بغداد عن شهادتي كروكر باتريوس : سنحقق الوفاق والمصالحة
لن نستسلم او نرضخ رغم النكسات والعقبات

ايران تهدد بمهاجمة العراق

العراق: قتل واعتقال 17 مسلحا بمدينة الصدر

أسامة مهدي من لندن: اكدت الحكومة العراقية ترحيبها بشهادتي السفير الاميركي في العراق رايان كروكر وقائد القوات الاميركية فيه ديفيد باتريوس عن الاوضاع في البلاد وقالت انها تتفق مع تقويماتهما وشددت على تصميمها في المضي بتحقيق الوفاق والمصالحة الوطنية رغم ما قالت انها نكسات وعقبات تتعرض لها واشارت الى ان عدد قواتها بلغ نصف مليون فرد سيتمكنون في منتصف العام المقبل من تسلم المسؤوليات الامنية في عموم العراق واقرت بان الثقة بين بعض المكونات العراقية ما زالت مفقودة وهو امر يستثمره الارهابيون الاجانب الذين يحاولون منع بناء الديمقراطية .

وقالت الحكومة في بيان تلاه مستشار الامن القومي موفق الربيعي خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد اليوم انها ترحب بتقرير كروكر وباتريوس الذي قالت انهما عبرا عن الشفافية في التعامل والتقويم مع الاوضاع في العراق من اجل تحقيق الديمقراطية وحمايتها وهو ما تسعى إلبه الحكومة ايضا . واشارت الى ان العمل جار بكل جد ومسؤولية من اجل بناء مؤسسات ديمقراطية ورفض الدكتاتورية ومحاولات أنصارها في اعاقة التقدم والاعمار وبناء مستقبل زاهر امن .

وعبرت الحكومة العراقية عن التقدير العالي quot;للتضحيات الكبيرةquot; التي قدمها التحالف والتي مهدت الطريق للنصر في العراق وقالت انه لولاها لزادت الصراعات وكثرت الخسائر .. واضافت quot;شكرنا لكل حلفائنا وخاصة الولايات المتحدة quot; للعمل والمساعدة من اجل تحقيق الديمقراطية في العراق .

واكدت الحكومة انها حققت تقدما تاريخيا نحو الديمقراطية لكنها تواجه معوقات وتحديات كبيرة تحاول افشالها في مواجهة الارهاب والتطرف ورفض الرجوع الى العبودية والدكتاتورية . وشددت على انها عاقدة العزم على عدم الاستسلام في هذه الظروف العصيبة من اجل تحقيق الديمقراطية ومن دون الرضوخ لاي ضغوط او مغريات للسلطة .
واكدت الحكومة انها لن تخضع او ترضخ او تستسلم في تصميمها على بناء عراق قوي مكتف ذاتيا رغم النكسات والعقبات في طريقها لان تصميمها عال لتحقيق النصر .

وحول الوضع السياسي اشارت الحكومة الى انها لابد لها من الاعتراف بان الديمقراطية في العراق مازالت يافعة لذلك فهي تجهد من اجل تحقيق التوافق الوطني الذي يتجاوز الماضي .
واشارت الى ان الثقة بين بعض المكونات العراقية ما زالت مفقودة وهو امر يستثمره الارهابيون الاجانب الذين يحاولون منع بناء الديمقراطية . واوضحت ان رئاستي الجمهورية والحكومة قد اقدمتا على اعادة صياغة البرنامج الحكومي من اجل بناء الدولة على اسس جديدة . وقالت انها ملتزمة باكمال برنامجها الوطني والارتقاء بعملها من اجل تحقيق الاكتفاء الذاتي والازدهار .

وعن الوضع الامني قالت الحكومة انها عازمة على اكمال جاهزية القوات العراقية المسلحة عددا وعدة وتدريبا . واضافت ان القوات الامنية تفرض الان سيطرة كاملة على 7 محافظات واوضحت ان المسؤولية الامنية في بقية المحافظات ستنتقل الى العراقيين ايضا خلال الاشهر القليلة المقبلة . واشارت الى ان هناك الان نصف مليون جندي وشرطي عراقي تابعين لوزارتي الدفاع والداخلية يتدربون على عمليات التصدي للارهابيين حيث ان 80% منهم قد وصلوا الى الامكانات التي تؤهلهم للقيام بالعمليات المسلحة من دون مساعدة قوات الحلفاء . وقالت انه في منتصف العام المقبل فان كامل القوات العراقية ستكون جاهزة تماما لحفظ الامن لوحدها في انحاء البلاد . واشارت الى انها تستمر مع الحلفاء في تقدير مدى الحاجة لقواتهم في ادارة العمليات المسلحة لبعض الوقت .

واكدت الحكومة انها حققت تقدما كبيرا على طريق الوفاق والمصالحة الوطنية حيث اصبح المواطنون العراقيون يتصدون بانفسهم الى الارهاب ويعملون مع القوات المسلحة لمكافحة الارهاب التكفيري للقاعدة . واشارت الى انها ستستمر في دعم العشائر من اجل خلق هوية مواطنة تحرم الارهابيين من ايجاد ملاذات امنة لهم بين المواطنين . واوضحت انها اعادت الى الجيش والى مؤسسات الدولة الاخرى الالاف ممن عملوا في اجهزة النظام السابق ممن لم يرتكبوا جرائم الى وظائفهم .

وشددت الحكومة العراقية على القول انها جادة وعازمة على تحقيق المصالحة الوطنية واعادة النظر بقانون اجتثاث البعث واصدار القوانين والتشريعات المهمة المطلوبة . واوضحت انها تتفهم رغبة حلفائها في اشارة الى الاميركيين في تحقيق منجزات اسرع واكدت انها ملتزمة باكمال برنامجها الوطني وفي مقدمته العمل لتحقيق التوافق الوطني .

وفي المجال الاقتصادي اشارت الحكومة في بيانها الى ان هذا الاقتصاد قد نهض من كبوته وبدأت التجارة تنتعش وبدأ الاعمار يتوسع كما نشطت السياحة . واقرت بوجود حاجة للمزيد من الجهود لتوفير الخدمات العامة وفي مقدمتها الطاقة الكهربائية .

وفي ختام بيانها اكدت الحكومة العراقية عزمها على تنفيذ التزاماتها وتعهداتها في مختلف المجالات مشددة على رفضها القاطع لاي دعوات تحاول العودة لممارسات النظام السابق او تغييب الدستور او تغيير القوانين .. واشارت الى انها متفقة مع شهادة المسؤولين الاميركيين كروكر وباتريوس وتقويمهما للاوضاع في العراق .

وكان مجلس النواب الأميركي شهد امس جلسة استماع لإفادة باتريوس وكروكر أمام لجنتي القوات المسلحة والشؤون الخارجية التابعتين للمجلس.

وأكد الجنرال باتريوس في إفادته أن الإستراتيجية الأميركية في العراق تحقق أهدافها العسكرية بشكل واسع موضحا أن أهداف إستراتيجية زيادة عديد القوات الأميركية تتحقق بشكل واسع. وقال إن إيران تشن quot;حربا بالوكالةquot; عبر ميليشيات شيعية ضد الدولة العراقية، والقوات الأميركية في العراق.

وأوصى باتريوس بسحب لواء مؤلف من أربعة آلاف جندي أميركي من العراق في شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل على أن يتبع ذلك سحب تدريجي للقوات الأميركية بحيث تصل إلى المستوى الذي كانت عليه قبل تطبيق الإستراتيجية الجديدة بحلول quot;الصيف القادم.quot;

من جانبه أعلن كروكر أنه من الممكن تحقيق الأهداف الأميركية في العراق وإحلال السلام فيه وقال ان quot;قيام عراق آمن ومستقر وديمقراطي يعيش بسلام مع جيرانه هو بنظري هدف يمكن تحقيقه. ولكني لا أستطيع أن أضمن النجاح في العراقquot;.

واضاف أن مسار التطورات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية في العراق يشهد تقدما وحذر كروكر من أن إيران ستكون الرابحة من انسحاب أميركي من العراق اذ ستتمكن من تعزيز هيمنتها على الموارد وربما أيضا الأراضي العراقية وقال quot;ما من شك أن إيران ستكون الرابح الوحيد من سيناريو انسحاب القوات الأميركية من العراق، وستعزز هيمنتها على الموارد وربما ايضا الاراضي العراقية، وقد أعلن الرئيس الإيراني سابقا أن لا مانع لديه من ملء الفراغ في العراق في حال انسحبت القوات الأميركية منهquot;.