باباجان: أحداث العراق تؤثر على جميع دول الجوار

أكراد العراق يدعون quot;العمالquot; إلى التخلي عن الكفاح المسلح

وزراء دول جوار العراق يختتمون اعمال اجتماعهم

أنقرة، ستراسبورغ، وكالات: أنهى وزير الخارجية التركي علي باباجان زيارة لبغداد أجرى خلالها مباحثات مع كبار المسؤولين العراقيين وقدم لهم ستة شروط مقابل عدول تركيا عن القيام بتدخل عسكري في شمال العراق. ونقلت وكالة انباء (جيهان) تصريحًا صحافيًا أدلى به باباجان لدى عودته الى أنقرة اليوم قادما من بغداد، قال فيه إن quot;وفدًا عراقيًا سيقوم بزيارة أنقرة خلال الأيام القليلة القادمةquot;. وأضاف quot;لقد أبلغتهم بضرورة قدوم الوفد مع اقتراحات أو حلول قاطعة وحاسمة بشأن إرهاب حزب العمال الكردستاني، وأوضحت لهم أن الوعود او التصريحات لم تعد كافية لهذه المسألة التي باتت ملحة وعاجلةquot;.

وتابع باباجان في هذا السياق أن حكومة بغداد التي تعتبر منظمة (حزب العمال الكردستاني) منظمة ارهابية قدمت وعودًا بإتخاذ إجراءات فاعلة ضدها، مضيفًا quot;اذا كان العراق عاجزًا عن وضع حد لفعاليات العمال الكردستاني فإن تركيا قادرة على ذلكquot;. وقدم باباجان خلال لقائه بكبار المسؤولين العراقيين ستة مطالب تركية هي منع تمركز عناصر العمال الكردستاني في الأراضي العراقية، وثانيًا قطع الدعم اللوجستي عن المنظمة الانفصالية، وثالثًا الحد من الفعاليات الارهابية للمنظمة، ورابعًا تضييق الخناق على متمردي العمال الكردستاني وتقليص ساحة تحركاتهم، وخامسًا إلقاء القبض على قياديي المنظمة وتسليمهم إلى تركيا، وسادسًا وأخيرًا إغلاق مخيمات المنظمة في شمال العراق.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اكد خلال لقائه باباجان أن (حزب العمال الكردستاني) منظمة ارهابية تهدد أمن العراق وتركيا على حد السواء ووعد بالحد من نشاطاتها واغلاق مكاتبها في شمال العراق. كما شدد على توثيق التعاون بين البلدين لمكافحة الارهاب واستنفاد الوسائل السياسية كافة قبل اللجوء الى القوة العسكرية. وقال طالباني انهم لن يتسامحوا تجاه تسلل العمال الكردستاني الى تركيا، مشيرًا الى أن حكومة بغداد خيرتهم بين مغادرة العراق أو نزع السلاح.

وكان أكد باباجان أن الأحداث الدائرة فى العراق تؤثر على جميع دول الجوار، مشيرًا إلى أهمية عقد مؤتمر دول جوار العراق فى اسطنبول نهاية الشهر الحالى بمشاركة الدول الاعضاء فى مجموعة الثماني الكبري وإلى النتائج المرجوة منه.أن اهمية المؤتمر ترجع للوقت الحرج الذي يعقد فيه حيث ستشهد المرحلة المقبلة اتخاذ عدة قرارات خاصة بالعراق وبالطبع ستؤثر هذه القرارات على دول أخرى عديدة.

طالباني: يمكن ان يسلم انقرة متمردين اكرادا

وذكر مصدر في الحكومة التركية الاربعاء ان الرئيس العراقي جلال طالباني ابلغ انقرة بان بغداد يمكن ان تسلمها متمردين اكراد مطلوبين مختبئين في العراق. وذكر المصدر ان quot;طالباني ابلغ باباجان انه لا يستبعد احتمال تسليم اعضاء في حزب العمال الكردستانيquot; وذلك اثناء اللقاء بينهما في بغداد الثلاثاء. وفي رد على ذلك قال باباجان انه ستكون quot;خطوة اولى جيدةquot; اذا قام العراق بتسليم نحو 100 متمرد سلمت انقرة قائمة باسمائهم الى العراق في وقت سابق من هذا العام، حسب المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته.

وفد عراقي يزور تركيا الخميس

واعلن مسؤول في السفارة العراقية في انقرة ان وفدا عراقيا سيجري محادثات مع مسؤولين اتراك الخميس لبحث الازمة حول مخابئ حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وصرح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان تشكيلة الوفد وجدول اعماله لم يعرفا بعد. وصرح باباجان، ان وفدا عراقيا رفيع المستوى يتوقع ان يزور انقرة quot;خلال بضعة ايامquot; لمناقشة الاجراءات ضد حزب العمال الكردستاني الذي يستخدم شمال العراق نقطة انطلاق لشن هجمات على تركيا. واضاف quot;لقد قلنا لبغداد ان الوفد يجب ان يحضر معه اقتراحات ملموسة، والا فان الزيارة ستكون بدون فائدةquot;.

واضاف باباجان ان انقرة لن تتردد في شن عمل عسكري في حال فشل العراق والولايات المتحدة في كبح جماح حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل من اجل الحصول على حكم ذاتي في جنوب شرق تركيا منذ عام 1984. وحث مسعود برزاني رئيس اقليم كردستان العراق والذي تتهمه انقرة بدعم المتمردين، حزب العمال الكردستاني على انهاء حملته المسلحة ضد تركيا.

الاتحاد الاوروبي يدعو تركيا الى الحذر

بدورها دعت المفوضية الاوروبية والبرتغال التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي الاربعاء تركيا الى توخي الحذر في شمال. واعلن الوزير البرتغالي المنتدب للشؤون الاوروبي مانويل لوبو انتونس في قاعة البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ quot;على تركيا ان تتريث قبل الانطلاق في تدخل عسكريquot;. واضاف quot;من المهم ان يدعم المجتمع الدولي تركيا في جهودها ضد الارهاب مع احترام دولة القانون والا فان ذلك سيشكل خطرا على الاستقرار الاقليمي ومجمل القارةquot;.

واعلن المفوض الاوروبي المكلف التوسيع اولي رين quot;ندعو تركيا الى البحث عن حل سياسي بالتعاون مع العراق والسلطات الاقليمية والمجتمع الدولي والرد بشكل متوازن على ارهاب حزب العمال الكردستانيquot; مشددا على ان الاتحاد الاوروبي يتفهم quot;ضرورة تركيا حماية مواطنيهاquot;.

يشار الى ان حزب العمال الكردستاني مدرج على لائحة المنظمات الارهابية للاتحاد الاوروبي وتغض عنه الطرف السلطات الكردية المحلية. وفي رد على تكثيف هجمات الكردستاني اجاز البرلمان التركي الاسبوع الماضي التوغل في شمال العراق اذا لزم الامر. واعتبر المفوض رين الاربعاء ان ذلك القرار يندرج في quot;استراتيجية سياسيةquot; اوسع.

واوضح ان quot;السلطات التركية تحاول، بشكل مفهوم، اشراك الولايات المتحدة والعراقيين والاكراد في جهودها، مع (تسجيل) مؤشرات تقدم اخيرا. وينبغي اعتبار القرار الذي اتخذه البرلمان الاسبوع الفائت جزءا من هذه الاستراتيجية السياسية الشاملةquot;. ووعدت الولايات المتحدة التي تخشى من ان يتسبب اجتياح تركي في شمال العراق في زعزعة استقرار المنطقة الوحيدة في البلاد التي تحظى بهدوء نسبي، خلال الايام القليلة الماضية تركيا والعراق بمحاولة ايجاد حل للازمة.

تركيا لا تزال تلوح بالتوغل في شمال العراق

وما زال التهديد التركي بعملية عسكرية قائمًا، على الرغم من مساع دبلوماسية بينما يجتمع القادة العسكريون والمدنيون في انقرة للبحث في الاجراءات الواجب اتخاذها. واثمرت الزيارة التي قام بها باباجان الثلاثاء الى بغداد عن اعلان السلطات العراقية منع نشاطات حزب العمال الكردستاني الانفصالي في العراق وقرارها اغلاق مكاتبه. غير ان الحكومة التركية لا تنوي التراجع بل استمرت تلوح بالقيام بعمليات ضد معاقل المتمردين.

وكانت مكاتب حزب العمال الكردستاني في المنطقة الكردية اغلقت في السابق قبل ان يعاد فتحها. ورفض باباجان الثلاثاء هدنة مشروطة اقترحها حزب العمال الكردستاني ورأت انقرة انها تاتي بعد خمسة اعلانات لوقف الاعمال العدائية تلتها بشكل منهجي هجمات وسقوط ضحايا. وحتى اذا كانت انقرة تعلن انها تفضل الدبلوماسية لتسوية الازمة في الوقت الراهن فإن الخيار العسكري ما زال قائمًا. وافادت الصحف الاربعاء ان نائب رئيس الوزراء التركي جميل تشيشيك اوضح لاعضاء في حزبه العدالة والتنمية الحاكم ان الطيران التركي قصف الاحد عددًا من مواقع حزب العمال الكردستاني على بعد خمسين كلم في عمق الاراضي العراقية بعد هجوم شنه المتمردون الاكراد الاحد واسفر عن مقتل 12 جنديًا.

وهي معلومات قد تكون الحكومة سربتها لتبرهن على ان تركيا جادة وان بامكانها quot;في اي وقتquot; كما قال باباجان، اجتياح كردستان العراق لمهاجمة القواعدة الخلفية التي يتمركز فيها نحو 3500 متمرد. ويعقد القادة الاتراك المدنيون والعسكريون اعتبارا من الساعة 00،11 ت.غ في انقرة اجتماعًا لمجلس الامن القومي لبحث مختلف الخيارات.

ودعت رئاسة كردستان العراق التي تتهمها انقرة بدعم المتمردين، الاربعاء حزب العمال الكردستاني الذي يقاوم منذ 1984 السلطة المركزية التركية الى إلقاء السلاح والتحول الى العمل السياسي. واعلن المكتب الاعلامي لرئيس الاقليم مسعود بارزاني في بيان quot;نطلب من حزب العمال الكردتساني عدم اعتماد العنف والكفاح المسلح منهجًا للعمل، لأن الطريق الصحيح للنضال في المرحلة الحالية يجب ان يستند الى العمل السياسي والفكري والاعلامي والدبلوماسيquot;. ودعا البيان الى quot;الابتعاد عن تلك الاساليب غير المجديةquot; وquot;التزام بوقف اطلاق النار وعدم العودة الى العمليات المسلحةquot; كما رفض استخدام الاراضي العراقية لتهديد امن جيرانه.

ويعتبر هذا البيان اكثر المواقف وضوحًا لحكومة كردستان العراق التي تحظى بالحكم الذاتي، منذ بداية الازمة. لكن انقرة لا تعترف سوى بحكومة بغداد طرفًا للتفاوض. وقد لا يرضي هذا الالتزام الكردي الاتراك الذين يدعون اكراد العراق الى طرد quot;اشقائهمquot; من اراضيهم.

كذلك تحرج قضية الجنود الاتراك الثمانية الذين قال حزب العمال الكردستاني انه اسرهم رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي يتعرض الى ضغط الراي العام والمعارضة البرلمانية التي تدعو الى الانتقام. ونشرت وكالة انباء فرات الموالية للاكراد الثلاثاء صورا على الانترنت اكدت انها للجنود الاتراك الثمانية وقالت ان quot;الصور تدل على ان الجنود في صحة جيدةquot;. لكن تعذر الوصول الى موقع الوكالة على شبكة الانترنت الاربعاء.

ووعدت الولايات المتحدة التي تخشى ان يزعزع توغل تركي في كردستان العراق الاستقرار في المنطقة الوحيدة الهادئة نسبيًا في العراق، انقرة وبغداد بمحاولة ايجاد حل للازمة. ولاحظت الصحف التركية الاربعاء ان المهلة التي طلبتها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاحد من اردوغان قبل الرد على هجوم الاحد تنتهي اليوم.