تخوف سعودي من تدهور جبهات عدة في وقت واحد
انطلاق محادثات فتح وحماس اليوم في مكة


إسرائيل: إذا اتفقوا سنحاربهم

إتفاق مكة نسخة فلسطينية للطائف

مشعل: حماس ستقدم كل عوامل الانجاح للقاء مكة

العاهل السعودي يستقبل عباس ومشعل

لقاء عباس ومشعل.. بين فشل دمشق وفرصة مكة

الأقصى في خطر: مخططات متواصلة لهدمه وبناء

لقاء مكة اليوم :عزم على الاتفاق وعواقب وخيمة للفشل

ايلاف -وكالات:تجري اليوم الأربعاء في السعودية محادثات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكل من اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس برعاية العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز. وكان المسؤولون الفلسطينيون وصلوا إلى مدينة جدة حيث كان في استقبالهم وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، وسفير فلسطين في الرياض جمال الشوبكي وقنصل فلسطين في جده تيسير بدره حيث التقى الملك عبد الله مع الرئيس الفلسطيني ثم استقبل كلا من خالد مشعل واسماعيل هنية قبل أن تبدأ المباحثات الرامية الى إنهاء الاقتتال الداخلي .

وقالت مصادر فلسطينية في أعقاب الاجتماع إنه سادت خلاله أجواء ايجابية وإن الجانبين حريصان على إنجاح المفاوضات. وكانت الجهود السابقة الرامية إلى وقف سفك الدماء بين الجانبين وإيجاد أرضية سياسية مشتركة تتمخض عن اتفاقات لوقف إطلاق النار ما تلبث أن تتهاوى سريعا مع تدهور الاوضاع على الارض.
وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد ان العاهل السعودي اكد لوفد حماس ضرورة توصل الاطراف الفلسطينية الى اتفاق بشأن القضايا موضع الخلاف، مؤكدا أن الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني يضر بالقضية الفلسطينية .بدوره اشار العاهل السعودي الى أن السعودية ستوفر كل الامكانيات اللازمة لإنهاء الخلاف والاحتقان الداخلي، وقال quot;ان الامة العربية و الاسلامية تنظر اليكم اليوم و تنتظر منكم ان تزفوا لها البشرى باتفاقكم quot;.

من جهته اكد رئيس الوزراء اسماعيل هنية ان الحكومة الفلسطينية عازمة على بذل كل جهد ممكن لتذليل العقبات وتجاوز نقاط الخلاف والوصول الى اتفاق يخرج الحالة الفلسطينية من الازمة الراهنة و يعزز من قوة الجبهة الداخلية .بدوره اكد خالد مشعل أن حركة حماس قادمة الى بلاد الحجاز وهي تملك النية الصادقة والعزيمة على التوصل الى اتفاق، مشيرا الى ان حماس ستتعاون مع كافة الاطراف لتشكيل حكومة وحدة وطنية وترتيب البيت الفلسطيني و معالجة كافة القضايا ذات الخلاف .

وقد ابدت كافة الصحف السعودية اهتمامها الكبير بزيارة القيادات الفلسطينية وأكدت أن العاهل السعودي معني الى حد كبير بخروج الأطراف الفلسطينية باتفاق ينهي الاوضاع المحتقنة في الاراضي الفلسطينية .

الغارديان

من جهتها ذكرت صحيفة الغارديان في عددها الصادر اليوم نقلا عن كلير سبنسر من المعهد الملكي للدراسات الدولية أن السعوديين يشعرون بقلق حقيقي من تدهور كثير من الأمور على عدة جبهات في وقت واحد. وتضيف أنهم يرغبون في أن ينظر إليهم باعتبارهم وسطاء شرفاء في المنطقة ولا يتركون كل شيء للإيرانيين.

ويقول كاتب المقال إن السعوديين لديهم منطقة تقطنها غالبية شيعية، هي المنطقة الشرقية المنتجة للنفط حيث يعيش من 10 إلى 15 في المئة من السكان، وهم حريصون على تجنب الاضطرابات هناك.


وفي الموضوع نفسه تنشر صحيفة quot;الفاينانشيال تايمزquot; مقالا لهبة صالح من القاهرة بعنوان quot;السعودية توازن انبعاث إيرانquot;. تقول الكاتبة إن الجهود السعودية في استضافة المحادثات الفلسطينية والتوسط بين الفصيلين الأساسيين تأتي حرصا على عدم تداعي جهود الدول الصديقة للولايات المتحدة مثل السعودية ومصر والأردن التي تضغط على واشنطن لاستئناف عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

من ناحية أخرى ترى الكاتبة أن السعودية تحاول جاهدة تحقيق التوازن مع الدبلوماسية الإيرانية في المنطقة. وتقول إن الملك عبد الله ملك السعودية، صرح الأسبوع الماضي بأن quot;القضية الفلسطينية يجب أن تحل بجهود عربية وليس من طريق أي طرف آخرquot;. وتتطرق أيضا إلى موضوع الأقلية الشيعية في السعودية التي تذكر أنه عددها يقدر بنحو 2 مليون نسمة، وتقول إن النغمة الطائفية تثير المخاوف.

وتنقل على لسان جورج جاوس وهو محلل متخصص في الشؤون الخليجية أن غالبية العرب معجبون بتأييد إيران للفلسطينيين، ويرون أن ايران النووية ستقوي العالم الإسلامي، لذا فإن زرع العنصر الطائفي يمكن أن يحرك الرأي العام ضد إيران. ويصف هذه السياسة بالمكيافيلية.


السفير الفلسطين جمال الشوبكي

من جهته اعرب سفير فلسطين لدى السعودية جمال الشوبكي عن امله في ان تتوج حوارات مكة باتفاق شامل يفضي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على فك الحصار.واضاف الشوبكي quot; ان تصريحات الوفدين تبشر بنيات صادقة وباحتمال اتفاق وطني شاملquot;.طالب الشوبكي وفدي حركتي حماس وفتح بوضع المصلحة الوطنية ومصلحة الشعب نصب اعينهم وتنحية المصالح الحزبية جانبا والاتفاق على حكومة تسهم في فك الحصار ومواجهة التحديات المحدقة بالقضية الفلسطينية.ورفض السفير الفلسطيني الاجابة عن السؤال المتعلق بطبيعة الدور السعودي في حوار مكة هل هو مجرد مضيف او فاعل في الحوار.وفي ما يتعلق بمدى التاثير الايراني والسوري على المتحاورين, طالب الشوبكي المتحاورين بتحمل مسؤولياتهم الوطنية امام ربهم وشعبهم الذي يعاني الامرين في ظل الحصار والابتعاد عن اي مصالح اخرى غير المصلحة الوطنية .

وعن احتمال مطالبة الرئيس لحماس بتشكيل حكومة حمساوية قال :ان الرئيس عباس سيكون واضحا وسيطالب بحكومة تفك الحصار وتلتزم بالاتفاقات الموقعة, مستبعدا ان تقاطع فتح مشاركتها في الحكومة القادمة .واضاف قائلاquot; الرئيس واضح وهو يطالب بحكومة قادرة على فك الحصار , ومسألة مشاركة فتح في الحكومة ليست مهمة بقدر الاتفاق على تشكيل حكومة تقبل بالاتفاقات وترفع الحصار , وستكون فتح مساندة وداعمة لها.