الجزائر: في اطارجولته الافريقية، والاولى منذ تقلده سدة الرئاسة وصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى الجزائر المحطة الاولى من جولته التي تشمل تونس ايضا، حيث اجتمع الى نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، واقام مباحثات تناولت العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها والتعاون والشراكة والهجرة السرية اضافة الى القضايا ذات الاهتمام الاقليمي والدولي المشترك كالأمن ومكافحة الارهاب.

وقد تم التوقيع بعد اللقاء على اتفاق حول الاعفاء المتبادل من التأشيرات الخاصة بالاقامة قصيرة المدى بالنسبة لحاملي جواز سفر ديبلوماسي و كذلك على رسالة مهام لانشاء جامعة جزائرية فرنسية مختلطة.وذكرت وسائل اعلام الجزائرية ان وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي وقع الاتفاقية عن الجانب الجزائري ووقعها عن الجانب الفرنسي وزير الخارجية برنار كوشنر بحضور الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقالت انه أوكلت مهمة انشاء الجامعة الجزائرية الفرنسية المختلطة بالمجلس الأعلى الفرنسي الجزائري.

وكان ساركوزي قد وصل في وقت سابق

ساركوزي بالجزائر: ظروف مناسبة لانطلاقة جديدة
اليوم الى العاصمة الجزائرية في زيارة تستغرق ست ساعات حيث كان في استقباله على أرض مطار الجزائر الدولي الرئيس بوتفليقة.

وكان ساركوزي اكد في حديث صحافي نشر اليوم ضرورة العمل من اجل تأسيس quot;اتحاد متوسطيquot; يجمع بين بلدان المنطقة لجعل المتوسط فضاء تعاون وتضامن.

واضاف ساركوزي في حديث نشرته صحيفة (الصباح) التونسية بمناسبة الزيارة الرسمية التي يبدأها اليوم الى تونس في اطار جولة تشمل الجزائر ايضا ان هذا المشروع لقي الترحيب لدى الشركاء المتوسطيين داخل الاتحاد الاوروبي كما لدى بلدان جنوب المتوسط.

واعرب الرئيس الفرنسي عن ارتياحه الشديد للاهتمام الخاص الذي ابداه بدوره الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بهذا المشروع مشيرا الى ان تونس بحكم الموقع المركزي الذي تحتله في المنطقة عند ملتقى حوضي البحر المتوسط ولكونها ايضا شاركت دائما بنشاط كبير في الهيئات المتوسطية مؤهلة لان تلعب دورا حاسما في بناء هذا الاتحاد المتوسطي.

واوضح ساركوزي ان هذا الاتحاد يهدف الى جعل المتوسط فضاء تعاون وتضامن مبرزا ان فرنسا وتونس تتقاسمان الطموح نفسه لبحر يوحد بدل ان يقسم ويشجع التقاسم بدل ان يعمق الهوة بين الاغنياء والفقراء.

ولاحظ ان المؤسسات الحالية لم تكن بمستوى هذا الطموح ولو انها اتاحت تحقيق بعض التقدم مؤكدا ضرورة بناء الاتحاد المتوسطي المنشود على اوجه تضامن ملموسة كما حصل في اوروبا وتطوير مشاريع ملموسة في المجالات التي يمكن التوصل الى اتفاق سريع فيها كالتنمية المستدامة او التكامل على مستوى الطاقة على سبيل المثال.

وحول تخوف بعض المهاجرين من اصل مغاربي وعربي من احتمال تشديد سياسة الهجرة في فرنسا اشار الرئيس ساركوزي الى حسن اندماج الجالية التونسية التي يقدر عددها بحوالي 600 الف شخص في المجتمع الفرنسي.

واكد ساركوزي ان فرنسا وتونس طورتا بالنسبة الى ازمات الشرق الاوسط رؤى متقاربة جدا قائمة على عدد من المبادىء القوية المتمثلة في امن اسرائيل وحق الفلسطينيين في وطن والمصالحة الوطنية في العراق والحوار بين جميع الاطراف في لبنان.

وحول الحرب ضد الارهاب في الغرب وما افرزته من موجة من عدم الفهم واللاتسامح ازاء المسلمين اوضح الرئيس الفرنسي ساركوزي ان مكافحة الارهاب تمر بالتأكيد عبر نشاط الاجهزة الامنية في بلدان المنطقة والعلاقات التي تربطها هي على هذا الصعيد اساسية لان الخطر مشترك ويلقى بظلاله على كل المجتمعات