طرابلس: يحتفل الزعيم الليبي معمر القذافي، أقدم قائد عربي في السلطة، بالذكرى الثامنة والثلاثين للثورة التي أوصلته إلى الحكم السبت فيما يبرز نجم ابنه سيف الإسلام الذي يعتبره بعضهم خليفته المحتمل.ولد معمر القذافي عام 1942 تحت خيمة في صحراء سرت في كنف عائلة بدو فقيرة من قبيلة القذاذفة ونشأ على تربية دينية صارمة بقي وفيًا لها.

إلتحق بالجيش عام 1965 وأقدم القذافي، وهو في السابعة والعشرين من عمره، مع 11 ضابطًا آخر في الأول من أيلول/سبتمبر 1969 على الاطاحة بنظام الملك ادريس السنوسي المسن الذي كان في فترة نقاهة في تركيا دون اراقة قطرة دم واحدة.

وفرض القذافي نفسه quot;قائدًا للثورةquot; معلنًا quot;انتصار الثورةquot; باسم quot;الحرية والاشتراكية والوحدةquot;. وحصل على دعم الرئيس المصري جمال عبد الناصر.وأدى إعلان عداوته quot;للامبريالية الأميركيةquot; الى تقاربه مع الاتحاد السوفياتي إلى حد أنه حاول الانضمام الى حلف وارسو. وكانت قضيته الاساسية هي فلسطين التي اتخذ بشانها مواقف متشددة لا مجال فيها لأي تسوية مع اسرائيل. واشتهر بتصريحاته المثيرة خلال القمم العربية التي كان يشارك فيها.

وسريعًا ما اثار القذافي الاستغراب من حوله لا سيما لدى الغربيين بسبب غرابة اسلوب حياته وازيائه التقليدية وطريقته في ممارسة السلطة.ويتخذ القذافي قراراته في غالبية الاحيان من خيمته المتنقلة في الصحراء بحماية وحدات امنية من النساء بالزي العسكري. ويكتفي القذافي بالقليل من القوت لا سيما من حليب النوق.

ويضطر القادة الاجانب والصحافيون الى الانتظار ساعات طوال وربما عدة ايام قبل مقابلته لكنه يعرف كيف يستبقيهم طويلاً وهم يرتشفون الشاي ويتطرقون لجميع قضايا العالم.وفي آذار/مارس 1977 اعلنت ولادة quot;الجماهيرية العربية الشعبية الاشتراكية العظمىquot; التي يتولى فيها الشعب quot;السلطة مباشرةquot; واقيم quot;مؤتمر الشعب العامquot; وهو بمثابة برلمان وquot;اللجنة الشعبية العامةquot; المكلفة تنفيذ تعليمات المؤتمر العام والتي تعتبر بمثابة حكومة.

وكثيرًا ما اختلف قبل ان يتصالح مع تونس التي اقترح عليها الوحدة، ومصر والسودان ومع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات.وكانت سنة 1986 وبالا على ليبيا. ففي الرابع من نيسان/ابريل شن الجيش الاميركي الذي اتهمه بانه quot;ارهابي كبيرquot; وحمله مسؤولية اعتداء مناهض للولايات المتحدة في برلين الغربية، غارات على ليبيا قصف خلالها منزله في طرابلس.

وكانت الخسائر جسيمة. فقتلت ابنته الصغيرة بالتبني. ورفض جاك شيراك الذي كان حينها رئيس الوزراء ان تحلق الطائرات الاميركية في المجال الجوي الفرنسي.وتحول القذافي الى quot;اكبر عدوquot; للغرب بعد اعتداءين، الاول على طائرة اميركية لشركة بانام فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية والذي اسفر عن سقوط 270 قتيلا في 21 كانون الاول/ديسمبر 1988 والثاني على طائرة يو.تي.اي الفرنسية فوق صحراء تينيري في النيجر في التاسع عشر من تموز/يوليو 1989 (170 قتيلا).

واقرت ليبيا بعد 15 سنة بمسؤولية معنوية عن الحادث ودفعت تعويضات لعائلات الضحايا بهدف رفع الحظر الاقتصادي والجوي المفروض عليها. وتساهم مؤسسة القذافي للتنمية التي يرأسها ابنه سيف الاسلام، في تسوية النزاعات مثل قضية الطبيب الفلسطيني والممرضات البلغاريات الذين اطلق سراحهم في تموز/يوليو الماضي. وخلال التسعينيات، تحول القذافي الى مناضل في سبيل الوحدة الافريقية وساعد دولاً مثل تشاد ومالي اقتصاديًا.

ويحاول القذافي اعلاء صوت الاسلام والحوار مع المسيحيين وفي اب/اغسطس 2000، ساهم في الافراج عن سياح احتجزتهم مجموعة ابو سياف الارهابية في الفيليبين وفي كانون الاول/ديسمبر 2003 اعلن تفكيك كافة برنامج اسلحته السرية.واقر الزعيم الييبي واضع quot;الكتاب الاخضرquot; بان quot;الاشتراكية اخفقتquot; واصبح من حينها ينفتح على الغرب سياسيًا واقتصاديًا واستقبل جاك شيراك وتوني بلير ووقع عقودًا نفطية مع الاميركيين ويعد بالمساهمة في تسوية نزاع دارفور وقيام quot;شرق اوسط خال من اسلحة الدمار الشاملquot;.

وللقذافي ابن هو محمد من زوجته الاولى وخمس ابناء من زوجته الثانية هم سيف الاسلام وسعدي والمعتصم وهنيبعل وخميس اضافة الى ابنة واحدة هي عائشة.ويقود سيف الاسلام (35 عامًا) عملية الاصلاح في البلاد مع التأكيد على ثوابت والده.