سعياإلى تعميق الشراكة السياسية مع quot;باريس ساركوزيquot;
الملك عبد الله في مباحثات فرنسية عصبها لبنان
هيبت برادة - إيلاف:
يصل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى باريس بعد ظهر اليوم الأربعاء في زيارة رسمية تمتد ليومين، تلبية لدعوة تلقاها من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وتعد هي الأولى من نوعها منذ تولي ساركوزي رئاسة الجمهورية الفرنسية الخامسة بعد انتصاره عبر صناديق الاقتراع.
وتعتبر هذه المحطة الثانية من جولته الأوروبية والعربية، بعدما اختتم زيارته لاسبانيا يوم أمس والتي شهدت توقيع اتفاقات تعاون في مجالات عدة بين الرياض ومدريد، في حين سيبحث اللقاء السعودي الفرنسي سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وتعزيزها في المجالات كافة إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط .
وحسب ما قالته مصادر مطلعة في حديث سابق مع إيلاف فإن هذه الزيارة كان مقرراً لها أن تتم في نهاية الصيف الحالي، لولا أن الملف اللبناني الذي تتصاعد حدته يوماً إثر آخر تسبب في تقديم هذه الزيارة.
ومن المتوقع أن تستمر باريس والرياض في محورهما الداعم لإنشاء محكمة دولية في عملية اغتيال الحريري وإنجاح طبخة المؤتمر المقبل الخاص بدعم لبنان في quot;باريس-3quot; الذي يحظى بدعم سعودي فرنسي كبير.
وعلى خط الزيارة ذاتها فإن الرياض ستطلب دعما لعملية السلام في الشرق الأوسط المصابة بالرشح والتعثر المستمر منذ عدة عقود، وخصوصاً بعد التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية.
كما أن الملف الإيراني لن يكون غائبا عن طاولة المفاوضات بين الملك عبد الله و ساركوزي إذ تشترك الرياض وباريس في إلزامية تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة، خصوصاً وأن هذا النفوذ سلبي كما يرى مراقبون.
وقال الناطق باسم الإليزيه دافيد مارتينون إن ساركوزي quot;سيبدي عزمه على تعزيز العلاقة الإستراتيجية التي أقيمت بين فرنسا والسعودية في 1996 فضلا عن التنسيق السياسي بشأن المسائل الإقليميةquot;، وأضاف أن quot;السعودية تلعب دورا يشجع الاستقرار والاعتدال في النزاعات التي تطال العالم العربي منذ عدة سنواتquot;.
وتعد العلاقة الثنائية بين البلدين علاقة إستراتيجية ليست حديثة العهد أو وليدة اللحظة يثبتها تطابق وجهات النظر أمام حل الكثير من القضايا الساخنة على الساحة، كما تثبتها الأحداث والتطورات الحاصلة في المنطقة من خلال التشاور المستمر بين قيادتيهما. ولعل التنسيق والتشاور بين البلدين في ملفات لبنان والعراق وفلسطين شاهد عيان على ذلك بحكم تقارب وجهات نظر البلدين تجاهها.
وفي وقت سابق شهدت العلاقات السعودية الفرنسية التي أرسى قواعدها الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز والرئيس الأسبق لفرنسا شارل ديغول، وقتما قام الملك فيصل بزيارة إلى فرنسا عام 1967م تطورا مستمرا حرص خلالها قادتهما على دعمها وتعزيزها لتشمل مجالات أرحب بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.