الملك خوان كارلوس منحه وسام الجلامة الذهبية
الملك عبد الله يبدأ جولته الأوروبية بزيارة إلى أسبانيا

العاهل السعودي غدا في فرنسا

الملك عبد الله يبدأ زياراته إلى فرنسا وإسبانيا وبولندا

إيلاف من الرياض: بخروج العاهل الاسباني خوان كارلوس عن البروتوكول الإسباني وملاقاة ضيفه العاهل السعودي الملك عبد الله في مطار مدريد الدولي، يكون قد أعطى دلالة متعمدة على حميمية الزيارة وترحيبه بصاحبها، بعد ست وعشرين سنة عن زيارته الأولى كوليّ عهد.
كما جاء خطاب العاهل الإسباني معززاً روح الصداقة بين البلدين ومشيراً إلى التاريخ المشترك بين البلدين عبر quot;ثمانية قرون من التعايش الحميم مع العالم العربي عن إسهامات مصيرية في مجالات شتى من العلوم والفلسفة والفنونquot;، على حد تعبيره، معتبراً أن الاتفاقية التي وقعت بين البلدين هي امتداد لمفهوم الصداقة والتاريخ المشترك ومؤكداً على رهان اسبانيا بمستقبل واعد مشترك وشراكة استراتيجية بين الشعبين السعودي والاسباني.

حوار الحضارات
كلمة العاهل السعودي التي استهلها بالترحيب والتأكيد على مبادلة أفراد الشعب السعودي المودة والتقدير للعاهل الاسباني وشعبه، شرحت أهمية مبادرة العاهل الاسباني في إنشاء البيت العربي ومعهده الدولي للدراسات العربية والعالم الإسلامي في تأصيل مفهوم حوار الحضارات وضرورته في هذا الوقت الحافل بالاختلافات الأمر الذي كان أحد متون خطاب العاهل السعودي حيث قال: quot;إن ما قمتم به من مبادرة لإنشاء البيت العربي ومعهده الدولي للدراسات العربية والعالم الإسلامي هو موضع التقدير والامتنان من كل عربي وكل مسلم وأنني أتطلع إلى أن تسهم هذه المؤسسة الرائدة في إقامة حوار بين الحضارات يزيل سوء التفاهم ويعزز التعاون والصداقة.

الشرق الأوسط، مسؤولية ومخاطر
بعد ذلك عرج الملك منبهاً إلى أوضاع المنطقة المتأزمة والمهددة بأي لحظة إلى انفجار عالمي بقوله: quot; إن منطقة الشرق الأوسط تعاني الكثير من المآسي فهناك إرهاب دموي إجرامي وحروب أهلية على وشك الوقوع ونزاع إسرائيلي عربي متفجر، وعملية سلمية جامدة تراوح في مكانها وكل هذه التحديات تفرض على المجتمع الدولي ومؤسساته والدول الكبرى التحرك بسرعة وفعالية لنزع الفتيل قبل أن تذهب الفرصة ويفلت الزمامquot;. كما أشار إلى دور اسبانيا والدول الكبرى في تحمل مسؤولياتها الدولية مشيداً بآهلية مملكة اسبانيا للامساك بزمام الأمور وإتمام عملية السلام إذ قال: quot;اسبانيا الصديقة مؤهلة لأن تلعب دوراً رئيسياً في عملية إقرار السلام، إننا في العالم العربي والإسلامي لن ننسى دعم أسبانيا الدائم للحقوق الفلسطينية المشروعة. كما أن التاريخ سوف يذكر أن أول محاولة جادة جماعية لبدء العملية السلمية التي ارتبطت باسم مدريد عاصمتكم العظيمةquot;

في ختام حديثه شكر العاهل السعودي نظيره الاسباني مخاطباً إياه بقوله: إنني أتطلع إلى أن نستكمل خلال هذه الزيارة تطوير التعاون الذي بدأناه خلال زيارتكم الأخيرة للمملكة العربية السعودية وأنني على ثقة تامة أن مستقبل العلاقات الاسبانية السعودية سوف يكون مستقبلاً مشرقاً مليئاً بالمنجزات إن شاء اللهquot;.

وقد وصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى مدريد في زيارة تلبية للدعوة الرسمية التي تلقاها الملك خوان كارلوس حيث سيبحث مع قادة أسبانيا سبل تطوير العلاقات الثنائية وتعزيزها بين البلدين الصديقين في كافة المجالات إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وخصوصا القضية الفلسطينية . كما سيتم خلال الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين الصديقين . وكان في استقبال الملك لدى وصوله مطار مدريد الدولي الملك خوان كارلوس الذي رحب به وبمرافقيه . وكان في استقباله الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى أسبانيا وسفير أسبانيا لدى المملكة مانويل الابارت ومندوبة الحكومة في اقليم مدريد الذاتي السيدة ماريا سوليداد والأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن نايف وعدد من المسؤولين في مملكة اسبانيا .

وبعد استراحة قصيرة في صالة التشريفات بالمطار توجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والملك خوان كارلوس في موكب رسمي إلى القصر الملكي ايل باردو حيث كان في استقباله أيده الله جلالة الملكة صوفيا وسمو ولي عهد مملكة أسبانيا فيلب دي بربون .

وأجريت لخادم الحرمين الشريفين مراسم استقبال رسمية حيث عزف السلامان الملكيان للبلدين فيما كانت المدفعية تطلق إحدى وعشرين طلقة .
بعد ذلك استعرض الملك المفدى حرس الشرف الذي اصطف لتحيته .ثم صافح أيده الله رئيس مجلس النواب وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين الأسبان .

بعد ذلك توجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجلالة الملك خوان كارلوس إلى داخل قصر الباردو مقر إقامة خادم الحرمين الشريفين حيث منح الملك خوان كارلوس ملك أسبانيا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسام توازون دي أورو / الجلامة الذهبية / وهو أعلى وسام في أسبانيا ولم يسبق منحه من قبل سوى لاثنتي عشرة شخصية يحملونه حاليا.

وقد أعرب خادم الحرمين الشريفين عن شكره وتقديره لجلالة ملك أسبانيا مبديا اعتزازه بهذا الوسام .ثم اطلع الملك على كتاب يتضمن تاريخ الوسام والشخصيات التي منح لها. ويعود تاريخ الوسام إلى 1430م على يد فلبي ايل بوينو دوق يورقون الذي جعل أركان الوسام على غرار سائر أوسمة الفرسان ترتكز على السعي إلى التميز والسمات التي ينبغي للفرسان أن يتصفوا بها .

وقد عمد ملوك أسبانيا إلى منح الوسام صيتا وتميزا عالميا . ويعد الوسام أنبل وأشرف الأوسمة في أوروبا وحظي على مدى أكثر من خمسمائة سنة بعبارات التقدير بسبب أصله فضلا عن الانضباط والنبل الذي اتسم به فرسانه .

تجدر الإشارة إلى أن جلالة الملك خوان كارلوس يحمل قلادة الملك عبدالعزيز وهي أعلى وسام في المملكة يمنح لكبار زعماء وقادة العالم حيث منحها لجلالته جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله في 20 / 11 / 1397هـ خلال زيارة جلالة ملك أسبانيا للمملكة العربية السعودية آنذاك .

و هي الزيارة الأولى التي يقوم بها الملك عبد الله إلى أسبانيا منذ اعتلائه عرش مملكته النفطية أوائل شهر أغسطس من العام 2005، بل هي quot;الرسميةquot; الأولى لملك سعودي منذ أكثر من ربع قرن، الأمر الذي يجعلها ترقى إلى مصاف الأهمية القصوى في الإستراتيجية الخارجية لمدريد، خصوصاً في اتجاه لسياستها في الشرق الأوسط.

و

كانت آخر زيارة رسمية لملك سعودي إلى أسبانيا كانت في عهد الخليفة الرابع لمؤسس المملكة، الملك خالد بن عبد العزيز في عام 1980، ولم يزرها خلفه الملك فهد بشكل رسمي طوال فترة حكمه، بل كان يقضي في أحد مناطقها فترات استجمام متقطعة على مدار السنة وخصوصاً في أيامه الأخيرة.

وتترافق هذه الزيارة إلى اسبانيا مع حدث اهتمت به الصحافة الاسبانية وهو دخول أول امرأة مسلمة محجبة إلى برلمان محلي وقسمها اليمين كنائبة عن دائرتها، وهي السيدة فاطمة حميد حسين، الأم لطفلين، والبالغة من العمر 29 عاماً التي التقطت لها صورة وهي تصافح حاكم الولاية، خلافاً للرئيس الإيراني نجاد الذي رفض أن يصافح عقيلة الرئيس الإندونيسي.

ومنذ صباح الاثنين اكتظت الفنادق الاسبانية بالسعوديين الذين جاؤوا ضمن الوفد الضخم. ولم تعلن مصادر رسمية في البلدين عن طبيعة الملفات التي من المقرر بحثها خلال الزيارة، لكن مصادر مطلعة أشارت إلى أن قضية السلام في الشرق الأوسط والنووي الإيراني والمعركة الدولية ضد الإرهاب ستكون الملفات الأهم، يعقبها سلسلة من المباحثات الاقتصادية.

وعن الزيارة الأسبانية قال العاهل السعودي في حديث صحافي نشر اليوم :quot; تأتي زيارتي لاسبانيا الصديقة تلبية لدعوة من جلالة الملك خوان كارلوس، الذي تربطني به صداقة عميقة وقديمة، وأكن له الكثير من التقدير والاحترام، وتستهدف الزيارة تطوير علاقتنا الثنائية التي ظلت على مدى السنين قوية وراسخةquot;.

وأضاف في حديثه الذي نشرته صحيفة البايس :quot;لقد سعدنا بزيارة جلالة الملك خوان كارلوس لنا في السنة الماضية، وتم خلال الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات الهامة وخلال هذه الزيارة بالاضافة إلى توطيد العلاقات الثنائية فإن المباحثات مع القادة الأسبان ستشمل القضايا الدولية والاقليمية، ونحن نعلق الكثير من الآمال على الموقف الاسباني المشرف من قضية الشرق الأوسط والعملية السلمية التي ارتبط اسمها بمدريدquot;.

وأشار إلى أن أحداث سبتمبر لم تقتصر آثارها على المملكة فحسب، بل امتدت لتشمل جميع دول العالم بمختلف أعراقه وثقافاته، quot;الأمر الذي استوجب منا جميعاً جهداً مضاعفاً في محاولة احتوائها وتجسير الهوة العميقة التي احدثتها. وجهودنا في المملكة تنطلق اولاً وأخيراً من هدي مبادئنا الإسلامية الحنيفة التي تدعو الى المحبة والوئام والتعايش السلمي بين الشعوب، وتحريم قتل النفس الإنسانية البريئةquot;.

السعودية واسبانيا تتفقان على انشاء صندوق بنى تحتية مشترك بمليار دولار

وعلى صعيد متصل اعلن وزير المالية السعودي ابراهيم عن اتفاق اسبانيا والسعودية على انشاء صندوق بنى تحتية مشترك بينهما برأسمال قدره مليار دولار لتمويل عدد من مشاريع البنية التحتية في المملكة العربية السعودية.

وقال الوزير العساف في كلمة أوردتها وكالة الانباء السعودية عقب مباحثات خادم الحرمين الشريفين والملك الاسباني خوان كارلوس في مدريد اليوم ان البلدين اتفقا على فكرة بانشاء صندوق استثماري سعودي -اسباني مشترك ممول بالكامل من قبل القطاع الخاص في البلدين برأس مال قدره خمسة مليارات دولار لدعم الاستثمارات المتبادلة.

وأكد العساف ان العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين تحقق نموا ملحوظا من خلال 21 مشروعا استثماريا مشتركا في الفترة منذ عام 2000 وحتى ابريل من هذا العام اضافة الى رغبة شركات اسبانية كثيرة للمساهمة في مشاريع كبرى في السعودية بينها السكك الحديدية.

وذكر ان الزيارة الحالية لخادم الحرمين الشريفين الى اسبانيا ستشهد توقيع اتفاقية تفادي الازدواج الضريبي تضاف الى اتفاقيات سابقة وقعت العام الماضي في مجال التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات على هامش زيارة ملك أسبانيا للسعودية.

كما استعرض العساف مسيرة الاصلاح الاقتصادي والتنمية في السعودية باطلاق عدد من الأنظمة الحديثة الهادفة لتطوير البيئة الاستثمارية فضلا عن اطلاق عدد من المشاريع الوطنية في مجالات التعليم والصحة والبنية الأساسية ومنظومة العلوم والتقنية وهيكلة القضاء وتطويره والتوسع في التدريب ونشر ثقافة العمل.

وأكد حرص السعودية في سياستها المالية والنقدية على استقرار الأسعار وتكاليف أداء الأعمال والاستفادة من فوائض الميزانية خلال السنوات الثلاث الماضية في تحقيق التنوع الاقتصادي والتنمية المتوازنة اضافة الى تخفيض الدين العام من أكثر 100 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي الى 28 في المئة.

نص الحوار الاسباني مع الملك عبد الله

اصبحت المملكة العربية السعودية منذ احداث 11سبتمبر في بؤرة الضوء في العالم. من وجهة نظر جلالتكم، ما هو الدور الذي يمكن ان تلعبه المملكة لتقريب وجهات النظر بين العالمين الإسلامي والغربي؟

- احداث سبتمبر لم تقتصر آثارها على المملكة فحسب، بل امتدت لتشمل جميع دول العالم بمختلف اعراقه وثقافاته، الامر الذي استوجب منا جميعاً جهداً مضاعفاً في محاولة احتوائها وتجسير الهوة العميقة التي احدثتها. وجهودنا في المملكة تنطلق اولاً وأخيراً من هدي مبادئنا الإسلامية الحنيفة التي تدعو الى المحبة والوئام والتعايش السلمي بين الشعوب، وتحريم قتل النفس الإنسانية البريئة. هذه هي الرسالة التي عبرنا عنها بكل وضوح سواء في محيطنا العربي او الإسلامي، وايضاً في لقاءاتنا المتواصلة مع حكومات وشعوب العالم. ونحن نتطلع الى قيام الغرب بجهد مماثل في ترسيخ مبادئ الاحترام بين الثقافات والديانات والمعتقدات حتى نصل الى الاهداف المتوخاة في تحقيق التعايش السلمي بين الشعوب. ولابد في هذا المجال من الإشادة بالمبادرة التي طرحتها دولة رئيس وزراء أسبانيا والداعية الى حوار بين الحضارات يقود الى التحالف بينها والى إجراء مصالحة بين الغرب والعالم الإسلامي وهذه كلها أفكار بناءة نؤيدها كل التأييد.

@ أشار العديد الى المملكة كأحد منابع الإرهاب الدولي الحديث، ومع ذلك فقد عانت بلادكم من الإرهاب. فماذا قامت به المملكة في هذا المجال؟ وما هي مخاوف جلالتكم؟

- أعتقد أن الأحداث أثبتت أن هذا الطرح بعيد عن الصحة، فالخلايا الإرهابية منتشرة في العديد من دول العالم وقاراته بدون استثناء والمملكة كان لها نصيب منها للأسف الشديد كما عانت أسبانيا بدورها، وقد تعاملنا معها بكل حزم وشدة واستطعنا بتوفيق من الله عز وجل ثم بوقوف الشعب السعودي صفاً واحداً التصدي لهذه الظاهرة الشاذة على مبادئنا الدينية والاجتماعية ومحاربة الفكر الضال المؤدي إليها، وجهودنا لا تزال مستمرة في هذا المجال بعون من الله وتوفيقه. وإذا ما أردنا التعرف على منابع الإرهاب الدولي فعلينا التوجه إلى بؤر النزاعات الدولية التي تشكل أرضاً خصبة يستغلها الإرهابيون للترويج لمخططاتهم الإجرامية، ومنطقتنا زاخرة بهذه المشكلات. وبالتأكيد فإن حل هذه النزاعات لن يساهم فقط في تحقيق أمن واستقرار المنطقة وشعوبها، بل وسيدعم جهودنا المتواصلة في مكافحة هذه الظاهرة ويجرد الإرهابيين من حجة استغلالها لتحقيق مآربهم الخبيثة.

@ كانت المملكة دائماً لاعباً مهماً في الشرق الأوسط، ولكن رأينا مؤخراً سياسات خارجية حازمة. هل لجلالتكم ان تلخصوا ماهي مخاوفكم الرئيسية تجاه المنطقة؟

- منطقة الشرق الأوسط تعاني من أطول نزاع يشهده تاريخنا المعاصر وهو النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، وتداعياته التي امتدت لاحتلال إسرائيل لعدد من الأراضي العربية. وفي الوقت الذي نبذل فيه جهوداً حثيثة لحل هذا النزاع بدأنا نشهد اتساع رقعة الاضطرابات في المنطقة لتشمل العديد من دولها في العراق ولبنان. الأمر الذي جعل المنطقة مثقلة بالهموم التي تشكل قلقاً بالغاً لنا. ومخاوفي هي مخاوف جميع العقلاء من ان ينفجر الوضع والذي لن يقتصر تأثيره على المنطقة فحسب بل والعالم أجمع.

@ في القمة العربية الأخيرة كان جلالتكم صريحا وصادقا بخصوص انتقاد أداء الزعماء العرب. فماذا تقترحون جلالتكم ان تفعلوا أنتم الزعماء العرب لتحسين ادائكم وعلاقتكم بالشعوب؟ وهل تلقيتم أي رد من زعماء الدول الآخرين؟

- في القمة العربية الأخيرة كنا اكثر صراحة وشفافية تجاه التعامل مع التحديات التي تواجهها أمتنا العربية وتؤثر على أمنها واستقرارها وتنميتها، واعتقد اننا اشقائي القادة العرب وأنا توصلنا إلى العديد من القرارات الهامة التي تهدف الى تطوير مؤسسات العمل العربي المشترك وتفعيلها على النحو الذي يحقق تطلعات شعوبنا ويساهم في تطوير علاقاتنا البينية، وعلاقاتنا كمجموعة عربية مع العالم.

@ هنالك قلق عالمي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبرنامجها النووي. ولكونكم جاراً قريباً كيف تتفهم المملكة العربية السعودية هذا الأمر المقلق؟ وماذا كانت نتيجة لقاء جلالتكم مع الرئيس أحمدي نجاد؟

- البرنامج النووي في المنطقة يشكل عبئاً إضافياً عليها، وموقفنا يتمثل أولاً في اهمية عدم انتشار الاسلحة النووية بها، والعمل على معالجة هذا الملف بالطرق السلمية بعيداً عن لغة التشنج والتوتر، بما يكفل حق دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع تطبيق هذه المعايير على كافة دول المنطقة بدون استثناء. ولقاءي مع الرئيس الايراني احمدي نجاد يأتي في إطار لقاءاتي المتواصلة مع قادة دول المنطقة التي تهدف الى التنسيق والتشاور المستمر في ايجاد الحلول السلمية لمشكلاتها، وإيران دولة جارة في المنطقة واللقاء بيننا كان هاماً للبحث وتبادل وجهات النظر تجاه العديد من قضايا المنطقة من بينها الملف النووي والعراق ولبنان وفلسطين وتنامي الصراعات المذهبية ونتطلع إلى أن نلمس نتائج المباحثات على ارض الواقع.

@ إلى أي مدى يؤثر القلق السياسي الذي يحيط بالمنطقة على أسعار النفط؟

- كما هو معروف فإن سعر النفط الدولي يخضع للعديد من العوامل السيكولوجية الخارجة عن إطار معايير العروض والطلب، ومن بينها التوترات الدولية والكوارث الطبيعية. وهذا لايعني بالضرورة نقص المعروض من النفط في السوق، والمملكة العربية السعودية باعتبارها من كبار المنتجين والمصدرين حريصة على أن تكون مصدر آمناً ومستقراً لإمداد السوق الدولي بالنفط، وتحقيق التوازن المطلوب الذي يحافظ على استقرار السوق والاقتصاد الدولي، ولا يضر بالتنمية. إننا نعتبر رخاء العالم جزءاً من رخائنا، وسياستنا البترولية تعكس هذه الحقيقة.

@ بلادكم فتية وشعبها شباب، فكيف تواجهون الشد القائم بين الرغبة في التغيير من قبل الشباب والتقاليد المحافظة التي تميز المملكة؟

- التجاذب بين الأجيال هو تجاذب طبيعي، بل وضروري لتقدم المجتمعات الإنسانية على أسس قوية تهدف إلى تطوير المجتمع والانفتاح على العالم مع المحافظة على هويته الثقافية وتراثه التاريخي، وتجربتنا التنموية والاجتماعية الثرية في المملكة تعتبر خير شاهد على ذلك. ومهما بلغ الاختلاف في الرؤى والأفكار في الحوار بين الأجيال تظل السمة المميزة له ارتكاز الجميع على الأسس والمبادئ الإسلامية الحنيفة التي تشكل ثقافة المجتمع السعودي والتي يجمع عليها السعوديون.

@ الصورة في خارج المملكة العربية السعودية - على سبيل المثال - أنها بلاد لا يمكن للمرأة فيها قيادة السيارة، ولكني على علم أن النساء السعوديات بدأن يصبحن مع الأيام أكثر نشاطاً، وأن جلالتكم تدعمون مشاركتهن في المجتمع. ما هو هدفكم بخصوص تنمية المرأة السعودية؟

- لقد أثبتت المرأة السعودية - على مر السنين - قدرة علمية ومهنية واجتماعية وكفاءة عالية تضاهي مثيلاتها في العالم، كما أننا لا نستطيع أن نتحدث عن التطور الشامل الذي تشهده بلادنا بمعزل عن الدور الهام للمرأة السعودية في هذه التنمية، لذلك نحن حريصون على تعزيز هذا الدور بالعمل على تهيئة الظروف والبيئة الملائمة التي تحفز المرأة السعودية وتكفل لها العمل في إطار عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية وشريعتنا الإسلامية.

@ منذ كنتم ولياً للعهد وأنتم تعملون على تعزيز الحوار الوطني، وقد طالب بعض المشاركين بأن يكون لهم دور في شؤون المملكة. فما هي وضعية الجدل القائم الآن؟

- الدولة حريصة على تعزيز المشاركة الوطنية، على أن تكون في إطار مؤسسي ومنظم والحوار الوطني يعتبر أحد هذه المؤسسات الهامة التي تشكل منبراً رئيساً للرأي حيال كافة الموضوعات الهامة للمجتمع، وتجمع بين أبناء المجتمع السعودي بكافة أطيافه الثقافية والاجتماعية والعلمية ورؤاه السياسية. أما بالنسبة للمؤسسات السياسية الأخرى فتتمثل في مجلس الوزراء ومجلس الشورى ومجالس المناطق، وذلك فضلاً عن مؤسسات المجتمع المدني وجمعياته المتخصصة في شؤون الاقتصاد والإعلام والطب وغيرها، أما بالنسبة لقطاع الأعمال فتمثله الغرف التجارية والصناعية. وصناعة القرار في المملكة حريصة على الاستفادة من جميع هذه المؤسسات القائمة بما يعكس التوجهات والآراء السائدة في المجتمع.

@ هذه الزيارة الرسمية الأولى لجلالتكم إلى اسبانيا، ما هو الهدف الرئيسي للزيارة وكيف تقيمون العلاقة الثنائية بين البلدين؟

- تجيء زيارتي لاسبانيا الصديقة تلبية لدعوة من جلالة الملك خوان كارلوس، الذي تربطني به صداقة عميقة وقديمة، وأكن له الكثير من التقدير والاحترام، وتستهدف الزيارة تطوير علاقتنا الثنائية التي ظلت على مدى السنين قوية وراسخة،لقد سعدنا بزيارة جلالة الملك خوان كارلوس لنا في السنة الماضية، وتم خلال الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات الهامة وخلال هذه الزيارة بالاضافة إلى توطيد العلاقات الثنائية فإن المباحثات مع القادة الأسبان ستشمل القضايا الدولية والاقليمية، ونحن نعلق الكثير من الآمال على الموقف الاسباني المشرف من قضية الشرق الأوسط والعملية السلمية التي ارتبط اسمها بمدريد.