واشنطن-باريس: أعلنت الخارجية الأميركية اليوم أن وزيرتها كوندوليزا رايس تعتزم الاعلان عن تعهدات حكومية لمساعدة لبنان وذلك خلال مشاركتها في مؤتمر الدول المانحة للمساعدات في باريس المقرر عقده اليوم الخميس.

سولانا: مؤتمر مساعدة لبنان لحظة تاريخية
وقال المتحدث باسم الوزارة شون ماكورماك في لقاء مع الصحافيين ان عددا من المسؤوليين التنفيذيين لبعض الشركات الأميركية سوف يشاركون في مؤتمر (باريس3) ويقدمون التزامات بالاستثمار في لبنان. واضاف ان رايس ستلتقي خلال وجودها في باريس رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ومسؤولي القطاع الخاص كما ستعقد عددا من اللقاءات الثنائية مع مسؤولين أخرين.

واشار ماكورماك الى ان مبعوثين من الخارجية الأميركية هما دينا باول وراندي توبياس زارا لبنان منذ سبعة اشهر مع مسؤوليين في الشركات الامريكية للحديث عن دور القطاع الخاص الامريكي في لبنان. وقال ان الاستثمارات الأجنبية سوف تسهم في ايجاد الوظائف والفرص في لبنان والاماكن الاخرى التي تعهدت الشركات الامريكية بالمساعدة فيها مثل تلك المناطق التي ضربها الزلزال في باكستان.

على صعيد آخر، أشار ماكورماك ان رايس سوف تتوجه يوم الجمعة الى العاصمة البلجيكية بروكسل لحضور اجتماع وزاري للدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي (ناتو) لمناقشة الوضع في افغانستان مشيرا الى ان رايس سوف تناقش التزام الولايات المتحدة بمساعدة الشعب الأفغاني. واشار الى ان حلف الناتو ينفذ مهام حفظ الامن التي تولاها في جنوب افغانستان بشكل متميز الا ان هناك قضايا اخرى ينبغي مناقشتها من بينها قضية كوسوفو.

وعدأميركي: 770 مليون دولار الى لبنان

من جانبها، اعلنت رايس في باريس ان الولايات المتحدة ستتعهد بمنح لبنان مساعدة تبلغ 770 مليون دولار (594 مليون يورو)، لاعادة اعماره ودعم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.وقالت رايس ان المساهمة الاميركية لمساعدة لبنان التي ستعلن رسميا غدا الخميس في مؤتمر المساعدة الدولية في باريس لتعويم الاقتصاد اللبناني، قد تبلغ في الاجمال اكثر من مليار دولار. واضافت في تصريحات للصحافيين الذين يرافقونها في الطائرة ان quot;الرئيس سيطلب في الكونغرس 770 مليون دولار للبنانquot;.

وسيخصص حوالى ثلثي المساعدة الاميركية لتعزيز قوى الامن اللبنانية ومشاريع اعادة الاعمار في لبنان الذي دمرته حرب استمرت 34 يوما في تموز/يوليو وآب/اغسطس 2006 بين اسرائيل وحزب الله.اما المبلغ المتبقي، اي 250 مليون دولار، فسيكون مساعدة مباشرة لحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة التي اعلنت هذا الاسبوع خطة للاصلاح الاقتصادي في لبنان.

وذكرت مصادر رسمية ان متوسط المساعدة السنوية الاميركية للبنان كانت قبل الحرب 30 الى 40 مليون دولار.

واعلنت المفوضية الاوروبية ايضا اليوم انها ستقدم نحو 400 مليون يورو لعملية اعادة اعمار لبنان حتى 2010، ما سيرفع مساعدتها له الى 500 مليون يورو منذ صيف 2006.

من جهته، اعرب البنك الاوروبي للاستثمار عن استعداده لمنح اعانات وقروض تتيح حشد اموال اضافية لتمويل انشطة صناعية في القطاع الخاص، وتحفيز السياحة وتكنولوجيا المعلومات والخدمات والصحة والتعليم.

قرض فرنسي بقيمة 500 مليون يورو

في غضون ذلك، اعلنت فرنسا الليلة عن تقديمها 500 مليون يورو (560 مليون دولار) كقرض بفوائد مخفضة الى لبنان في اطار مؤتمر (باريس - 3) لدعم الاقتصاد اللبناني. وذكر بيان صادر عن مكتب الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان القرض الميسر يعكس علاقات الصداقة والتضامن والثقة التي تربط فرنسا بلبنان والشعب اللبناني.

وكانت فرنسا المحرك الاساسي لتنظيم المؤتمر الذي يعقد غدا ويستمر يوما واحدا وهو الثالث من نوعه الذي تستضيفه العاصمة الفرنسية لدفع الدول المانحة على مساعدة الحكومة اللبنانية التي تواجه مشكلات اقتصادية. ويأمل لبنان ان تقدم الدول المانحة مساعدات مالية ترواح ما بين اربعة وسبعة مليارات دولار على ان تتمكن الحكومة اللبنانية التي يرأسها فؤاد السنيورة من تطبيق الاصلاحات الاقتصادية التي تعهدت بها.

وكان الرئيس شيراك قد التقى في وقت سابق من اليوم رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة حيث تم البحث في العلاقات الثنائية ومؤتمر (باريس -3) وشدد شيراك على اهمية تنفيذ الحكومة اللبنانية اصلاحات في سلسلة من القطاعات المالية والاجتماعية وغيرها.