اسطنبول: اغتيل الصحافي التركي الارمني هرانت دينك الذي لاحقه القضاء التركي مرارا وتحول هدفا للاوساط القومية، بالرصاص امام مكتبه في اسطنبول اليوم الجمعة، بحسب صحيفة غوس الاسبوعية التي كان يعمل رئيسا لتحريرها.

وذكر احد موظفي الصحيفة ان الصحافي quot;تعرض لاطلاق النار امام مكتبه ما ادى الى مقتلهquot;، من دون ان يدلي بمزيد من التفاصيل.ودينك (53 عاما) معروف في الاوساط الصحافية في تركيا، وقد اثار غضب القضاء التركي بتصريحاته حول عمليات القتل التي تعرض لها الارمن على يد الاتراك خلال الحرب العالمية الاولى، معتبرا انها عملية quot;ابادةquot;.

وافادت القنوات التلفزيونية ان دينك اصيب برصاصتين في الرأس ورصاصتين في الجسم، ما ادى الى مقتله فورا امام مكاتب الصحيفة الناطقة بالارمنية في سيسلي على الضفة الاوروبية لاسطنبول.وتبحث الشرطة عن شاب يعتقد انه يبلغ 18 او 19 عاما يرتدي سترة من الجينز وقبعة بيضاء، وفق قناة quot;ان تي فيquot;.

واظهرت المشاهد التي بثها التلفزيون جثة الضحية وقد غطيت ببطانية بيضاء فيما ضربت الشرطة طوقا امنيا حول مكان الحادث.وكان دينك ادلى في ايلول/سبتمبر الفائت بتصريحات لوكالة انباء دولية كلفته ملاحقات جديدة وكان يواجه عقوبة السجن لثلاثة اعوام.وفي المقابلة المذكورة، سئل دينك عن المجازر التي ارتكبت بحق الارمن في الاناضول ابان الحرب العالمية الاولى فاجاب quot;اقول طبعا انها ابادة، لان النتيجة تثبت ما حصل وتسميه بالاسم، يمكنكم ان تروا ان شعبا اقام على هذه الارض طوال اربعة الاف عام قد اختفىquot;.

وكان الصحافي ملاحقا بموجب المادة 301 من قانون العقوبات التي شكلت اساسا لملاحقات قضائية بحق العديد من المفكرين الذين انتقدوا النظرية الرسمية حول القضية الارمنية.وتثير المسألة الارمنية حساسية بالغة لدى انقرة التي ترفض استخدام كلمة quot;ابادةquot; لوصف تلك الحوادث التي وقعت قبيل انهيار السلطنة العثمانية.

اردوغان يعتبر اغتيال دينك quot;اعتداء على حرية التعبيرquot;

وفي أول رد فعل حكومي اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان اغتيال الصحافي التركي من اصل ارمني هرانت دينك اليوم الجمعة، يشكل quot;اعتداء على حرية التعبيرquot; في تركيا.وكان دينك تحول دينك هدفا للقوميين نتيجة مواقفه حيال المجازر في حق الارمن.

وقال اردوغان امام الصحافيين ان quot;هذا الاعتداء يستهدفنا جميعا، (يستهدف) وحدتنا واستقرارنا، لقد ارتكب ضد حرية التعبير وحياتنا الديموقراطيةquot;، ودان بشدة باسم حكومته ما اعتبره quot;اغتيالا حاقداquot;.
ووعد بكشف ملابسات الجريمة في اقرب وقت لافتا الى انه كلف شخصيا وزيري الداخلية عبد القادر اكسو والعدل جميل جيتشيك كشف quot;الحقيقة كاملةquot; حول ظروف الحادث.وسيتوجه الوزيران المذكوران فورا الى اسطنبول حيث وقعت الجريمة.