مسؤولون عراقيون عن آخر التطورات في بلدهم
رؤوس سياسية تضع الهوية الطائفية فوق الوطنية


زعيم القاعدة في العراق يتوعد بالانتقام للعراقية المغتصبة

تشيني: لا يمكن الموافقة على فكرة الانسحاب من العراق

حاملة طائرات أميركية أخرى وصلت الى الخليج

أربعاء الرماد من التطهر الديني إلى الهجاء

مقتل أكثر من 12 مسلحاً في قصف جوي في الرمادي

مخاوف بريطانية من استهداف المسلحين للأمير هاري

عبد المهدي في انقرة لمباحثات حول العمال وكركوك

أسامة مهدي من لندن : حذر مسؤولون عراقيون من امتداد الصراع الطائفي في بلدهم الى دول المنطقة نتيجة تدخلات خارجية وأقروا بأن المحاصصة الطائفية عطلت أداء الدولة السياسي والخدمي وخلقت حكومة من دون صلاحيات بشكل أضر بالمواطنين بسبب رؤوس سياسية تضع الهوية الطائفية فوق الهوية الوطنية واتهموا أعضاء في مجلس النواب بعلاقات مع الارهابيين وألقوا باللائمة على السياسة الخارجية العراقية في عدم القدرة على التفاعل مع المحيط العراقي .

جاء ذلك خلال لقاء عقده مع مجموعة من العراقيين المقيمين في لندن الليلة الماضية وحضرته quot;إيلافquot; علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية ومريم الريس مستشارة رئيس الوزراء نوري المالكي للشؤون الخارجية والدكتورة حنان الفتلاوي مستشارة المالكي لشؤون المحافظات .

وقال الدباغ ان الوضع الامني في العراق قد بدأ بالتدهور بشكل غير مسبوق عام 2006 بعد ان استوطن الارهابيون في العراق بدفع من قوى في المنطقة . واشار الى وجود رؤوس سياسية طائفية في العراق تعتقد ان الهوية الطائفية يجب ان تكون فوق الهوية الوطنية وقامت بتوظيف ذلك سياسيا في محاولة لإحياء صراع قديم بين الشيعة والسنة وتم استخدام العراق فيه من اجل السيطرة عليه . وعبر عن الخشية من تطور الصراع نتيجة تدخلات خارجية موضحا في هذا المجال انه بعد توقيع علماء دين شيعة وسنة عراقيين في مكة مؤخرا اتفاقا لنبذ الصراع الطائفي انبرى رجال دين سعوديون متشددون بفتاوى تشجع على الإرهاب وتسعى إلى تفجير الصراعات الطائفية . واكد ان في العراق خشية من امتداد الصراع الطائفي منه الى جميع انحاء المنطقة وخاصة في الدول التي يتعايش فيها سنة وشيعة .

واضاف انه اضافة إلى هذا الصراع الطائفي فإن هناك صراعا سياسيا تجسد في المحاصصة الطائفية التي جسدتها حكومة الوحدة الوطنية الحالية . وقال ان دعاة المحاصصة اصطدموا بمشكلة أصبحوا يدركون خطورتها وهي ان هذا التوافق لم يحل مشاكل العراق . واوضح ان القوى الارهابية تسعى إلى تحجيم المشاركة السياسية لبعض مكونات الشعب العراقي وهو امر تشارك فيه دول المنطقة وخاصة الجوار منها . وشدد على ان الامتدادات الاقليمية تشجع على الارهاب في العراق نتيجة تداخلات طائفية وسياسية .

وقال الدباغ ان هذه الاوضاع بحاجة الى حلول عاجلة واخرى طويلة الامد . واضاف ان الحل العاجل حاليا هو الخطة الامنية الجاري تنفيذها منذ اسبوع في بغداد . واشار الى ان نجاح هذه الخطة يشكل امرا حاسما لان الوضع الامني الحالي لايساعد على حوار سياسي متفاعل موضحا انه حتى المجلس السياسي العراقي الذي يضم القادة السياسيين لم يستطع ان ينجز الكثير نتيجة سيطرة الهاجس الامني على اعماله . واوضح انه نتيجة لذلك فان الدولة لم تستطع إنشاء مؤسساتها السياسية والادارية والخدمية .

اما بالنسبة إلى الحل الطويل الامد فقد اشار الدباغ الى انه يكمن في المباشرة الجدية باشاعة الثقافة الوطنية العراقية .. ثقافة تكون لاشيعية ولاسنية ولاكردية .. وتبديد المخاوف من ان تكون الفيدراليات المزمع انشاؤها مرحلة تقود الى تمزيق البلد . وعن التعديل الوزاري المنتظر اوضح ان عدم انجازه لحد الان سببه الكيانات والكتل السياسية التي لم تقدم مرشحيها للوزارات المزمع تغيير وزرائها . وقال ان هناك فشلا واضحا في اداء بعض الوزارات والتي اصبح عدد منها شبه معطل بسبب ذلك . واضاف ان الوضع يدور في حلقات مفرغة على الرغم من محاولات المالكي للخروج من هذه الحالة مشيرا الى ان الجهود في هذا المجال لاتتعلق به وحده وانما بجميع القوى السياسية لكن هذه القوى تعيش ازمة ثقة وهي تتجسد بشكل واضح في اعمال مجلس النواب ومناقشاته .

وحول السياسة الخارجية للعراق اشار الى ان هذه السياسة لم تتفاعل مع المحيط العراقي ولم يتم اندماج العراق مع محيطه على الرغم من امتلاكه للموارد والامكانات التي يمكن ان تحقق ذلك . وقال انه بعد اربع سنوات من سقوط النظام السابق فإنه لم يتم استثمار العلاقات الاقليمية بشكل كامل .
وعن قضية كركوك شدد الدباغ على ان مسألتها عراقية وتحل عراقيا محذرا من الاستقواء بدول خارجية وقال ان الدستور رسم خارطة طريق لمشكلة المدينة سيتم العمل على تنفيذها .

مريم الريس مستشارة الشؤون الخارجية

ومن جهتها اقرت مريم الريس مستشارة المالكي للشؤون الخارجية بوجود خلافات بين القوى السياسية وفي مجلس النواب . وقالت ان هناك نوابًا يرتبطون بعلاقات مع ارهابيين حيث توجد الان ملفات عن نشاطاتهم في هذا المجال لكنه لا يمكن فتحها بسبب التوافقات السياسية والخوف من اثارة الطائفية .
واضافت ان الصراع الطائفي في العراق خلق حكومة منزوعة الصلاحيات وقالت ان جزءا من الحلول المطلوبة للمشكلات العراقية يكمن في منح هذه الحكومة صلاحيات اكبر تستطيع من خلالها تقديم منجزات مختلفة للعراقيين وتنفيذ برنامجها السياسي الذي حصلت بموجبه على ثقة مجلس النواب .
وعن السياسة الخارجية للعراق اشارت الى انها تعاني مشاكل عدة في مقدمتها عدم إعطاء صورة حقيقية لما يجري في العراق نتيجة تقصير الكثير من السفراء العراقيين الذين حولوا سفاراتهم الى دول داخل الدولة . وحذرت من خطورة التدخلات الخارجية في شؤون العراق ودعت الى ضرورة العمل بجدية من اجل مواجهة ذلك .

حنان الفتلاوي مستشارة شؤون المحافظات


ودعت حنان الفتلاوي مستشارة المالكي لشؤون المحافظات، العراقيين في الخارج للعودة الى بلدهم للمساهمة في وضع الحلول السياسية والاجتماعية لمشاكلها في هذه المجالات . وتحدثت عن الاداء الضعيف لمجالس الإدارات وقالت إن ذلك تسبب في عدم القدرة على تقديم منجزات للمواطنين .
وحذرت من خطورة ظاهرة اضمحلال الشعور بالمواطنة لصالح المصالح الفردية والعائلية موضحة ان الاوضاع الحالية في العراق صعبة ولن تحل في وقت قصير . واشارت الى اهمية مساهمة العراقيين في الاستثمار في بلدهم والمشاركة في تطوير اقتصاده واعادة إعماره .