أسامة مهدي من لندن، القدس: قالت مصادر عراقية إن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قام فور وصوله المفاجئ إلى العراق اليوم بزيارة مدينة الفلوجة في محافظة الانبهار الغربية وسط أكبر موجة عنف تضرب البلاد منذ مطلع العام الماضي .
وأشارت إلى أن الوزير عقد إجتماعات مع القيادات العسكرية في الفلوجة، وبحث معهم الوضع الأمني في العراق والتطورات العسكرية لخطط الأمن المنفذة حاليًا في بغداد ومحافظات أخرى. وتأتي زيارة غيتس للعراق في إطار جولة شرق أوسطية إستمرت عشرة أيام حتى الآن، وهي الثالثة التي يقوم بها لهذا البلد منذ توليه منصب وزير الدفاع خلفًا لدونالد رامسفيلد بداية العام الحالي.
ومن المنتظر أن يجري الوزير غيتس محادثات مع كبار المسؤولين العراقيين يضمهم رئيسا الجمهورية جلال طالباني والحكومة نوري المالكي حيث تتناول من بين أمور أخرى الخطة الأمنية في بغداد.

وتأتي هذه الزيارة غداة يوم دموي من التفجيرات راح ضحيته أكثر من 198 قتيلاً وما يزيد على 200 جريح.
وقالت مصادر أميركية إن الوزير الأميركي يخطط لإبلاغ الزعماء العراقيين أن الإلتزام الأميركي ببناء القدرات العسكرية العراقية ليس دائمًا، بل ستكون له نهاية وفقًا للأسوشيتد برس. وقال غيتس، قبيل توجهه إلى العراق، إن الجدل المتواصل في واشنطن بشأن دعم الوجود الأميركي في العراق يبعث برسالة إلى كل من الحكومة والشعب الأميركي مفادها أن الصبر بشأن الحرب بدأ ينفد.
وكان القادة العسكريون الأميركيون في العراق قد طالبوا وزارة الدفاع quot;البنتاغونquot; الموافقة على تمديد مهام قرابة 15 ألف جندي لأربعة أشهر إضافية ضمن خطة الجيش الأميركي لتعزيز قواته التي بدأت في كانون الثاني (يناير) الماضي. وأشارت المصادر إلى أن البنتاغون ينظر في الطلب الذي قد تتم الموافقة عليه وتوقيعه من قبل وزير الدفاع خلال هذا الأسبوع على أقرب تقدير.
يذكر أن الرئيس الأميركي جورج بوش قد فشل الليلة الماضية في التوصل إلى إتفاق مع قادة الحزب الديمقراطي الذي يسيطر على غالبية مقاعد مجلسي الكونغرس بشأن إعتماد تمويل إضافي للقوات الأميركية في العراق وأفغانستان، وهو التمويل الذي يربط الديمقراطيون الموافقة عليه بإعلان جدول زمني للإنسحاب من العراق.
وعقد بوش إجتماعًا إستمر لمدة ساعة مع كل من رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، السيناتور هاري ريد، إضافة إلى عدد من أعضاء الكونغرس من الجمهوريين والديمقراطيين في إحدى قاعات البيت الأبيض .
غيتس يدعو إلى إعتماد الدبلوماسية مع إيران
ودعا غيتس الخميس في ختام لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل مغادرته إسرائيل، إلى إيجاد حل دبلوماسي للملف النووي الإيراني مؤكدًا تصميمه على تطبيق خطة أمن بغداد بالرغم من الإعتداءات التي تشهدها العاصمة العراقية.
وغادر وزير الدفاع الأميركي إسرائيل الخميس إثر زيارة إستغرقت يومين في إطار جولة إقليمية شملت حتى الآن الأردن ومصر.
وكان غيتس قد إجتمع في القدس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني. والتقى لدى وصوله إلى إسرائيل بعد ظهر الأربعاء نظيره الإسرائيلي عمير بيريتس.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن الملف النووي الإيراني كان في صلب محادثات أولمرت مع غيتس الذي يقوم بجولة في المنطقة.
وقال غيتس للصحافيين في ختام اللقاء quot;إذا اعتبرنا أن البرنامج (النووي الإيراني) لم يصل إلى مرحلة لا يمكن الرجوع عنها فهذا يعطينا المزيد من الوقت للتوصل إلى حل دبلوماسيquot;.
وأضاف: quot;كان لدي إنطباع أن الإسرائيليين إعتادوا الفكرة القائلة بأن تأخذ الدبلوماسية مجراهاquot;.
وأدلت ميري ايسين المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بتصريحات بهذا المعنى.
وقالت ايسين لوكالة فرانس برس إن رئيس الوزراء شدد على موقفه الذي أكد فيه على أن الدبلوماسية أظهرت فعاليتها حتى الآن من خلال تشديد العقوبات الدولية المفروضة على إيران.
ونلقت الإذاعة عن ليفني قولها إن العالم الحر سيختبر من قبل الدول التي تهددها إيران. وإن أي تردد من قبل العالم الحر سيفسر على أنه ضعف. ودعت ليفني إلى إتخاذ quot;موقف حازمquot; حيال إيران.
وكان بيريتس قد قال في ختام لقاء مع نظيره الأميركي مساء الأربعاء إن العام الحالي سيكون عامًا حاسمًا للجهود الدبلوماسية لإفشال البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف: quot;إننا نشيد بتدخل الولايات المتحدة الذي سمح بالتصويت في مجلس الأمن الدولي على تدابير تشدد العقوبات على إيران لكن الوقت لم يحن بعد لإستبعاد خيارات أخرى، ملمحًا إلى إمكان اللجوء إلى القوة ضد إيران.
ولطمأنة المسؤولين الإسرائيليين القلقين من مشروع واشنطن في بيع أسلحة متطورة إلى السعودية ودول أخرى في الخليج، قال غيتس إن الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل في الحفاظ على تفوقها العسكري النوعي في المنطقة.
وحول العراق، قال غيتس مساء الأربعاء إن بلاده مصممة على المضي قدمًا في خطة تأمين بغداد بالرغم من موجة الإعتداءات الدامية التي أوقعت الأربعاء أكثر من 190 قتيلاً.
وقال: quot;كنا نعلم منذ البداية أن المتمردين وإطرافًا أخرى ستزيد من حدة العنف لإقناع الشعب العراقي في أن الخطة مصيرها الفشل، لكننا نووي المواظبة والإثبات أن ذلك لن يحصلquot;.
وأضاف غيتس quot;إنهم (المسلحون) يقتلون مواطنيهمquot;.
وأطلقت خطة أمن بغداد في 14 شباط (فبراير)، وقال مسؤولون أميركيون وعراقيون مؤخرًا إنها بدأت تأتي ثمارها.
والتقى غيتس الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة حيث حذر من عواقب إنهيار العراق.
وقال غيتس: quot;سيكون لعواقب فشل الدولة العراقية وإنتشار الفوضى (في العراق) آثار سلبية على أمن كل دولة في الشرق الأوسط والخليج واستقرارها.
وأضاف المسؤول الأميركي أن الإنهيار التام للعراق ستكون له آثاره في عواصم الشرق الأوسط قبل أن تشعر واشنطن أو نيويورك بآثاره.