يأتي بعد quot;المصارحة والمكاشفةquot; في السادس من حزيران
لقاء إذابة الجليد بين السعودية وقطر اليوم في جدة

لقاء القمة بين الشيخ حمد والعاهل السعودي اليوم

إيلاف من جدة: استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قصره بجدة مساء اليوم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة . وفي بداية الاستقبال رحب خادم الحرمين الشريفين بأمير دولة قطر متمنيا له ولمرافقيه طيب الإقامة في المملكة العربية السعودية . من جهته أعرب الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على ما وجده ومرافقوه من حفاوة وترحيب في المملكة .عقب ذلك أقام خادم الحرمين الشريفين مأدبة إفطار تكريما للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والوفد المرافق له .وحضر الاستقبال ومأدبة الإفطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز آل سعود والأمير بندر بن خالد بن عبدالعزيز والأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة والأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض والأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة والأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين .

وغادر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني جدة مساء اليوم، وكان في وداعه لدى مغادرته قصر خادم الحرمين الشريفين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي تمنى لسموه ولمرافقيه سفرا سعيدا .كما كان في وداعه الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة .

ولدى مغادرة أمير دولة قطر مطار الملك عبدالعزيز الدولي كان في وداعهالأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة المكرمة ومدير عام مكتب المراسم الملكية بجدة محمد عثمان ناظر ومدير عام مطار الملك عبدالعزيز الدولي المهندس مازن خاشقجي ومدير شرطة منطقة مكة المكرمة اللواء علي بن حباب النفيعي وسفير دولة قطر لدى المملكة علي المحمود وعدد من المسؤولين .

وكان قد وصل أمير قطر حمد بن خليفة ال ثانى الى جدة مساء اليوم وكان فى استقباله والوفد المرافق بمطار جدة الدولى الامير سلطان بن عبدالعزيز ولى العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام. والامير خالد الفيصل امير منطقة مكة المكرمة والامير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة و الامير مشعل بن ماجد محافظ جدة وعدد الوزراء و على بن عبدالله ال محمود سفير دولة قطر لدى المملكة.وقد شكل الإعلان عن الزيارةمؤشر تفاؤل إلى أن العلاقات بين البلدين آخذة في التحسن المطرد.

ويأتي هذا التفاؤل على خلفية لقاء quot;المصارحة والمكاشفةquot; الذي استضافته مدينة جدة في السادس من حزيران (يونيو)، بين ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، والذي بقيت بعد العلاقات الثنائية على حالها السابقة، على الرغم من الإتفاق على فترة quot;اختبار لحسن النواياquot; بين الجانبين.

واستدعت الحكومة السعودية سفيرها في قطر حمد الطعيمي للتشاور بتاريخ 29 أيلول /سبتمبر 2002 الذي يتزامن مع الذكرى العاشرة لحادثة اشتباكات الخفوس على الحدود الدولية للبلدين 29 أيلول (سبتمبر) من العام 1992م، ولم يعد منذ ذلك الحين، قبل أن يعلن عن زيارة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اليوم الموافق لـ22 أيلول (سبتمبر) إلى السعودية، وهو ما يجعل شهر أيلول/سبتمبر عاملاً مشتركًا في العلاقات المتذبذبة تحسنًا وتدهورًا بين البلدين.

وسبق لقاء ولي العهد السعودي برئيس الوزراء القطري، لقاء منفرد بين وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، والشيخ حمد بن جاسم، في السيارة الخاصة بالأمير السعودي، تحدثا خلاله لمدة نصف الساعة، هي مسافة الطريق بين الصالة الملكية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة وقصر القمرية البحري، في ملف العلاقات الثنائية الخاصة بين البلدين، واستغرقت الزيارة غير المعلن عنها سابقًا حوالى ثلاث ساعات.

العلاقات السعودية ndash; القطرية شهدت مدًا وجزرًا بين التحسن والتوتر، منذ أن توصلت كل من الرياض والدوحة في العام 1965م إلى اتفاقية تم بموجبها تعيين الحدود البرية والبحرية بين البلدين، وكانت قطر حينها خاضعة لاتفاقية الحماية البريطانية، إذ لم تنل استقلالها إلا في العام 1971.

وبحسب الباحث السعودي عبدالله بن سعود القباع، فإنه وبموجب هذه الاتفاقية قسمت منطقة دوحة سلوى مناصفة بين البلدين، وأصبح quot;جبل نخش لقطر، في مقابل بقاء هجرتي السكك وأنباك للسعودية، التي حصلت على اعتراف قطري بتبعية خور العديد لها. كانت الخطوة التالية - بحسب هذه الاتفاقية- تثبيت الخط الحدودي الجديد على الأرض، غير أن ذلك لم يحدث آنذاكquot;.

وأوضح في بحث عن quot;اتفاقيات الحدود بين المملكة العربية السعودية وجيرانهاquot;، فإن اتفاقية 1965م قد أشارت في المادة (3) منها إلى ضرورة أن يعهد إلى شركة مساحة عالمية بمهمة القيام quot;بمسح وتحديد نقط وخطوط الحدود بين البلدين على الطبيعة، وفقًا لما جاء بهذه الاتفاقية وكذلك إعداد خريطة بالحدود البرية والبحرية بين البلدينquot;، إلا أن تجاهل قطر، بحسب الباحث القباع، وعدم اهتمامها بالموضوع ومحاولاتها المستمرة لزيادة رقعة أراضيها باتجاه السعودية قد قاد إلى سوء فهم وشجع على حدوث بعض المناوشات الحدودية المؤسفة quot;في إشارة منه إلى حادثة الخفوس في أواخر شهر أيلول/سبتمبر من العام 1992مquot;، والذي ساهم في تأزيم العلاقات بين البلدين الشقيقين لفترة من الزمن.

أشار القباع إلى أنه في محاولة لتلافي سوء الفهم ووضع حد لهذه المشكلة quot;سارع الطرفان- بوساطة مصرية- إلى عقد قمة ثنائية وقعا خلالها اتفاقًا في المدينة المنورة (1992م) وافقت الرياض فيه - كما يبدو - على التنازل عن مساحة من الأرض لم يكشف النقاب عنها.

ونص اتفاق المدينة المنورة كذلك على تشكيل لجنة مشتركة للاتفاق مجددًا على إجراءات الترسيم، لكن واجه عمل اللجنة في البداية بعض الصعوبات وسط تكهنات بأن سوء فهم حصل على مساحة الأرض التي يأمل القطريون بالحصول عليها من السعودية، غير أن ذلك لم يمنع الطرفين من المضي في عملية تثبيت علامات حدودية على طول خط 1965م المعدل.

إلا أن الانقلاب الذي قاده أمير قطر الحالي حمد بن خليفة آل ثاني، ضد والده في العام 1995م، حين كان quot;الأمير الوالدquot; وقتها خارج البلاد، أعاد العلاقات السعودية ndash; القطرية إلى المربع الأول، إذ أبدت الرياض انزعاجها من الانقلاب القطري، قبل أن يهدأ الجانبان من تصعيد الأزمة.

العام التالي 1996م، شهد محاولة انقلابية فاشلة قادها شيوخ ومواطنون موالون للأمير المخلوع، واتهمت الحكومة القطرية نظيرتها السعودية بتقديم الدعم والمساندة لتلك المحاولة، وشهد العام نفسه، وتحديدًا في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر)، ولادة قناة الجزيرة، التي خرجت بخطاب اعلامي رأت فيه دول المنطقة، ومن بينها السعودية، أنه تحريضي ضدها.

الأشهر الماضية شهدت تهدئة في نهج خطاب الجزيرة تجاه السعودية، وخفت حدة هجومها الإعلامي المتكرر، وقلصت من استضافتها للمعارضين، إضافة إلى توقفها عن بث أي برامج حوارية أو وثائقية تسيء إلى الحكومة السعودية.

وغير بعيد من قناة الجزيرة، رأى المسؤولون السعوديون في الحراك الدبلوماسي الذي قاده رئيس الوزراء القطري الحالي الشيخ حمد بن جاسم منذ تسلم الأمير حمد بن خليفة مقاليد السلطة في قطر في العام 1996م، نهجًا quot;ثوريًاquot; مضادًا للنهج الدبلوماسي السعودي quot;المحافظquot;، من خلال خروجها عن دائرة التنسيق المشترك داخل البيت الخليجي الواحد، واتخاذها مواقف مخالفة للموقف السعودي خصوصًا، وخارجة عن مسار الإجماع الخليجي والعربي عمومًا في أحيان كثيرة.

وتأتي الزيارة قبل ثلاثة اشهر تقريبًا من استضافة قطر لقمة مجلس التعاون الخليجي الذي يضم البحرين والكويت وسلطنة عمان والسعودية والامارات العربية المتحدة، فضلاً عن قطر. ويتوقع ان تعقد القمة مطلع كانون الاول/ديسمبر.

وكان الملك عبدالله قاطع عندما كان وليًا للعهد في 2002 قمة مجلس التعاون الخليجي في قطر. وتتسم العلاقات بين البلدين الجارين ببعض التوتر. ولم تعين السعودية سفيرًا لها في الدوحة منذ أن استدعت سفيرها في 2002، عندما عرضت قناة الجزيرة القطرية برنامجًا حواريًا انتقد فيه المشاركون السعودية بشدة.