الرئاسة اللبنانية لم تخرج من طور الغموض
الحريري إلى واشنطن وبري لا يزال يتفاءل
شارل رزق: أحزان لبنان لن تعطل محاكمة قتلة الحريري
الياس يوسف من بيروت:
توجه الركن الأبرز في قوى الغالبية اللبنانية النائب سعد الحريري إلى واشنطن اليوم الأربعاء، على أن يكون ضيف شرف الخميس على مائدة الرئيس الأميركي جورج بوش الذي يقيم مأدبة لعدد من القادة المسلمين في العالم. وسيجري النائب الحريري سلسلة لقاءات مع المسؤولين في الادارة الاميركية للتشاور في موضوع الإستحقاق الرئاسي اللبناني وقضايا أخرى. خصوصا ان موقف الولايات المتحدة والدول الاوروبية وفي طليعتها فرنسا، والدول العربية وفي مقدمها المملكة العربية السعودية بالاضافة الى ايران، هو موقف داعم لإجراء الاستحقاق الرئاسي في المهلة الدستورية، ويحض الافرقاء اللبنانيين على التوافق في سبيل إنجاز هذا الإستحقاق بهدوء.
ومن شأن هذه الزيارة أن توضح إتجاهات تعامل واشنطن مع الظروف الأمنية والسياسية للإنتخاب الرئاسي في اتجاه التسهيل او التعقيد، في اتجاه عزله عن أزمات وملفات المنطقة أم ربطه بها، في اتجاه حض حلفائها اللبنانيين على السير قدما في التسوية والتوافق على أساس مبادرة الرئيس نبيه بري، أم في اتجاه حضهم على عدم تقديم تنازلات وعدم السير بتوافق بثمن يعتبرونه غالياً جداً.
ومن المقرر أن يجري النائب الحريري بعد عودته من واشنطن سلسلة مشاورات مع القيادات والمرجعيات اللبنانية، أهمها مع الرئيس نبيه بري الذي سيقوّم معه حصيلة المشاورات الداخلية والخارجية لاستخلاص صورة الاستحقاق شكلا ومضمونا، على ان يطلع كل منهما البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير على النتائج.
ويسود اقتناع الأوساط السياسية في بيروت ان تشدد طرفي المعارضة والغالبية في موضوع نصاب النصف زائدا واحدا او نصاب الثلثين لجلسة الإنتخاب، يساعد في التركيز على التفاهم على رئيس توافقي ووفاقي يستطيع جمع القيادات اللبنانية ويجمعون عليه، ويكون ممثلا للارادة الوطنية.
وذكر مصدر قريب من الرئيس بري أنه ما زال على رهانه انه سيكون للبنان رئيس للجمهورية قبل 24 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، موعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي إميل لحود، وانه مستمر في تفاؤله ولكن بحذر هذه الايام نظرا للمواقف الخارجية غير الواضحة كليا من اجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده وضمن الاصول الدستورية، وان كانت الدلائل تشير في المبدأ الى وجوب حصول هذا الاستحقاق.
أضاف ان الرئيس بري ماض في مبادرته ومساعيه الوفاقية وان الكثير من اللقاءات تعقد في عين التينة او خارجها بعيدا عن الاعلام حرصا على انجاحها من جهة ونظرا إلى الاوضاع الامنية المقلقة من جهة ثانية.
وأكد ان رئيس المجلس حريص على التواصل والتشاور مع كل القيادات السياسية والحزبية والروحية سواء من خلال اللقاء المباشر او مداورة من خلال الاتصال بوساطة موفديه من النواب الى القيادات والمرجعيات، وهو لا يريد ان يستثني احدا.
ونفى ما تردد عن عثرات اعترضت التواصل في الاونة الاخيرة مع فريق الغالبية وتحديدا مع النائب الحريري، مشيرا الى ان الرجلين افترقا في الاجتماع الثالث الاخير بينهما على أمل اللقاء بعد عودة الحريري من زيارة واشنطن، ليطلع كل منهما الآخر على حصيلة المشاورات والاتصالات التي يكون قد أجراها في شأن الاستحقاق الرئاسي.