المجلس الإسلامي العربي يدعو الشبان quot;المغرر بهمquot; إلى العودة إلى رشدهم

موجة إستنكار واسعة للإعتداء الإرهابي في المغرب

إجتماع أمني طارئ و وزير الداخلية يتفقد المصابين

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: واجه الإنفجار الإنتحاري الذي تعرض له مقهى الإنترنت في حي سيدي مومن في العاصمة الإقتصادية المغربية الدار البيضاء موجة تنديد وإستنكار واسعين من قبل هيئات حقوقية ونقابية وطنية ومنظمات دولية، داعية الشبان quot;المغرر بهمquot; إلى العودة إلى رشدهم والكف عن مثل هذه الأعمال. وعبرت الهيئات المذكورة، اليوم الثلاثاء، عن إدانتها الشديدة للعملية الإرهابية التي استهدفت، أول أمس، الدار البيضاء، وأدت إلى مقتل منفذ العملية وإصابة أربعة آخرين، من بينهم الإنتحاري الثاني، مؤكدة على ضرورة بذل كل الجهود للتصدي لمثل هذه العمليات.

وفي هذا الإطار، أدانت الكونفدرالية الديموقراطية للشغل بشدة الحدث الإرهابي الغاشم الذي إستهدف أمن المغرب واستقراره، معتبرة أن القائمين به (....) أعداء للوطن والمواطنين. وأضاف بلاغ للمكتب التنفيذي للكنفدرالية، توصلت quot;إيلافquot; إلى نسخة منه، أن المدخل الرئيسي لمواجهة مثل هذه الممارسات الإرهابية يمر عبر إقرار الديموقراطية بكل أبعادها، مهيبًا بـ quot;الطبقة العاملة، وعموم المواطنين إلى المزيد من رص الصفوف لمناهضة كل ما من شأنه المساس بأمن الوطنquot;. من جهته، عبر أمين عبد الحميد، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عن إدانة الجمعية الشديدة لهذه العملية الإرهابية ومنفذيها والمخططين لها، داعيًا في الوقت نفسه إلى إعتماد مقاربة حقوق الإنسان في المعالجة الأمنية والقضائية لهذا الملف.

وشدد عبد الحميد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على ضرورة الإهتمام أكثر بالجذور الحقيقية لظاهرة الإرهاب وعدم الإكتفاء بالقول إنها ظاهرة عالمية. وقال إن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ترى أنه من الضروري معالجة الجوانب الفكرية في مجال مكافحة الإرهاب، وتكريس الفكر العقلاني والحقوقي والديمقراطي على مستوى المؤسسات التعليمية وعبر كل وسائل الإعلام المتاحة.

من جهتها، دعت أمينة بوعياش، رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، إلى ضرورة إتخاذ ما يكفي من الحيطة والحذر للحفاظ على المسلسل الديموقراطي الحداثي الذي إختاره المغاربة وقُدمت تضحيات جسام من أجل تحقيقه. وقالت بوعياش، في تصريح مماثل، إنه ينبغي وضع مقاربة شاملة، تأخذ فيها بالإعتبار الأبعاد الأمنية والثقافية والإجتماعية والإقتصادية لحماية الشباب من هذا التكيّف الإيديولوجي المتطرف والخطر الذي يجعلهم ينساقون بسهولة إلى حد قتل أنفسهم ومعهم آخرين. وشددت بوعياش على ضرورة أن يقوم المجتمع السياسي والجمعوي والنقابي بالإنخراط بشكل واسع في عمليات تأطير عامة المواطنين، وأن يتم التركيز في عملية التأطير أساسًا على الشباب وإيجاد صيغ جديدة للتواصل مع هذه الفئة.

المجلس الإسلامي العربي يدين

كما أدان المجلس الإسلامي العربي هذه العملية الإرهابية، داعيًا الشبان quot;المغرر بهمquot; إلى العودة إلى رشدهم والكف عن مثل هذه الأعمال. وأكد المجلس، في بيان لأمينه العام العلامة محمد علي الحسيني، أن ما من شرع يرضى بأي عمل إرهابي، وإن منطق الإرهاب العالمي أبعد ما يكون عن الإسلام وعن كل شريعة في الدنيا. وذكر المجلس، الذي يوجد مقره في بيروت، بأن الكتب السماوية، والدين الإسلامي بالخصوص حرم قتل النفس، مشددًا على دعم المجلس للمغرب. يذكر أن من بين الأهداف الأساسية لـ (المجلس الإسلامي العربي)، العمل على جمع الصف العربي والحفاظ على الوحدة العربية، كما يؤكد على وضع المصالح العربية والإسلامية ضمن أوليات مخططاته.

الإيسيسكو تستنكر بشدة

إستنكرت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) بشدّة هذا الفعل الإجرامي، منددة في الوقت نفسه بالمجرمَيْن مرتكبَيْ هذا العمل الإجرامي الإرهابي الشنيع، والذي أسفر عن مقتل أحدهما وإصابة أربعة أشخاص آخرين بجروح.
وأضافت المنظمة، في بيان لها، أن المجرمين هما من العناصر الإرهابية التي إنحرف فكرها وفسد فهمها للإسلام إنحرافًا كبيرًا وفسادًا خطرًا، والتي ترتكب الجرائم في المجتمع، معادية بذلك اللَّه ورسوله والمؤمنين والإنسانية جمعاء. وأكدت الإيسيسكو أن الإسلام بريء براءة مطلقة من هذه الإنحرافات العقائدية والسلوكية المدمّرة للروح والمخربة للمجتمع.

ودعت المنظمة الإسلامية، في بيانها، إلى المزيد من اليقظة والتعبئة على جميع المستويات، للتصدّي للإرهاب بكلّ أشكاله،ولمقاومة التطرف والغلو اللذين يسيئان إلى الإسلام أبلغ الإساءة. وكانت مصالح الأمن، بعد تحريات سريعة ومعمقة، قد تمكنت من التعرف إلى هوية الشخص، الذي فجر نفسه، وكذا شريكه. ويتعلق الأمر بعبد الفتاح الرايدي، الذي فجر نفسه، وهو من مواليد سنة 1984 في مدينة الدار البيضاء، وعاطل عن العمل، ينتمي إلى تيار quot;السلفية الجهاديةquot;، وسبق أن حكم عليه سنة 2003 بخمس سنوات سجنًا في إطار قانون مكافحة الإرهاب، قبل أن يستفيد سنة 2005 من عفو ملكي. أما شريكه، الذي لم يفجر نفسه، فيدعى يوسف الخودري، من مواليد سنة 1989.

ووقع الإنفجار، حسب إفادات مصادر أمنية، حوالى الساعة العاشرة ليلاً، عندما دخل إرهابيان مفترضان إلى المقهى المذكور للإطلاع على مواقع الإنترنت تحث على الإرهاب. وفي الوقت، الذي تدخل إبن صاحب المحل (محمد .ف)، من مواليد سنة 1978، لمنعهما من تصفح المواقع المحظورة، تؤكد المصادر نفسها، ثار أحد الإنتحاريين في وجهه بقوة، فعمد محمد إلى إغلاق المحل، قبل أن يتصل بالشرطة، مشيرة إلى أن المشتبه فيهما دخلا في شجار عنيف مع إبن صاحب المحل، وأثناء شجارهما، سحب أحد الإنتحاريين المفترضين quot;خيط الأمانquot;، لينفجر داخل المقهى، مخلفًا دمارًا كبيرًا، نتج عنه تطاير باب المحل لمسافة 10 أمتار.

في تلك الأثناء، توضح المصادر نفسها، أن الإنتحاري الثاني إستجمع قواه وأطلق ساقيه للريح، بعد تخليه داخل المقهى عن الحزام الناسف الثاني، الذي كان تحت ملابسه، غير أن مصالح الأمن، بمساعدة بعض المو اطنين، ألقت القبض عليه ما بين حي سيدي مومن وحي التشارك.