ساركوزي يتسلم مهامه رئيسا للجمهورية الفرنسية
برلين: توجه الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي اليوم الأربعاء إلى برلين بعد ساعات قليلة من تسلمه رسميًا مهام منصبه، حيث دعا إلى إعادة إنطلاق سريعة لعملية البناء الأوروبي، مشددًا على وجود quot;ضرورة ملحة للتحركquot; لإخراج أوروبا من quot;حالة الشللquot;. وفي هذه الزيارة الأولى له للخارج التي تنطوي على مغزى كبير، أكثر ساركوزي من لفتات الصداقة بل والحميمية تجاه المستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي قام بتقبيلها مرتين، وأحاط كتفها بيده رافعًا الكلفة بينهما في التخاطب بالمفرد، كما كان يفعل سلفه جاك شيراك لكن دون تقليد تقبيل اليد الذي اعتاد عليه الرئيس السابق.

وقالت ميركل: quot;السيد الرئيس، عزيزي نيكولا، من دواعي سروري الشديد أن يأتي هذا اللقاء في اليوم الأول من رئاستك، الأمر الذي يعبر عن الصداقة الفرنسية الالمانية الرائعة التي نستطيع على أساسها الاستمرار في البناء الذي نريد مواصلته وتكثيفهquot;. وبدا ساركوزي الذي قال إنه جاء كأوروبي وصديق، مبتسمًا ومرتاحًا لدى وصوله الى مقر المستشارية قبل اجتماع وعشاء عمل مع ميركل.

وقد تولى ساركوزي، الذي انتخب في السادس من ايار/مايو الحالي، مهام منصبه الاربعاء ووعد على الأثر بـ quot;القطيعة مع سياسات الماضيquot; مشددًا على quot;ضرورة التغييرquot; في خطابه الاول في الاليزيه. وفي برلين ركز على الموضوع نفسه في تصريحه الى جانب ميركل، وقال إن سياسة فرنسا لن تتسم بالتسويف.

وشدد على أن التسويف والجمود والنزعة المحافظة لا يمكن أن تكون حلولاً، مضيفًا: quot;انني على ثقة بأننا بالعمل سنتمكن انغيلا ميركل وانا من تحقيق نتائجquot;. واشار الى مهمتين رئيستين من وجهة نظره في إخراج الاتحاد الاوروبي من شلله الحالي، وحل ملف العملاق الاوروبي ايرباص الذي كان موضع شد وجذب بين باريس وبرلين.

وأضاف: أنه لا بد من التحرك بسرعة، بشأن هذين الملفين، خصوصًا ان قدرة فرنسا على التحرك تراجعت بعد ان رفض الفرنسيون في استفتاء في ربيع العام 2005 معاهدة الدستور الاوروبي، وبعد الحملة الانتخابية الطويلة. وتابع ساركوزي: quot;رأيت من الضروري ألا نضيع دقيقة واحدةquot;. ويدعو ساركوزي إلى معاهدة مخففة تقتصر على ادخال تحسينات على طريقة عمل الاتحاد الاوروبي بأعضائه الـ27 يتم اعتمادها في المجالس النيابية، وليس عبر استفتاءات شعبية. إلا أن ميركل لا تريد قصر الوثيقة الجديدة على الآلية المؤسساتية وحدها وتريد ان يكون لها quot;حجمquot; أقوى.

واستعدادًا للمجلس الأوروبي في 21 و22 حزيران/يونيو المقبل تريد الرئاسة الالمانية التوصل قبل هذا التاريخ الى اتفاق بين الدول الاوروبية على خارطة طريق وتوجهات للمعاهدة الدستورية المقبلة. لذلك اعتبر الرئيس الفرنسي الجديد انه من الضروري ان يحصل quot;اتفاقquot; بين ألمانيا وفرنسا.

ومع أنه ظهر في السابق وكأنه أقل حماسة من سلفه جاك شيراك في تعزيز دور الثنائي الالماني الفرنسي كمحرك لعملية البناء الاوروبي، فإن ساركوزي أراد بهذه الزيارة الى برلين يوم تسلمه مهامه الظهور بمظهر المدافع القوي عن علاقة تحالف مميزة بين البلدين.

وأضاف ساركوزي: quot;إن ألمانيا وفرنسا بعملهما معًا سيكون لهما بالطبع تأثير أكبر على شؤون أوروبا والعالم مما لو أن كل منهما عمل بمفردهquot;.
وتابع أن الصداقة الفرنسية الالمانية مقدسة بالنسبة إلى فرنسا ولا شيء يمكن أن يؤثر عليها. من جهتها اعتبرت ميركل ان الصداقة بين البلدين quot;معجزةquot; مكررة التعبير الذي استخدمه ساركوزي في باريس الأربعاء، أمام نصب المقاومة ضد النازية.