صحيفة (عكاظ) السعودية بعددها الصادر يوم الاثنين عن الدكتور محمد بن ناصر الخزيم نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام قوله إنه كان هناك اقتراح بزيادة المواقع المخصصة للنساء في صلاة الفرض في موقعين مطلين على الكعبة المشرفة من جهة باب الفتح وباب العمرة، بالنظر الى الزيادة المضطردة في أعداد النساء، ليكون هناك استيعاب أكبر من المكان المخصص لهن حالياً، علما بأن الطواف والنوافل متاحة للنساء داخل صحن المطافquot;، وأضاف قائلاً quot;إن الرئاسة أُخذت بالاقتراح الثاني وهو زيادة الموقعين اضافة الى ما هو موجود في الوقت الحاليquot; .

أما الدكتورة سعاد صالح، عميدة كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر، فقد أعربت عن قلقها من أن يكون ذلك المخطط مجرد حلقة في سلسلة إجراءات وصفتها بأنها quot;لا تراعي إنسانية المرأة في أداء مناسك الحج والعمرة، حيث إن المرأة ممنوعة من الصلاة في الروضة الشريفة في المسجد النبوي، وحتى في أوقات الزيارة المخصصة للنساء لقبر الرسولquot; .