تاج الدين عبد الحق من الدوحة: اختطف الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد القمة الخليجية في الدوحة بطرح اجندة تعاون مثالية واسعة مع دول التعاون، دون ان يتطرق بشيء الى الموضوع النووي الايراني المثير للجدل . وقد استطاع نجاد حبس انفاس المجتمعين في القاعة التي ألقى فيها الخطاب والمتابعين لها في اروقة المؤتمر

مجلس التعاون يبقي على الجدول الزمني للعملة الموحدة

القمة الخليجية بالدوحة: ثلاث ساعات عمل و45 ساعة مراسم
تكرار الثوابت وحضور نجاد يخطف الأضواء

طوال الخمس عشرة دقيقة التي استغرقتها كلمته لا بسبب تجاهله لموضوع التوتر الذي يخلفه برنامج ايران النووي فقط بل بسبب برنامج التعاون غير الواقعي الذي طرحه ضمن بنود غطت مجالات امنية واقتصادية واجتماعية. وحسب المراقبين فإن نجاد شغل الناس بمناقشة بنود يعلم الجميع انها غير قابلة للترجمة الميدانية فهو اقترح إلغاء تأشيرات الدخول بين ايران ودول المجلس في وقت تتعثر فيها خطوات لتسهيل تنقل مواطني دول المجلس في ما بينها .

كما اقترح نجاد إنشاء إطار للتعاون الامني بين بلاده ودول المجلس يتضمن اضافة الى منظمة امنية مشتركة توسيع الاتفاقيات الامنية التي ابرمتها ايران مع بعض الدول الخليجية وتحويلها الى اتفاقية جماعية وهو ما اعتبره الكثير ممن تابعوا خطابه قفزا على استحقاقات واجبة قبل التفكير في اي ترتيبات من هذا النوع .

وقال احمدي نجاد انquot;الملف النووي الايراني قد انتهىquot;، الا quot; اننا جهزنا انفسنا لكل الاحتمالات والظروفquot;. وقال احمدي نجاد في مؤتمر صحافي عقد على هامش القمة التي يحضرها في سابقة تاريخية quot;ان الملف النووي الايراني انتهىquot;. واضاف quot;لا نشعر بالتهديد ابدا لاننا جهزنا انفسنا لكل الاحتمالات والظروفquot;

وحتى العرض الايراني بتزويد منطقة الخليج العطشى بالماء وتزويدها بالغاز بدا للبعض طعما لايمكن تجنب عواقب من تنطلي عليه حلاوته . كما ان اقتراحه بإنشاء منطقة للتجارة الحرة بين الجانبين بدا غريبا للخبراء الاقتصاديين الذين يعلمون حجم التفاوت بين السوقين الايرانية والخليجية فضلا عن ان التجارة مع ايران لم تكن متعثرة حتى في اوقات الازمات الاقليمية الكبرى .

اما موضوع الاستثمارات المشتركة فبخلاف انه يقتضي توفير مناخ موات للاستثمار فإن مثل هذه الخطوة لاتبدو واقعية في وقت تتصاعد نغمة التهديد الغربي بفرض عقوبات على ايران وهو ما يجعل حتى المستثمرين المتعاطفين مع ايران حذرين في الاقدام على اي استثمار هناك .
وجاءت دعوته لسياحة بريئة غريبة بالنسبة إلى المراقبين الذين يعتقدون انه في ضوء الحساسيات الطائفية يمكن ان تسبب احتكاكات اهل المنطقة في غنى عنها هذا مع العلم ان معظم دول الخليج لديها نظم وقوانين تنظم هذا القطاع تسمح لشريحة كبيرة من الايرانيين بزيارة دول المنطقة فضلا عن انه لاتوجد قيود على سفر مواطني دول المجلس للسياحة في ايران .

وبغض النظر عن اهداف نجاد في طرح برنامج التعاون غير الواقعي وبغض النظر عما اذا كانت دول مجلس التعاون ستستجيب لدعوته لاجتماع يعقد في طهران لبحث التفاصيل ، فإن نجاد افلت من عقدة النووي دون ان يفوت على نفسه فرصة ثمينة بدا فيها النجم الاوحد اعطى للمسلسل الخليجي الذي شاهده الناس مرارا فرصة مشاهدة ثانية .

وكما قال مصدر مطلع فإن قطر التي جهدت من اجل حضور جميع قادة دول المجلس بمن فيهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله فوتت بدعوة نجاد للمشاركة بالقمة الفرصة لمراقبة مفاعيل المصالحة السعودية القطرية.

واللافت ان نجاد الذي اصبح المحور الذي دار حوله الحدث الخليجي لم يكتف بالخطاب الذي القاه في افتتاح القمة بل دعا الى مؤتمر صحافي يعقده قبل مغادرته الدوحة في وقت لاحق اليوم في خطوة قال المحللون انها امعان للاستفادة القصوى من الدعوة القطرية لحضور القمة دون ان يدفع ثمنا لها.