اندريه مهاوج من باريس: بات من الاكيد ان مؤتمر باريس 3 سيعقد في موعده على الرغم من الاحداث التي رافقت الاضراب الذي اعلنته المعارضة اللبنانية امس . وبات من الاكيد ان هذه الاحداث لن توثر على الثقة بعزم حكومة فؤاد السنيورة على الاستمرار وتطبيق الاصلاحات التي اعلنت عنها في بداية الشهر الحالي ولن تؤثر على حجم الدعم الذي يستعد اركان المجتمع الدولي لتقديمه للبنان على الرغم مما تمثله هذه الاحداث من فقدان للامن وهو عادة العدو الاول للاستثمار .

وكل هذه التاكيدات حول انعقاد مؤتمر باريس 3 وردت امس على لسان رئيس الجمهورية الفرنسية والناطق باسم الخارجيةوكلاهما اعتبر ان هذا المؤتمر يمثل فرصة نادرة وضرورية لمساعدة لبنان على تجاوز محنته الاقتصادية. واللافت في مؤتمر باريس 3 انه ينعقد هذه المرة وخلافا للمرتين السابقتين في غياب صاحب الفكرة أي رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري واستنادا الى مشروع اصلاحات قدمته الحكومة اللبنانية وحاز على تقدير وموافقة كل طرف من الاطراف المشاركين في مؤتمر باريس 3 لا بل ان معظمهم وخصوصا المنظمات المالية الدولية مثل البتك الدولي وصندوق النقد الدولي وافقوا على المشاركة في المؤتمر المذكور استنادا الى مشروع الاصلاحات الذي يعتبره اكثر من طرف بانه طموح وواعد.

وحسب احد الاطراف المشاركين فان للمؤتمر هدفين رئيسيين الاول سياسي ويقضي باظهار مدى دعم المجتمع الدولي للحكومة اللبنانية من خلال الحضور العالي المستوى اذا من المتوقع ان يشارك في المؤتمر حوالى 50 وفدا يمثلون 35 دولة ومنظمات دولية وسيراس حوالى 30 وزير خارجية وفود بلادهم بينهم وزيرة الخارجية الاميركية ومعظم وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ووزير الخارجية السعودي اضافة الى ممثل الرئيس الروسي في الشرق الاوسط والامين العام للامم المتحدة ...

الهدف الثاني اقتصادي بحت لمواجهة الدين الذي تغرق به الخزينة اللبنانية وتجنيب البلد كارثة اقتصادية واجتماعية ولكن ذلك لن يكون من دون تضحيات لا بد ان يقدمها اللبنانيون على غرار كل شعب تواجه بلاده الوضع المالي نفسه . وهذه التضحيات لا بد ان تطلبها من اللبنانيين أي حكومة تريد ان تحصل على مساعدة المجتمع الدولي الذي لا يمكنه ان يقدم اموالا من دون الحصول على التزام السلطات المحلية بضبط النفقات العامة وزيادة مداخيل الخزينة وهذا يتطلب بالتالي زيادة الاعباء على المواطنين وهو امر لا بد منه . لذلك فان خطة الحكومة اللبنانية تتضمن الغاء العجز في موازنة الدولة خلال 5 سنوات وخصخصة بعض المؤسسات خصوصا قطاع الاتصالات وشركة الكهرباء ورفع الضريبة المزادة وسعر المحروقات على ان تتولى الدولة بالمقابل تخفيف بعض الاعباء عن المواطن من خلال تطوير قطاعات الخدمات الاجتماعية في مجالات الصحة والضمان الاجتماعي والتعليم والسكن والتقاعد ....

من جهته فان التزامات المشاركين في مؤتمر باريس 3 ستكون على ثلاثة مستويات وهي هبات مالية وقروض ومساعدات تقنية وعينية. ونظرا لكل هذه الرهانات التي يتوقف عليها الى حد بعيد مستقبل لبنان لا بد من عقد مؤتمر باريس 3 ولا يمكن للبنان ان يفوت هذه الفرصة التي هي لمصلحة كل اللبنانيين وليس لفريق واحد ولا بد للبنانيين بالمقابل ان يعطوا المجتمع الدول يالثقة بقدرات وطنهم وان يستعيدوا هم الثقة بمستقبله .

شيراك: لبنان يعاني من وضع مالي في غاية الخطورة

الى ذلك، كان الرئيس الفرنسي جاك شيراك أكد ان لبنان يعاني من وضع مالي في غاية الخطورة وان الدين فيه يمثل 185 بالمئة من الثروة الطبيعية وانه بحاجة ماسة الى الدعم والمساعدة المالية ووجه الدعوة الى المجتمع الدولي لتقديم المساعدة سواء على شكل هبات او تاجيل الاستحقاقات المالية .وقال ان ذلك يمكن ان يكون عبرتزويد موازنة الدولة بوسائل الاضطلاع بمسؤولياتها ومساعدة لبنان على تاجيل بعض هذه الديون او الغاء بعضها وشدد على ضرورة عدم تدخل سوريا في شؤون لبنان وعلى خط مواز أي بالنسبة لاسرائيل هناك ضرورة حل مشاكل شبعا.

السنيورة: لن نتساهل أمام المساس بالسلم الأهلي

لبنان: المعارضة تعلق إضرابها وردود الفعل الدولية تتواصل

واضاف الرئيس الفرنسي في حديث مشترك لتلفزيوني المستقبل وال بي سي اللبنانيين وفرانس 24 الفرنسي ان تصرف الذين ينتهزون الفرص لخلق صعوبات اجتماعية في الوقت الذي ينعقد فيه مؤتمر باريس 3 ليس من شانه ان يشجع اولئك الذين يريدون تقديم يد المساعدة واعطاء لبنان امكانات للبقاء موضحا ان اللبنانيين برمتهم يدفعون ثمن ذلك .

وفي هذه المقابلة قال الرئيس الفرنسي ان المجتمع الدولي يتعامل مع الحكومات وفي لبنان حكومة هي حكومة السنيورة منتخبة ديموقراطيا وبالتالي فهي شرعية وقد لا تروق للجميع وهذا امر طبيعي في كل الدول الديموقراطية واذ جدد شيراك انه لا يريد التدخل في الشان اللبناني مؤكدا حرصه على كل اللبنانيين مهما كان اصلهم وانتماؤهم ،فانه دعا اللبنانيين الى احترام القواعد العامة للديموقراطية .

اعتبر شيراك ان وجود محكمة ذات طابع دولي مهم لسببين اولهما لانها ستسمح بمعاقبة المسؤولين عن الاغتيالات وثانيا لانها ستحث الاشخاص على ان يكونوا حذرين اكثر في المستقبل .

وفي شان العلاقة مع سوريا قال الرئيس الفرنسي ان التجربة علمته انه يصعب على المرء ان يثق بالقادة السوريين الحاليين وان الاوروبيين الذين حاولوا الحصول على التزامات من سورية عادوا بخفي حنين .

اما بشان العلاقة مع ايران فقال شيراك ان الامرمعها مختلف تماما فالمشكلة تتعلق بملفها النووي وهناك ست دول تناقش هذا الامر ولا يمكن لفرنسا ان تتفرد بحلها اما في ما يتعلق بعلاقة ايران بالوضع اللبناني فان فرنسا مستعدة لاجراء اتصال بايران من خلال اجهزتها اذا كانت طهران تريد ان تقول شيئا عن لبنان ولكن هذا لم يحصل حتى الان.