أبعد من إغتيال نائب في شرق بيروت
لبنان على موعد مع معركتين إنتخابيتين quot;قاتلتينquot;

الصليب الاحمر اللبناني ينقل الجرحى

إقرا ايضا

اغتيال النائب أنطوان غانم عشيّة الاستحقاق

إيلي الحاج من بيروت: لا ريب أن من إختار النائب الكتائبي أنطوان غانم لاغتياله بسيارة مفخخة بعد ظهر الأربعاء على طريق في محلة سن الفيل شرق بيروت أراد أكثر من إنقاص عدد نواب الغالبية النيابية على أبواب بدء المهلة الدستورية لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد 9 أيام . علمًا أن بعض خصوم قوى الغالبية تحدث بالأمس في تسريبات عن أنها لن تظل غالبية عندما يحين موعد الإنتخاب، وفسر هذا الكلام بأنه إشارة إلى توقع نشوب خلافات في قوى 14 آذار/ مارس على النصاب الدستوري والمرشحين للرئاسة، واستبعد احتمال عودة الإغتيالات، لأن نواب الغالبية إتخذوا احتياطات منها السفر إلى الخارج في الصيف. وكان غانم أحد المسافرين لكنه عاد إلى بيروت من باريس قبل أيام قليلة.

أما الغاية التي أراد تحقيقها القتلة من هذا الإغتيال فهي إجراء إنتخاب نيابي فرعي خلال مدة الشهرين من فراغ المنصب النيابي وفق ما تنص القوانين الإنتخابية، ويصادف أن النائب غانم، المحامي الهادئ وغير الصدامي الذي يبلغ 64 عامًا والمريض بالقلب، كان يشغل مقعدًا في دائرة بعبدا ndash; عاليه مخصصًا للطائفة المارونية. وهي الدائرة التي يتقاطع فيها وجود قوي لأحزاب الكتائب والتقدمي الإشتراكي وquot;القوات اللبنانيةquot; وquot;حزب اللهquot; وحركة quot;أملquot; ، فضلاً عن حضور لأحزاب أقل حجمًا على غرار السوري القومي الإجتماعي والديمقراطي اللبناني الذي يترأسه خصم جنبلاط الوزير السابق طلال إرسلان.

أي أن لبنان سيكون على موعد حتمي مع انتخاب فرعي آخر بسبب جريمة الإغتيال، ولكن هذه المرة في دائرة شديدة الإختلاط طائفيًا ومذهبيًا وحزبيًا، تضم العدد الأكبر، أكثر من النصف من المسيحيين الموارنة والإرثوذكس خصوصًا، والباقون من الدروز والشيعة .

ومن الطبيعي أن حزب الكتائب سيسعى إلى استعادة المقعد الذي خسره باغتيال غانم مثلما فعل في المتن الشمالي بعد اغتيال النائب الوزير بيار الجميّل، ولا ريب أن الجنرال ميشال عون لن يعفي في المتن الجنوبي عما لم يعف عنه في المتن الشمالي، وسيحاول تكرار فوزه على الكتائب مدعوما هذه المرة بكتلة quot;حزب اللهquot; الشعبية الكبيرة في الضاحية الجنوبية التي لم تصوّت له في الإنتخابات العامة الماضية بفعل quot;الحلف الرباعيquot; الذي جمع الحزب عام 2005 مع quot;تيار المستقبلquot; والحزب التقدمي الإشتراكي وquot;أملquot;، والتي لم تستطع أن تسانده في دائرة المتن الشمالي ذات الغالبية المسيحية. ويعتبر عون منذ تلك الإنتخابات أن الأحد عشر مقعدًا العائدة لدائرة بعبدا ndash; عاليه، هي له ولحلفائه، لكنها quot;سرقت منهquot; علمًا أنها تحول الأكثرية أقلية في البرلمان والأقلية أكثرية. ويرى الجنرال أن تعطيل المجلس الدستوري كان لحرمانه حقه هذا، والأكيد أنه لن يتراجع، وكذلك خصومه في قوى 14 آذار / مارس عن معركة quot;قاتل أو مقتولquot; مرة أخرى، وقبل أسبوع من انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود.