واشنطن : يصدر الرئيس الأميركي جورج بوش تقريرًا سيكشف على الأرجح عن إحراز الحكومة العراقية تقدم محدود، على الرغم منمحاولته المضنية لمنع تآكل التأييد للحرب داخل حزبه الجمهوري. وطلب الكونغرس الأميركي من بوش تقديم تقرير مرحلي عن الحرب التي لا تلقى تأييدًا شعبيًا في الولايات المتحدة. ويمكن أن يعطي هذا التقرير ذخيرة لجهود الديمقراطيين لإجبار بوش على خفض حجم القوات الأميركية في العراق بعد مرور أربع سنوات على الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 وسقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

ومع تواصل العنف في العراق، لن يكون أمام الإدارة الاميركية الا ان تعترف بأن القادة العراقيين لم يحققوا بعض الاهداف الامنية والسياسية الرئيسة التي حددتها لهم الادارة الاميركية والكونغرس لتعزيز المصالحة الوطنية.

لكن من المرجح أن تتبنى الادارة الاميركية في تقريرها نهجًا يبرز أن quot;الكأس ليست فارغةquot; بأكملها وتركز على بوادر أمل منذ ان أمر بوش بزيادة القوات الاميركية في العراق قبل ستة أشهر ومن بينها انخفاض عمليات القتل الطائفية في العاصمة بغداد وضبط كميات كبيرة من الاسلحة.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز وواشنطن بوست عن مسؤولي الادارة الاميركية قولهم إن التقرير الذي قد يصدر اليوم الخميس سيتحدث عن التقدم الذي تحقق في الخطة الأمنية العراقية، والذي غطى تقريبًا نصف المعايير المطلوبة التي حددها الكونجرس وعددها 18 غالبيتها ذات صلة بقضايا عسكرية.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن التقرير رصد أيضًا تقدمًا غير كاف في ما يتعلق بثمانية معايير أخرى ونتائج متباينة في اثنين. ويواجه بوش تمردًا متزايدًا من جانب أعضاء داخل حزبه الجمهوري يتشككون في سياسته في العراق، ويحاول كسب الوقت ويدعو أعضاء الكونغرس الى وقف هجومهم على سياسته، حتى يتمكن كبار القادة العسكريين والدبلوماسيين الاميركيين من تقديم التقرير الشامل عما تحقق من تقدم في العراق بحلول شهر ايلول (سبتمبر).

وحاول البيت الابيض ألا يثير آمالاً عريضة. وأصر توني سنو المتحدث الصحافي باسم بوش على أن التقرير المرحلي الذي سيصدر هذا الاسبوع وربما يوم الخميس لن يستطيع تقييم نجاح أو فشل قرار زيادة حجم القوات الاميركية في العراق، لأن الدفعة الاخيرة من 28 ألف جندي إضافي ارسلوا الى العراق، ووصلت الى هناك قبل اسبوعين فقط.

لكن التقييم المبكر الذي أعده الجنرال ديفيد بتريوس القائد الاميركي في العراق والسفير الاميركي هناك رايان كروكر يعتبر محوريًا نظرًا لتزايد الضغوط على بوش لتغيير سياسته في العراق. وانخفضت نسبة التأييد للرئيس الأميركي إلى مستويات متدنية.

وبعد أن تنامى قلق الجمهوريين من أن تكلفهم حرب العراق انتخابات الرئاسة الاميركية عام 2008 ويخسروا البيت الأبيض انشق عدد من حلفاء بوش الجمهوريين البارزين وخرجوا عن الصف ومن بينهم السناتور الجمهوري ريتشارد لوجار.

وفي محاولة لتهدئة التمرد داخل حزبه التقى بوش مع زعماء جمهوريين في البيت الابيض وعرض على بعضهم ملخصًا مبكرًا عن التقرير. وقال مساعد جمهوري عن التقرير quot;إنه يتضمن بعض الأنباء الطيبة لكن هناك أيضًا بعض الأنباء غير الطيبةquot;. وصرح مسؤول اميركي بأن حجم التقدم في مجموعة quot;المعاييرquot; الموضوعة لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي quot;بعضه مرض وبعضه الآخر غير مرضquot;.

ومن المتوقع ان يقر التقرير بفشل العراق حتى الآن في تحقيق أهداف ضرورية للمصالحة الوطنية منها الاتفاق على اقتسام عائدات النفط ووضع جدول زمني للانتخابات المحلية وقوانين اجتثاث حزب البعث.

وهناك شكوك أيضًا في قدرة قوات الأمن العراقية على تسلم دور أكبر من القوات الاميركية وهو أمر ضروري لأي خطة انسحاب للقوات الأميركية من العراق. ولمح شون مكورمك المتحدث باسم الخارجية الاميركية إلى أن التقرير سيصدر يوم الخميس، لكن البيت الابيض اكتفى بالقول إنه سيصدر يوم الخميس او الجمعة.