أسطنبول- باريس: عثرت السلطات التركية اليوم على أسلحة ومواد متفجرة تابعة لحزب العمال الكردستاني في محافظة بينغيول شرقي البلاد. وقالت مديرية الأمن التركية في بيان لها ان العمليات التمشيطية التي تقوم بها قوات الأمن منذ أيام أسفرت عن ضبط 60 كيلوغراما من المواد المتفجرة (ايه 4) وعدد كبير من الأسلحة والقنابل التي تستخدمها المنظمة.

وتتزامن هذه العملية مع قيام الجيش التركي بعمليات جوية وبرية ضد المتمردين الأكراد في المناطق الجنوبية الشرقية لتركيا ومناطق شمال العراق. وقد حشدت تركيا ما يزيد على 100 ألف من قواتها على طول حدودها مع العراق استعدادا لعملية عسكرية واسعة عبر الحدود لملاحقة مسلحي الحزب كما أعلن الجيش التركي أنه أوقع خسائر فادحة في صفوف حزب العمال.

في هذا الصدد، أعلنت السلطات الكردية في إقليم كردستان العراق أن قواتها ستدافع عن المدنيين الذين قد يحاصرون في القتال بين القوات التركية والمتمردين في حزب العمال الكردستاني في المناطق الشمالية من العراق.

وتفصيلاً، قال المتحدث باسم قوات البشمركة الكردية، جبار يوار: quot;نحن لسنا جزءاً من الخلافات العسكرية بين تركيا وحزب العمال الكردستاني PKK.quot; وأضاف يوار: quot;إذا كان هناك أي انتهاكات للقوات التركية ضد القرى المدنية الآمنة، فإن البشمركة ستقوم بواجبها في الدفاع عن المدنيينquot;.

وكان الجيش التركي قد صرح في وقت متأخر الثلاثاء، أن قواته أوقعت خسائر فادحة في صفوف مقاتلي حزب العمال الكردستاني خلال ضرباته الجوية في عطلة نهاية الأسبوع المنصرم في شمال العراق، نافياً في الوقت ذاته تقارير عراقية أفادت بأن القوات التركية شنت غارة عبر الحدود في وقت مبكر من يوم الثلاثاء.

يُذكر أن متحدثا باسم حكومة إقليم كردستان كان أعلن الثلاثاء أن مجموعة تضم 300 جندي تركي توغلت داخل الأراضي العراقية لاجتثاث متمردي حزب العمال الكردستاني. وقال المتحدث جمال عبد الله إن القوات التركية تقدمت بين كيلومترين أو ثلاثة داخل الأراضي العراقية قبل أن تنسحب في وقت لاحق من نفس اليوم. غير أن الجيش التركي وفي بيان أصدره في وقت متأخر من مساء الثلاثاء أوضح أن قواته تمركزت على بعد كيلومترات داخل الأراضي التركية وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف مقاتلي العمال الكردستاني الذين يتخذ من المناطق الجبلية في إقليم كردستان العراق، منطلقاً لعملياته ضد القوات التركية في جنوب البلاد.

بالإضافة إلى هذا التوضيح، قالت القيادة العسكرية التركية إن الغارات الجوية والضربات الصاروخية التي شنتها الأحد، أوقعت quot;خسائر كبيرة في البنية التحتية والأفرادquot; دون أن تتسبب في وقوع خسائر في الأرواح في صفوف المدنيين. وجاء في البيان العسكري التركي أن القيادة تواصل تقييمها للعمليات ونتائجها على الأرض، مضيفا quot;لا يمكن توضيح عدد الخسائر التي لحقت الحزب، فقد تم ضرب العديد من مخابئ حزب العمال الكردستاني خلال العملية.quot;

في الغضون شجبت الحكومة العراقية الغارات التركية، فيما أعربت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، عن دعم ضمني للحملة العسكرية التركية ضد الأكراد في العراق، وذلك عبر إشارتها إلى وجود quot;مصلحة مشتركةquot; لأنقرة وواشنطن وبغداد في وقف quot;نشاطاتquot; مسلحي حزب العمال الكردستاني. القصة كاملة.

مواقف رايس، التي جاءت خلال زيارتها غير المعلن عنها مسبقاً للعراق، قابلها رفض رئيس إقليم كردستان، مسعود البرزاني، لقاء الوزيرة الأميركية احتجاجاً على العملية التركية.

وكان الرئيس التركي، عبدالله غول، قد أشار إلى أن العملية العسكرية التي تنفذها قواته حالياً في شمالي العراق، تستهدف من وصفهم بـquot;الإرهابيينquot; وليس المدنيين، وألمح إلى أن تحرك أنقرة يلقى دعماً دولياً وأنه يهدف إلى مساعدة على العراق على التخلص من quot;الإرهابيينquot; في وقت تعجز بغداد عن القيام بذلك بمفردها. وأضاف الرئيس التركي، الذي كان يتحدث في مدينة قونيا الجنوبية quot;إنها عملية حساسة جداً.. وهي ليست ضد المدنيين في العراق، فالعراق جار لنا ونريد مساعدة على التخلص من مشكلة الإرهاب لأنه عاجز عن القيام بذلك بنفسه.quot; وعن المواقف الدولية قال غول: quot;تحتاج المعركة ضد الإرهاب إلى تعاون دولي، ولدينا هذا النوع من التعاون في العملية الحالية.quot;

فرنسا تؤكد على ضرورة الحوار

من جابنها، اكدت فرنسا ضرورة استمرار الحوار السياسي بين تركيا والعراق بهدف التوصل الى حل لملف حزب العمال الكردستاني. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني في تصريح صحافي quot;نحن نتفهم القلق المشروع لتركيا وحرصها على حماية مواطنيهاquot; مضيفة quot;نحن نحرص في المقابل على وحدة الاراضي العراقية وسيادتهاquot;.

وشددت على اهمية دخول تركيا والعراق في حوار سياسي لايجاد حل لملف حزب العمال الكردستاني مؤكدة وقوف بلادها الى جانب تركيا في حربها ضد حزب العمال المحظور مذكرة بان هذا الحزب ضمن اللائحة الاوروبية للمنظمات الارهابية.

واضافت اندرياني ان رئاسة الاتحاد الاوروبي (البرتغال) كانت قد اعربت عن عميق قلقها ازاء التوغل العسكري التركي الاخير في شمال العراق داعيا انقرة الى quot;ضبط النفسquot;.