طهران: رفضت ايران اليوم الاحد الاتهامات الاميركية حول انتماء الايرانيين الخمسة الذين اوقفهم الجيش الاميركي الخميس في العراق، الى حراس الثورة في الجمهورية الاسلامية، فيما تبدو واشنطن مصممة على الحد من النفوذ الايراني في المنطقة.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني ان الايرانيين الخمسة quot;كانوا يقومون بعمل قنصلي ويمارسون اعمالهم بموجب القوانينquot;.

ونفذت القوات الاميركية في العراق الخميس عملية استهدفت quot;مكتب ارتباطquot; ايراني في اربيل في كردستان العراق، بحسب السلطات الاميركية، بينما قالت ايران ان الهجوم استهدف قنصلية لها.واوقف الاميركيون خمسة ايرانيين لا يزالون قيد الاعتقال حتى الاحد. وذكر مسؤول اميركي انهم quot;مرتبطون بحراس الثورة الايرانيةquot;.وقال المسؤول في بيان quot;هذه المنظمة معروفة بتقديم الاموال والاسلحة والخبرة لصنع عبوات مفخخة وتدريب المجموعات التي تحاول زعزعة استقرار الحكومة العراقية وشن هجمات على قوات التحالفquot;.وقال حسيني ان quot;ما يقوله الاميركيون خاطىء وهم يريدون خلق جو لتبرير عملهم غير المشروعquot;.واضاف quot;للولايات المتحدة هدفان هما الضغط على ايران والحاق الضرر بالعلاقات الودية بين ايران والعراق. لكنها ستفشل في مسعاهاquot;.

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اكد في خطابه الاربعاء الذي عرض فيه استراتيجيته الجديدة للعراق على مواجهة المحاولات الايرانية لزعزعة استقرار العراق.وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في مقابلة مع صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; نشرتها وزارة الخارجية السبت ان quot;استراتيجيتنا حيال ايران تطورت في اتجه التصدي للمشاكل الخطيرة التي تسببها ايرانquot;.وبدأت رايس جولة في الشرق الاوسط تهدف الى الحصول على دعم عربي للاستراتيجية الاميركية الجديدة في العراق لا سيما لجهة مكافحة النفوذ الايراني. وقد دافعت عن العملية التي نفذها الجيش الاميركي في اربيل في شمال العراق.واعلنت ان هذا النوع من العمليات سيتكرر. وقالت quot;قمنا بذلك مرة او مرتين. سنواصل هذا العملquot;، في اشارة الى توقيف الجيش الاميركي في نهاية كانون الاول/ديسمبر دبلوماسيين ايرانيين في بغداد والافراج عنهما بعد ساعات.

وتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن اللتين لا تقيمان علاقات دبلوماسية بينهما منذ 1979، على خلفية الوضع العراقي في ظل استمرار النزاع بين البلدين على خلفية الملف النووي الايراني.وترفض ايران تعليق تخصيب اليورانيوم رغم فرض مجلس الامن الدولي عقوبات عليها.وفي هذا الاطار، اعلن بوش الاربعاء نشر صواريخ quot;باتريوتquot; مضادة للصواريخ قريبا في المنطقة للدفاع عن quot;حلفاءquot; واشنطن. وذكر مسؤول عسكري اميركي ان واشنطن ستعزز وجودها الجوي والبحري في الخليج خلال الاسابيع القادمة.

وفي مؤشر على تصاعد التوتر بين الجانبين، نقلت وكالة انباء فارس الايرانية شبه الرسمية عن مسؤول ايراني نفيه حصول اي مواجهة بين سلاحي البحرية الايراني والاميركي، وهي شائعة تم تناقلها عبر الهواتف النقالة الايرانية.كما سعى البيت الابيض ووزارة الدفاع الاميركية الى ازالة المخاوف والشائعات حول حرب ضد ايران او سوريا بعد تعزيز الترسانة الاميركية في الخليج.وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو ان هناك شائعة مفادها ان بوش يحاول عبر كلامه الاربعاء quot;تمهيد الطريق لشن حرب على احدى الدولتين وان هناك استعدادات تجري حاليا للحربquot;، مؤكدا ان quot;لا وجود لمثل هذه الاستعداداتquot;.كما استبعد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس شن اي هجمات اميركية داخل ايران او سوريا تستهدف الشبكات التي تهرب الاسلحة والمقاتلين الاجانب الى العراق.وقال غيتس في شهادة امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي ان تعهد بوش في خطابه بمهاجمة شبكات تزويد العراق بالاسلحة والمقاتلين من ايران وسوريا، لا تشير الى القيام بعمليات داخل حدود البلدين انما quot;الى شن عمليات داخل العراق حصراquot;.

من جهة ثانية، توجه الامين العام لمجلس الامن القومي الايراني علي لاريجاني الاحد الى الرياض حيث سيجري محادثات مع المسؤولين السعوديين وبينهم الملك عبدالله بن عبد العزيز.وسيتناول البحث بحسب بيان رسمي quot;مسائل ثنائية واقليمية ومواضيع تتعلق بالعالم الاسلاميquot;.وتأتي هذه الزيارة وسط تعبير الدول العربية السنية في المنطقة وبينها مصر والسعودية عن القلق من التدخل الايراني في العراق.