في حوار هو الأول مع القائد الميداني لتنظيم الشباب المؤمن
الحوثي لإيلاف : علاقتنا بالسعودية جيدة

محمد الخامري من صعده quot;شمال اليمنquot; : أكد القائد الميداني لتنظيم الشباب المؤمن عبد الملك بدر الدين الحوثي (شقيق حسين الحوثي الذي لقي مصرعه أواخر العام 2004م بعد مقاومته الدولة زهاء 3 أشهر) أن ما نشرته بعض وكالات الأنباء نقلاً عن الصحافة السعودية عن اشتباكات مسلحة وقعت بينهم وبين حرس الحدود السعودي غير صحيح وعار عن الصحة ، مشيراً إلى أن هناك خلافات تطرأ بين حين وآخر ويتم الاتفاق بشأنها والتغلب عليها بالحوار بين الجانبين ، وان علاقتهم بالجوار السعودي علاقة جيدة ولا يشوبها أي شئ عكس ما تحاول بعض وسائل الإعلام تصويره.

الحوثي يحشد المشائخ والوجهاء ويرفض تسليم نفسه للسلطة
وأضاف الحوثي في هذا الحوار الخاص بإيلاف أن الهدنة المبرمة بين الطرفين تتعرض إلى بعض الخروقات من جانب قادة الجيش والأمن ، وان السلطات اليمنية لم تفرج عن كل المعتقلين من أتباعه ، مشيراً إلى وجود عدد منهم في سجون صنعاء وغيرها ، وان عدد كبير من أتباعه ممن اعتقلتهم السلطة أو سيطرت عليهم أثناء المواجهات تتكتم quot;الحكومةquot; عن تقديم المعلومات عنهم وعن الأماكن والسجون التي نقلوا إليها ، وهؤلاء من يعبر عنهم بالمفقودين. وقال إن الاعتقالات في صفوف أتباعه لم تتوقف ، موضحاً أن هناك اعتقالات متكررة حتى للأطفال دون سن العاشرة.

وتحدث عبد الملك الحوثي عن العديد من القضايا العالقة بينهم وبين السلطة كالتعويضات وخلية صنعاء والمعتقلين وعيد الغدير والإشكالية المذهبية وغيرها الكثير نتابعها في الحوار التالي :

ما حقيقة المناوشات والاشتباكات الأخيرة مع حرس الحدود السعودي؟ وهل أسفر عن سقوط ضحايا ؟

في البداية نود التوضيح فيما يتعلق بالوضع على الحدود مع المملكة السعودية بأن الوضع هناك كان طبيعيا ولم يكن يوجد توتر مع السعوديين لأنه لم يحصل من جهتنا ما يبرر التوتر بل على العكس السعوديون استفادوا من تواجدنا في المناطق اليمنية الواقعة على الحدود حيث تقلصت حالات التهريب للمخدرات وغيرها لأن المنطقة التي نتواجد فيها أُقْفِلت تماماً على المهربين ومن جهة أخرى لم يحصل من جهتنا أي استفزازات أو أذى لحرس الحدود السعودي فقد كانوا يقومون بأعمالهم ودورياتهم داخل الجانب السعودي دون حصول أي إشكالات واستمر الحال كذلك لمدة زمنية كبيرة...

إيلاف quot;مقاطعاًquot; هناك معلومات نشرت مؤخراً عن وجود اشتباكات وضحايا؟

دعني أكمل الإجابة ، وسيأتيك الخبر الذي تبحث عنه ، في الفترة الأخيرة بدأ التغير في مواقف حرس الحدود السعودي حيث قاموا بإطلاق بعض العيارات النارية من أسلحة متوسطة إلى أحد الأماكن داخل الجانب اليمني وهو المكان الذي كان يتواجد فيه بعض الإخوة ولم يحصل من جانبنا الرد بالمثل وتم اللقاء بين بعض الإخوة وبين بعض قادة حرس الحدود السعودي الذين اعتذروا مما حصل من جانبهم وتم الاتفاق على ألا يكون من جانبهم ولا من جانبنا إطلاق نار وأن نعتمد على التفاهم والحوار والتواصل عند حدوث أي إشكاليات ولم يكن هناك أي خسائر بشرية ولا مادية في هذا الحادث.

هل هو الحادث الوحيد ؟

بعد فترة زمنية قصيرة من وقوع الحادث قام السعوديون بشق طريق ينـزل إلى الوادي مع العلم أنه لا يوجد حاجة لإنزاله إلى الوادي وفي ذلك ضرر علينا ومن المهم أن يعرفوا أنه لا ضرورة لعمل ما يضر بنا والمفترض أن يتعاملوا معنا على أساس حسن الجوار وقد توقف العمل بعد الاحتجاج عليهم والطلب من عمال الشركة أن يتوقفوا ولم يحدث اشتباكات ولا ضحايا لا من جانبنا ولا من جانبهم.

يعني ما تناقلته وكالات الأنباء عن اشتباكات وسقوط ضحايا غير صحيح؟

نعم كل ما أشيع وما تناقلته وكالات الأنباء وبعض المواقع الاليكترونية السعودية واليمنية من اشتباكات وضحايا غير صحيح ، والذي حصل هو توتر وحشد عسكري سعودي محدود إلى منطقة الحدود، والغريب في الأمر هو موقف بعض القيادات العسكرية اليمنية وموقف بعض الصحف الرسمية أو المحسوبة على جهات رسمية حيث تقوم بحملة إعلامية دعائية رخيصة وتحريضية وتستعدي الجانب السعودي لشن حرب مذهبية تتعاون فيها السلطة اليمنية مع الجانب السعودي للهجوم على اليمنيين لأجل مذهبهم وهذا موقف مخزي وفاضح وغير غريب على تلك الجهات التي ليس لديها ضوابط ولا معايير بل هي تحقد وتتحرك لصالح أعداء الإسلام والمسلمين وإلا فأين ما يتشدقون به من وطنية؟ وأين ما يتشدقون به من حرية وديمقراطية فيما هم يعملون بكل جهد لإثارة حروب مذهبية ومن المستفيد من هذا كله؟ هذا كله يدل على أن تلك الجهات مشبوهة في مساعيها وأهدافها وارتباطاتها.

موقفنا من النظام السعودي

ما موقفكم من دول الجوار ومن النظام السعودي على وجه التحديد؟

بالنسبة لدول الجوار ولغيرها من دول العالم الإسلامي فنحن حريصون على أن يعمل المسلمون حكومات وشعوب على أن يكون السائد بينهم هو الإخاء والتعاون والتفاهم وأن يحذروا من الوقوع في الاقتتال والتناحر والتصارع فيما بينهم ، فذلك بلا شك يفيد أعداءهم ويُضر بهم، وللأسف فإن هنالك بعض الحكومات والجهات المشبوهة لا تأبه لأي مخاطر نتيجة الاعتداءات وتتسبب في مظالم وتختلق المشاكل ولا تعرف أن ذلك ليس لصالحها ولا لصالح الكل وإنها ستخسر في نهاية المطاف.

قالت بعض وسائل الإعلام قبل أسابيع أنه حدث بينكم وبين القوات الحكومية اشتباكات مسلحة ونتج عنها مقتل عدد من الجنود وجرح عدد من أتباعكم ، ما حقيقة ذلك؟

الذي حدث قبل أسابيع هو عملية اغتيال غادرة لرجلين من أصحابنا وقد استغربنا من إذاعة ونشر خبر مصرع عدد من الجنود ، لأنه لم يحدث من جانب أصحابنا أي مهاجمة للجنود ولعل نشر مثل هذا الخبر الكاذب هو للتغطية على جريمة الاغتيال ولأسباب أخرى !!.

الهدنة مع الدولة

ما أخبار الهدنة؟ وما الذي حققته لجنة الوساطة في حل القضية؟

الهدنة مستمرة ويحصل أحياناً خروقات من جانب الجيش وأجهزة الأمن خاصة في مديرية (حيدان) محافظة صعدة.

هل تم الإفراج عن جميع أتباعكم المعتقلين في السجون؟ وهل صحيح أن هنالك مفقودين من أتباعكم؟

لم يتم الإفراج عن كل المعتقلين من أصحابنا فلا يزال هنالك في السجون معتقلون في صنعاء وغيرها، كما أن الاعتقالات لم تتوقف فنحن نشهد بين الفينة والأخرى اعتقالات متكررة حتى للأطفال دون سن العاشرة، كما لا يزال عدد كبير من أصحابنا ممن اعتقلتهم السلطة أو سيطرت عليهم أثناء المواجهات تتكتم السلطة عن تقديم المعلومات عنهم وعن الأماكن والسجون التي نقلوا إليها ، وهؤلاء من يعبر عنهم بالمفقودين.

التعويضات

هل تم تعويضكم من قبل الدولة؟

بالنسبة للتعويضات فقد صرفت الدولة بعض المبالغ لبعض المواطنين ولوحظ أن التصرف في التعويضات تم بطريقة غير عادلة حيث صرفوا لبعض الأشخاص ممن ليسوا متضررين أو أضرارهم بسيطة مبالغ كبيرة كمكافآت لمواقفهم التي كانت لصالح السلطة وفي نفس الوقت صرفوا لبعض المواطنين المتضررين جداً مبالغ بسيطة جداً وتركوا كثيراً من المتضررين لم يعطوهم شيئاً.

ما صلتكم بما يسمى بـ(خلية صنعاء) وما رأيكم بالأحكام الصادرة عليها؟

بالنسبة للأخوة من أبناء محافظة صنعاء الذين تطلق عليهم السلطة لقب (خلية صنعاء) فهم جزءٌ لا يتجزأ من ملف القضية ومحاكمتهم غير شرعية والأحكام الصادرة بحقهم باطلة وظالمة والمحاكمة نفسها تتناقض مع الاتفاقات المبرمة.

الزيدية والاثنى عشرية والوهابية

ما حقيقة اعتناقكم المذهب الإثنى عشري وصلتكم بشيعة إيران والعراق؟

من العجيب في بلدنا اليمن أن تكون المذهبية تهمة تبرر السجن والقتل والاضطهاد فمن المعروف أن في دستور البلد أن من حقوق المواطنين المكفولة لهم حرية المعتقد والفكر والتعبير بل وحتى الديانة وفي اليمن نشاط تبشيري لإخراج اليمنيين من الإسلام بأكمله إلى النصرانية ، ومن الأخبار التي نشرتها بعض الصحف اليمنية أن المنظمات التبشيرية نجحت في تنصير (120) يمنياً خلال الآونة الأخيرة ...

إيلاف quot;مقاطعاًquot; تم نفي هذا الخبر رسمياً ؟

نفي رسمي quot;....quot; بعيداً عن صحة الرقم من عدمه إلا أنه من المعلوم والمؤكد أن هناك العديد من المنظمات تعمل في مجال التبشير في اليمن ، وفي نفس الوقت تجد السلطة وإعلامها تتحرك باسم مذهب معين هو الفكر الوهابي وتطلق علينا تهمة الانتماء إلى الاثني عشرية لتستبيح العدوان الشامل علينا مع أن السلطة وإعلامها الموجّه يعرفون بأننا لسنا اثنا عشرية ولا كنا، كما أننا لا نعتبر الانتماء إلى الاثني عشرية يبيح العدوان والاضطهاد، وبالنسبة لنا فنحن زيدية quot;شيعةquot; وفي نفس الوقت لدينا رؤية لحل الإشكالية المذهبية التي أصبحت ورقة بيد أعداء الإسلام والمسلمين يستغلونها لضرب المسلمين بعضهم ببعض، نحن نلحظ في الآونة الأخيرة أكثر من أي وقت مضى نشاطاً إعلامياً وثقافياً وسياسياً مكثفاً ضد الشيعة وتوجيه العداء لهم بدلاً من أعداء الأمة الإسلامية كما نلمس العمل الدؤوب لإشعال نار الحروب بين ما يسمى بالسنة والشيعة وهذا ليس في صالح أبناء العالم الإسلامي لا سنة ولا شيعة.

رؤية لحل الإشكال المذهبي

مارؤيتكم لحل هذه الإشكالية ؟

نحن نعتبر أن الذي يحسم الإشكالية المذهبية هو اعتماد المسلمين على التسمية الأساسية والعنوان الصحيح العام (مسلمين) بدلاً من العناوين المذهبية، وفي نفس الوقت الاعتصام بحبل الله جميعاً وعرض كل ما لديهم من ثقافات ورؤى وعقائد مذهبية على القرآن الكريم من دون تعصب، ليقر الجميع بما أقره الله تعالى في القرآن الكريم ونحن نثق أن القرآن الكريم ببيانه وهديه الواسع في مستوى حل هذه الإشكالية وأعظم، ونثق أيضاً بأن الله تعالى لم يقفل المجال أمام عباده في حل مشاكل كهذه ، هو أرحم وأعظم ولكن الخلل هو في الناس ولا يوجد من جانب الله تعالى أي تقصير quot;تعالى الله علواً كبيراًquot;، وأنصح كل المسلمين بالإطلاع على الدروس القرآنية التي قدمها السيد حسين بدر الدين الحوثي من سورة آل عمران لتتضح الصورة أكثر، والمؤسف أن نجد من داخل العالم الإسلامي من يخدم أعداء المسلمين بكل جد ويجعلهم بعيدين عن قضاياهم الكبيرة والأساسية والمصيرية ويجعل سهام الحقد والضغينة والتوجه العدائي نحو شريحة كبيرة وهامة وأساسية من المسلمين هي الشيعة وينسى الأعداء الحقيقيين للأمة الإسلامية.

الغدير

لماذا تتمسكون بإحياء مناسبة (عيد الغدير) وما الهدف من إحيائها؟

من حقوقنا المكفولة لنا الحق في إقامة وممارسة شعائرنا ومناسباتنا الدينية التي يُطلق عليها عيد الغدير أو يوم الغدير وهي مناسبة هامة جداً تثقف الأمة بالرؤية الإسلامية في موضوع كبير ومهم هو موضوع الولاية في الإسلام وحادثة (غدير خم) هي معلومة ثابتة لا يشكك فيها إلا من يجهل التاريخ وهي تقدم رؤية تحتاج إليها الأمة لمواجهة ولاية الغرب على أبناء العالم الإسلامي.

سمعنا أن أتباعكم قاموا ليلة الغدير بإطلاق الرصاص في المدينة واستخدموا عدداً من الأسلحة الثقيلة مما أدى إلى نشر الذعر والخوف بين الأهالي .. ما صحة ذلك ولماذا يستخدم السلاح في هذه المناسبة؟

غير صحيح على الإطلاق ما نشرته بعض المطبوعات التي لا تتحرى الصدق ولكنها تتحرى الحقد فنشرت كذباً أن أصحابنا نفذوا اجتياحاً مسلحاً لمدينة (صعدة) وهذا غير صحيح على الإطلاق لقد قمنا بالاحتفاء بالمناسبة والاحتفال بها في مناطق متعددة وبطريقة حضارية ليس فيها على الإطلاق أي إطلاق للنار ولدينا توثيق للمناسبة بكاميرات تلفزيونية وفيديو والذين استخدموا السلاح وقاموا بإطلاق النار في منطقة (المخروق) ليسوا من أصحابنا وذلك معروف للجميع ، أما نحن فمنذ سنوات التزمنا عدم إطلاق النار في المناسبات الدينية وغيرها كالأعراس لأسباب متعددة في مقدمتها الحفاظ على الناس من الأضرار التي تحصل نتيجة تساقط الرصاص عليهم من الجو.

قضيتنا أكبر من التصريحات

صرَّح الرئيس علي عبدالله صالح في زيارته الأخيرة لمحافظة صعدة أثناء جولته الانتخابية بأن قضيتكم منتهية وأن عليكم الرجوع إلى منازلكم وقراكم وأنكم آمنون ولكم كافة الحقوق والحريات في ممارسة حياتكم السياسية ..إلخ فلماذا لم تستجيبوا لذلك؟

تصريحاته كانت فعلاً أثناء جولته الانتخابية ، ونحن نرى أن المسألة تحتاج إلى أكثر من تصريحات، إنها تحتاج إلى حلول عادلة تطبق على الأرض لأن ما يجري على الأرض في مناطق كثيرة يختلف تماماً مع ما يقولونه في التصريحات لأنه إضافة إلى تجاهل القضايا الأساسية كحرية المعتقد والفكر والتعبير فإن الاعتقالات المتكررة بدون مبرر واستمرار السيطرة العسكرية على عدد من بيوت المواطنين والتواجد العسكري في القرى والاختلاس لأموال الناس بأساليب وعناوين متعددة والسيطرة على المساجد وفرض معتقدات وأفكار بالقوة والتهديد ومصادرة حقوق المواطنين إلى غير ذلك من التصرفات السيئة والظالمة التي تسبب لمشاكل كثيرة ومن المهم معرفة أنا ونحن في المناطق التي هاجرنا إليها ونزحنا إليها فإنه لم يحصل من جانبنا اعتداء وكنا وما زلنا في موقف الدفاع.

كيف تنظر إلى دور وسائل الإعلام في الداخل والخارج في تناول قضيتكم؟

دور وسائل الإعلام تجاهنا سلبي جداً في الغالب ، إنها لا تقوم بنقل الكثير من الوقائع والأحداث والبعض منها ينقل أقل القليل وعادة ما يكون ما تنقله بعض وسائل الإعلام مختلفاً عن الواقع والحقيقة إلى حد كبير .. إن كثيراً من وسائل الإعلام تساهم في التغطية على الكثير من الجرائم والتشويه لكثير من الحقائق وعادة ما تنحاز لجانب الحكومات ضد الشعوب والواجب أن تحرص وسائل الإعلام على المصداقية وتؤدي واجبها لإطلاع الناس على الحقيقة .. إن تهميش القضايا الكبيرة والتعاطي معها بعيداً عن الواقع وإقفال المجال أمام المستضعفين من أن يصل صوتهم وتنقل مظلوميتهم أصبح سمة من سمات وسائل الإعلام.

كل وسائل الإعلام؟
الحوثي : إلا من رحم الله ..