بغداد، واشنطن: وصل وزير الخارجية التركي علي باباجان إلى بغداد صباح اليوم لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وقال باباجان قبل بدء زيارته، إن بلاده ستسلك كل السبل الدبلوماسية المتاحة قبل أن تقرر إرسال قواتها إلى العراق لوضع حد للهجمات التي يشنها حزب العمال الكردستاني عبر الحدود.

من ناحيتها، حثت الولايات المتحدة مجددًا بغداد على اتخاذ اجراء سريع ضد مقاتلي حزب العمال لدرء مخاطر التدخل التركي. وفي غضون ذلك، حذر المندوب التركي لدى الامم المتحدة من ان صبر بلاده بدأ بالنفاد. وكان حزب العمال قد ادعى بأنه اسر عددًا من الجنود الاتراك في اعقاب هجوم نفذه مقاتلوه يوم الاحد خلف 12 قتيلاً في صفوف القوات التركية. وقد أكد الجيش التركي من جانبه فقدان 8 من جنوده. وتسري توقعات في العراق من ان حزب العمال يوشك على الاعلان عن وقف لإطلاق النار، ولو ان الاتراك درجوا على تجاهل اعلانات مماثلة في الماضي. وفي تطور آخر، يجتمع رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان في لندن يوم الثلاثاء بنظيره البريطاني جوردون براون لاجراء محادثات كان قد خطط لها سلفًا.

quot;هل من خيار آخر؟quot;

وكان باباجان قد عاد الى انقره ليلة الاثنين بعد ان اختتم جولة شملت عددًا من العواصم الاقليمية لشرح الموقف التركي ازاء الازمة مع حزب العمال. وقال لدى عودته الى العاصمة التركية: quot;نحن نفضل سلوك السبيل الدبلوماسي، ولكن للخيار العسكري دور غير مشكوك فيه في محاربة الارهابquot;.

من ناحيته، قال المندوب التركي الدائم لدى الامم المتحدة باقي ايلكين لبي بي سي إن صبر الاتراك لن يدم الى الابد. ومضى الدبلوماسي التركي الى القول: quot;على العراق ان يتحرك، فنحن نرى تجاوزات تحصل على الاراضي التركية، ولا نستطيع ان نمسك بمن يقترفون هذه التجاوزات لأنهم سرعان ما يفرون الى العراق. فاذا لم نتمكن من القاء القبض على هؤلاء الارهابيين وهم داخل الاراضي التركية، ما عسانا ان نفعل؟quot; اما اردوغان، فقد قال في محاضرة ألقاها في جامعة اوكسفورد البريطانية مساء الاثنين إن عملية عسكرية تركية في شمال العراق قد تبدأ في غضون ايام ما لم تحصل تطورات وصفها بالـ quot;متوقعةquot;.

وعد بالتعاون

وجاء في بيان اصدره البيت الابيض في واشنطن ان المالكي اتفق مع الرئيس بوش على quot;العمل سوية بالتعاون مع الحكومة التركية لمنع حزب العمال من استخدام اي بقعة من الاراضي العراقية للتخطيط لهجمات ضد تركيا وتنفيذ هكذا هجمات.quot; وقال توني فراتو الناطق باسم البيت الابيض لاحقا: quot;نريد من الحكومة العراقية ان تتخذ خطوات سريعة للحد من نشاطات حزب العمال الكردستاني. فنحن لا نريد ان نرى عمليات عسكرية واسعة النطاق على الحدود الشمالية.quot; كما تحادث الرئيس بوش هاتفيا مع الرئيس التركي عبدالله جول وعبر له عن quot;قلقه العميقquot; ازاء الهجمات الاخيرة التي نفذها حزب العمال.

وكان مكتب الرئيس العراقي جلال طالباني قد اعلن في وقت سابق عن ان حزب العمال بصدد الاعلان عن وقف لاطلاق النار. وكان الهجوم الدموي الذي نفذه مسلحو حزب العمال يوم الاحد قد الهب مشاعر الرأي العام التركي، حيث دعا زعماء المعارضة والاعلام الى الرد الفوري على المتمردين.

وكان البرلمان التركي قد خول الجيش في الاسبوع الماضي بالقيام بعمليات عسكرية خارج الاراضي التركية ضد حزب العمال، وحشدت تركيا زهاء 100 الف عسكري تدعمهم الدروع والطائرات على الحدود مع العراق. واوردت مصادر في حزب العمال ان الجيش التركي قصف بالمدفعية عددًا من مواقع المتمردين عقب هجوم الاحد، ولكن لم ترد تقارير عن اجتياح فعلي.

واشنطن تنظر في شن ضربات ضد الأكراد

من جهتها ذكرت صحيفة quot;شيكاغو تريبيونquot; الثلاثاء نقلا عن مسؤولين حكوميين لم تكشف هوياتهم أن الولايات المتحدة تدرس إحتمال شن ضربات جوية على متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق في محاولة لوقف مخططات تركيا التوغل في هذه الاراضي. وفي مكالمة هاتفية جرت الاثنين ابلغ الرئيس الاميركي جورج بوش نظيره التركي عبد الله غول بأن المسؤولين الاميركيين يدرسون بجدية في خيارات تتجاوز الدبلوماسية لحل مشكلة هجمات حزب العمال الكردستاني كما اضافت الصحيفة نقلا عن مسؤول اطلع على فحوى المكالمة.

وقالت الصحيفة انه تم بحث اطلاق صواريخ عابرة على اهداف لحزب العمال الكردستاني لكن الضربات الجوية عبر استخدام طائرات كانت خيارا اسهل. وقال المسؤول للصحيفة quot;في الماضي، كان هناك تردد في القيام بضربة عسكرية اميركية مباشرة ضد حزب العمال الكردستانيquot;. واضاف quot;لكن الخطوط الحمر كانت دائما انه في حال قام الاتراك بعبور الحدود قد يؤدي ذلك الى زعزعة الاستقرار الى حد قد تكون معه مخاطر قيامنا نحن بالتحرك اقلquot;. وتابع المسؤول للصحيفة quot;الان الاتراك على وشك التحرك وحساباتنا للمخاطر تتغيرquot;.

واعلن حزب العمال الكردستاني انه اعتقل ثمانية جنود اتراك اثر كمين نصبوه الاحد لوحدة عسكرية قرب الحدود العراقية ادى الى مقتل 12 جنديًا. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اعلن ان تركيا والولايات المتحدة قد تقومان بعملية عسكرية مشتركة ضد مخابىء الانفصاليين الاكراد الاتراك في شمال العراق وذلك في تصريحات للصحافيين نشرت الثلاثاء.

وقال اردوغان لمجموعة من الصحافيين في الطائرة التي اقلته مساء الاثنين الى لندن للقيام بزيارة كما نقلت صحيفة quot;حرييتquot;، ان quot;وزيرة الخارجية الاميركية (كوندوليزا) رايس اتصلت بي الاحد، وادركت بانها قلقة. لمست انها ترغب في القيام بعملية مشتركةquot; ضد المتمردين.