الأنفال تدخل مرحلة الاستماع لمحامي الضحايا والمتهمين
طالباني إلى الرياض حاملاً 3 ملفات عراقية

اكتشاف شاحنة بالرمادي محملة بالكلور يقودها انتحاري
الفضيلة يتهم الشرطة بدعم الصدريين لحرق مقراته

وزراء خارجية الدول العربية يباشرون التحضير للقمة العربية

مشعل زار الرياض وأكد دعم حماس للإجماع العربي

أسامة مهدي من لندن: يتوجه الى الرياض غدا الثلاثاء الرئيس العراقي جلال طالباني على رأس وفد رسمي للمشاركة في القمة العربية التي تعقد هناك حيث سيطلب من القادة العرب دعم العملية السياسية في بلاده والتعاون معها لمحاربة الارهاب وفتح سفارات بلدانهم في بغداد وإلغاء ديونها على العراق فيما تدخل محكمة الانفال اليوم مرحلة الاستماع الى مطالعات محامي الضحايا ومحامي الدفاع عن المتهمين .. بينما اكد نائب رئيس الوزراء سلام الزوبعي اثر تحسن صحته بعد نجاته من محاولة اغتيال أن العمليات الارهابية لن تثنيه عن مواصلة مسيرته لخدمة العراق وشعبه.وقال مصدر عراقي رسمي في اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot; ان الرئيس طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ناقشا الموضوعات التي ستبحثها القمة والمهمات المطلوبة من الوفد العراقي خلالها . واوضح ان الرئيس طالباني يحمل الى القمة التي تعقد يومي الاربعاء والخميس المقبلين هموم بلاده الامنية والسياسية والاقتصادية ضمن ملفات ثلاثة سيتضمنها خطابه الذي يلقيه خلال الاجتماعات ومباحثاته التي سيجريها مع بقية القادة العرب وهي تتعلق بطلب دعم الدول العربية وخاصة المجاورة في مكافحة الارهاب الذي يضرب بالعراق وحماية الحدود المشتركة من اختراق المخربين اضافة الى حث الدول العربية على التواصل مع العراق والعمل على فتح سفاراتها في بغداد والغاء ديون بعض الدول وخاصة الكويت على العراق.

وكان نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي قد تسلم من وزير شؤون مجلس الشورى السعودي سعود المحكني خلال زيارته لبغداد اواخر الشهر الماضي دعوة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الى الرئيس طالباني للمشاركة في القمة. وقال المصدر ان مشاركة طالباني في قمة الرياض تحمل اهمية استثنائية نظرا للاوضاع الاستثنائية التي تعيشها بلاده وحاجتها للتواصل مع محيطها العربي . واشار الى ان السعودية التي تستضيف القمة العربية التاسعة عشرة تحظى بتأثير اقليمي وعالمي كبيرين ما يعطي دعما ايجابيا لجميع الملفات الساخنة التي ستناقشها القمة وفي مقدمتها الملف العراقي. وفي هذا الاطار قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زبياري إن القمة ستركز على تعزيز الدور العربي لإيجاد حل للأزمة العراقية .

ومن جانبه طالب السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق زعيم كتلة الائتلاف الشيعي الحاكم مؤتمر القمة العربية بدعم موقف الحكومة العراقية واحترام إرادة الشعب العراقي. وقال بيان للمجلس الاعلى اليوم ان الحكيم اجتمع امس مع رئيس الوزراء نوري المالكي و بحثا آخر التطورات السياسية والامنية في البلاد ، كما جرت مناقشة النتائج التي أسفر عنها مؤتمر بغداد الدولي ومؤتمر العهد الدولي وعدد من القضايا الاخرى. وطالب الحكيم القمة العربية بدعم موقف الحكومة العراقية المطالب بدعم العملية السياسية ونتائجها واحترام إرادة الشعب العراقي.

وفي السياق ذاته قال عدنان الدليمي رئيس مؤتمر أهل العراق واحد قياديي جبهة التوافق السنية quot;إن مطلبنا الأساسي من القمة العربية القادمة هو أن تشهد الساحة العراقية هدوءًا واستقرارًا وفي تقديرنا ان هذا سيتم من خلال عدم تدخل دول الجوار في الشأن العراقي وان تكون هناك مصالحة وطنية حقيقية بين الأطراف العراقيةquot; . وأضاف في تصريح صحافي في بغداد quot; نأمل من إخواننا العرب أن يقفوا مع العراق في محنته وان يعملوا بكل ما لديهم من حكمة لمعالجة الوضع الأمني المتدهور في البلادquot; . وأعرب عن أمله في نجاح مؤتمر القمة وقال quot; إننا نعتقد إن مؤتمر القمة العربية سيسهم في حل المشكلة العراقية التي لم ينحصر تأثيرها على العراق وإنما على العالم اجمعquot; . واوضح quot;quot;نحن لا نريد ان يكون العراق ساحة صراع في تصفية الحسابات بين أميركا ودول الجوار العراقي لان ذلك سيؤدي إلى المزيد من الكوارث .

وناشد الدليمي قادة الدول العربية بأن يحرصوا على وحدة وسيادة واستقرار العراق والبدء في عملية الإعمار وإيقاف التعويضات التي ترتبت على العراق بعد غزوه للكويت لأننا نعتقد أن ذلك سيساعد في إعادة إعمار العراق وسيسهم في بناء الدولة العراقية الحديثة .

اما السفير البريطاني في العراق دومينيك آسكويث فقد قال في تصريح صحافي إنه يمكن للقمة العربية في الرياض معالجة التحديات التي تواجهها الحكومة العراقية في ما يتعلق بالوضع الأمني في بغداد . واشار الى أن ما يساعد في هذا الوضع هو أن تتعاون الحكومات الإقليمية مع الحكومة العراقية بتقديم الدعم لها. وقال إن ما تحتاجه الحكومة العراقية هو أن تلقى الدعم في العملية السياسية ويمكن للقمة أن تساعد بهذا الصدد بأن تبدي دعمها من خلال تواصلها التام والمباشر مع هذه الحكومة المنتخبة وأن تبدي تأييدها للعملية السياسية في العراق .

الانفال تدخل مرحلة الاستماع لمحامي الضحايا والمتهمين
تدخل محكمة الانفال في جلستها الحادية والخمسين اليوم مرحلة الاستماع الى مطالعات محامي الضحايا ومحامي الدفاع عن المتهمين في القضية المتهم فيها مجموعة من كبار القادة العسكريين السابقين بابادة حوالى 180 الف مواطن كردي وترحيل عشرات الاف اخرين وتدمير ثلاثة الاف من قراهم خلال عامي 1987 و1988 .

وكان قاضي المحكمة محمد الخليفة العريبي وبعد جلسة قصيرة لم تستغرق سوى خمس دقائق عقدتها المحكمة في الثامن عشر من الشهر الحالي قررتأجيل الجلسات الى اليوم لافساح المجال امام جميع اطراف القضية لاستكمال دراسة اوراق القضية واعداد المرافعات وتلاوتها امام المحكمة التي ستكون قد دخلت بذلك مراحلها الاخيرة قبل النطق بالحكم .
وجاء تأجيل المحاكمة بهدف افساح المجال امام محامي الضحايا ومحامي الدفاع عن المتهمين من اعداد مطالعاتهم حيث تدخل المحكمة بذلك مرحلة متقدمة نحو نهايتها بالاستماع الى هذه المطالعات ثم الى الادعاء العام الذي سيطلب اصدار الاحكام في القضية .

وتنعقد جلسة اليوم في وقت تدرس هيئة الادعاء توسيع دائرة الاتهام ضد ضباط سابقين كانوا يحتلون مراكز قيادية في الجيش العراقي السابق ومنهم الفريق نزار الخزرجي رئيس الاركان السابق واللواء وفيق السامرائي مساعد رئيس الاستخبارات العسكرية السابق لشؤون ايران لدى وقوع عمليات الانفال والذي يشغل حاليا منصب المستشار العسكري للرئيس العراقي جلال طالباني وكانا قد انشقا عن النظام السابق منتصف التسعينات .

واشار رئيس الادعاء جعفر الموسوي الاسبوع الماضي الى ان الانفال قضية كبيرة وهناك العديد من الاشخاص والشخصيات والعناوين المتورطة في القضية او التي ورد ذكر اسمها خلال مجريات المحاكمة الحالية . واضاف ان هيئة الادعاء العام ستقوم بمتابعة هؤلاء والتحقيق معهم موضحا ان هناك اجراءات قانونية تتعلق باستكمال اوراقهم التحقيقية والقاء القبض عليهم لتقديمهم إلى المحاكمة. وقال ان المحاكمة الحالية هي للمتهمين الرئيسين في الانفال وستتبعها قضايا اخرى عندما يتم القبض على بقية المتهمين خاصة ان بعضهم خارج العراق لكنه لم يوضح الاليات التي ستتبع لاعتقالهم .

وكان القاضي العريبي قد تلا في جلسة سابقة التهم ضد المتهمين الستة واحدا بعد الاخر وهي تتعلق بارتكاب جرائم حرب واخرى ضد الانسانية وثالثة بالابادة الجماعية وعقوبة كل واحدة منها الاعدام حيث دفع جميع المتهمين بأنهم ابرياء .

المتهم الرئيس في القضية بعد اعدام صدام حسين
ويعتبر المتهم الرئيس في القضية حاليا علي حسن المجيد بعد تنفيذ حكم الاعدام بحق الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي كان يعتبر المتهم الرئيس فيها حيث تؤكد العديد من الوثائق انه وراء الاوامر التي صدرت بقصف القرى الكردية بالاسلحة الكيماوية . وعرض الادعاء خلال الاسابيع الثلاثة الماضية حوالى 60 وثيقة صادرة عن مديرية الاستخبارات العسكرية وادارة الحكم الذاتي ومديرية الامن صيف عام 1987 تدعو قوات الجيش الى تنفيذ الاعدام باي شخص يدخل مناطق تم حظر الدخول اليها ممن تتراوح اعمارهم بين 15 و70 عاما من دون محاكمة ولكن بعد التحقيق معهم لاستحصال معلومات منهم واستخدام الطائرات لضرب من يدخل هذه المناطق ايضا .

وتم اسقاط التهم عن صدام حسين المتهم الرئيس في القضية بعد إعدامه عقب أربعة أيام من مصادقة هيئة التمييز العراقية على قرار محكمة الدجيل التي أدانته وعددا من مساعديه في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بالمسؤولية عن مقتل 148 مواطنا من أبناء تلك البلدة الواقعة شمال بغداد عقب محاولة جرت لاغتياله هناك عام 1982 خلال الحرب العراقية الإيرانية.
واستمعت المحكمة منذ بدء جلساتها في الحادي والعشرين من اب (اغسطس) الماضي الى حوالى 100 مشتك وشاهد وخبير اجنبي كما عرض عليها حوالى 60 وثيقة رسمية حيث يوجد هناك 1270 شاهدا ومشتكيا لكنها اكتفت بهؤلاء موضحة انه في قضايا جرائم الابادة الجماعية يكون هناك عادة عدد ضخم من الشهود والمشتكين مما يتعذر الاستماع اليهم جميعهم.

المتهمون في قضية الانفال
والمتهمون الستة الاخرون بالاضافة الى صدام حسين الذي اسقطت عنه التهم اثر تنفيذ حكم الاعدام بحقه في الثلاثين من كانون الاول (ديسمبر) الماضي هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس الاستخبارات العسكرية وحسين رشيد التكريتي رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العاني العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشرقية .
ويواجه المجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بلدهم في الحرب بين الدولتين بين عامي 1980 و1988.

ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة quot;كيماويةquot; على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.

وسميت الحملة quot; الأنفالquot; نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم. و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة. استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: quot; إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان quot;.

الزوبعي يؤكد ان الارهاب لن يثنيه عن مواصلة مسيرته
قال نائب رئيس الوزراء العراقي سلام الزوبعي اليوم ان الاعمال الارهابية لن تثنيه عن مواصلة المسيرة ولن يتراجع عن مهمته في خدمة الشعب والوطن مهما تضاعفت التضحيات. وقال بيان لمكتب الزوبعي اثر تحسن صحته بعد محاولة الاغتيال التي استهدفته الجمعة الماضي ان عددا من المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين والدبلوماسيين اطمئنوا إلى سلامته في احد مستشفيات بغداد. وأضاف ان رئيس مجلس النواب محمود المشهداني قد زار اليوم الزوبعي متمنياً له العودة السريعة الى مواصلة عمله من اجل انجاح المشروع السياسي لاخراج البلاد من ازمتها الراهنة. من جانبه قال الزوبعي انquot; هذه الاعمال الارهابية لن تثنينا عن مواصلة المسيرة ولن نتراجع عن مهمتنا في خدمة الشعب والوطن مهما تضاعفت التضحيات.quot;

ويرقد نائب رئيس الوزراء سلام الزوبعي في مستشفى ابن سينا داخل المنطقة الخضراء اثر تعرضه لهجوم انتحاري اثناء صلاة الجمعة قرب منزله بعد ان اصيب بجروح في وجهه وكتفه ورئته ما استدعى اجراء عدة عمليات جراحية وهو يتماثل للشفاء حاليا . وقد ادى الحادث الى مقتل شقيق الزوبعي وابن عمه ومستشاره لشؤون الجنوب وعدد من حراسه وجرح اخرون.

وقد اُخرج سلام الزوبعي من وحدة العناية المركزة امس فيما صرح وزير الصحة علي الشمري للتلفزيون العراقي بان الوضع الصحي للزوبعي يتحسن بعد ان أجريت له جراحة لإزالة شظية من رئتيه.
وقال رئيس الوزراء نوري المالكي ان التحقيقات جارية لمعرفة الكيفية التي تمكن بها الانتحاري من إدخال المتفجرات التي استخدمَها في هذا الحادث. وفي رسالة لها على شبكة الانترنت أعلنت دولةُ العراق الإسلامية التي تتصل بتنظيم القاعدة في العراق مسؤوليتـَها عن الهجوم على نائب رئيس الوزراء وعن إطلاق قذيفة الهاون التي انفجرت خارج المبنى الذي شهد المؤتمر الصحافي بين أمين عام الأمم المتحدة ورئيس الوزراء العراقي.