الإسكندرية:
اتهم الشيخ أسامة نصر الخميس، أجهزة الأمن المصرية بتعذيبه أثناء فترة اعتقاله، التي أكد أنها استمرت أربع سنوات، أعقبت قيام رجال المخابرات المركزية الأميركية CIA باختطافه من إيطاليا ونقله سراً إلى مصر لاستجوابه في قضايا متعلقة بالإرهاب. نصر، الملقب بـquot;أبو عمرquot; قال إنه quot;تعرض لأبشع أنواع التعذيب في السجون المصريةquot; وذلك في أول تصريح له بعد مغادرته مكان توقيفه، مطالباً السماح له بمغادرة البلاد والعودة إلى إيطاليا حيث يحظى باللجوء السياسي منذ العام 2001.

وسيكون من شأن هذه الاتهامات، صب المزيد من الزيت على نار الجدل المشتعل، حول أول قضية جرميه تثار في وجه برنامج الـCIA الاستثنائي للمطلوبين، الذي يشمل نقل المتهمين بالقضايا الإرهابية إلى بلد ثالث للتحقيق معهم، حيث يقول البعض إنهم يخضعون للتعذيب.

وفي حديث للصحفيين، قال نصر، الذي ظهر بشكل مفاجئ في قاعة محكمة بالإسكندرية كانت تنظر في قضية أحد كتاب المدونات الإلكترونية المصريين المتهمين بإهانة الإسلام: quot;لقد تعرضت لأبشع أنواع التعذيب في السجون المصرية ولدي ندوب في جميع أنحاء جسدي.quot; وأبدى نصر قلقه من قيام الأجهزة الأمنية المصرية باعتقاله مجدداً قائلاً: quot;قد يلقون القبض علي أثناء مغادرتي الآن.quot;

ودافع quot;أبو عمرquot; عن نفسه خلال اللقاء، مؤكداً براءته من التهم المنسوبة، إليه كاشفاً أن السلطات المصرية quot;تمنعه من السفر إلى إيطالياquot; على حد تعبيره. وأضاف: quot;أريد العودة إلى إيطاليا لأقف أمام القضاء هناك وأثبت براءتيquot;، وفقاً للأسوشيتد برس.

وكان الادعاء الإيطالي قد اعتبر أن نصر quot;تعرض للاختطافquot; من شوارع مدينة ميلانو في فبراير/شباط 2003، من قبل عملاء الـCIA بمساعدة عناصر إيطالية.

وقد كشفت السلطات الإيطالية الأسبوع الماضي أسماء 25 شخصاً من عملاء المخابرات الأميركية المفترضين، بينهم مقدم في سلاح الجو الأميركي، يشتبه بضلوعهم في العملية. وينتظر أن تكون للقضية تبعات سياسية وقضائية عديدة، خاصة وأن الولايات المتحدة قد لا توافق على طلبات الاسترداد المقدمة لها.

وكان نصر قد ادعى أنه اقتيد إلى قاعدة أفينو الجوية قرب مدينة البندقية إثر اختطافه من ميلانو، ومنها إلى قاعدة رامستين جنوبي ألمانيا، قبل أن يتم سوقه إلى مصر للتحقيق. وقد ظل نصر في السجن أربعة أعوام، قبل أن يصدر قرار قضائي بإخلاء سبيله.

ولم تقر السلطات المصرية باعتقال نصر بشكل رسمي، غير أن رئيس الوزراء أحمد نظيف كشف في العام 2005 في لقاء مع الصحفيين وجود أشخاص quot;تم إرسالهم إلى مصرquot; ضمن هذا البرنامج، دون تحديد أعدادهم أو القضايا المثارة ضدهم.