لندن، نيروبي، كمبالا: بعث الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني بتهانيه إلى الرئيس الكيني مواي كيباكي على إعادة إنتخابه الذي تطعن فيه المعارضة. وبذلك أصبحت أوغندا أول دولة افريقية تعبر عن تأييدها لانتخاب كيباكي. وكان سكوت معظم الزعماء الافارقة بعد اعلان كيباكي فائزا في الانتخابات قد أبرز المخاوف بشان التزوير المزعوم في الانتخابات التي اعقبها اسبوع من العنف. وقال جون ناجندا مستشار موسيفيني الاعلامي في بيان يوم الخميس quot; حادث الرئيس موسيفيني الرئيس كيباكي هاتفيا لتهنئته على اعادة انتخابه رئيسا.quot; وكان موسيفيني نفسه فاز في انتخابات شابتها مزاعم بالتزوير في عام 2005.
والدولة الاخرى التي هنأت كيباكي هي الولايات المتحدة بعد ساعات من أدائه اليمين يوم الاحد. غير أن مسؤولين اميركيين عبروا منذ ذلك الحين عن القلق للعنف الانتخابي والمخالفات في فرز الاصوات في الانتخابات الكينية. وقال الميجر فيلكس كولايجي المتحدث باسم الجيش في أوغندا إن الجنود انتشروا بشكل مكثف على الحدود مع كينيا quot;لتجنب انتشار العنفquot;.
وتقول جماعات حقوق الانسان إن نحو ألف من اللاجئين الكينيين عبروا بالفعل الحدود مع ارتفاع قتلى ما بعد الانتخابات الى اكثر من 300. وقال موسى اكويرو وزير مكافحة الكوارث quot;الحكومة والصليب الاحمر الدولي يتحركان لضمان أيواء هؤلاء الناس ولكنهم في الوقت الحالي في مدارس وكنائس.quot;
لندن تطلب من رعاياها عدم السفر إلى كينيا
من جهة ثانية طلبت لندن مساء الاربعاء من رعاياها الامتناع عن السفر الى كينيا، إلا في حالة الضرورة، فيما اسفرت اعمال العنف الاتنية والسياسية عن مقتل 341 شخصا على الاقل في اقل من اسبوع.وقالت وزارة الخارجية البريطانية على موقعها في شبكة الانترنت، quot;نحذر من اي رحلة غير ضرورية الى كينياquot;.وكانت لندن اوصت حتى الان الرعايا البريطانيين بتجنب السفر الى منطقتي مومباسا المدينة الثانية في كينيا والى نيروبي العاصمة. واضافت وزارة الخارجية البريطانية quot;ثمة شكوك تتعلق بالامن والوضع السياسي في البلاد قبل التظاهرات المقررة في الثالث من كانون الثاني/يناير واستمرار اعمال العنفquot;.

ويتوجه حوالى 290 الف بريطاني الى كينيا سنويا، كما يفيد مكتب السياحة الكيني، ويقيم فيها حوالى سبعة الاف بصفة دائمة. يأتي ذلك بينما أعلن رايلا أودينجا زعيم المعارضة الكينية إنه سيمضي قدما في المسيرة الاحتجاجية المقرر تنظيمها غدا الخميس رغم قرار منعها من قبل السلطات ورغم المناشدات المختلفة التي تدعو إلى وقف العنف والحوار.وقد رفضت المعارضة بقيادة أودينجا التي ترفض الاعتراف بشرعية انتخاب الرئيس مواي كيباكي حضور اجتماع معه لحل الأزمة.
في الوقت نفسه قال وزير المالية الكيني لبي بي سي إن زيارة رئيس الاتحاد الافريقي الرئيس الغاني جون كافور إلى كينيا قد الغيت، مضيفا إنه لا حاجة إلى أي وساطة دولية لأن المشكلة القائمة في البلاد شأن كيني يتعين على الكينيين التوصل إلى حل لها.وتتناقض هذه التصريحات مع التصريحات التي صدرت عن مكتب كافور الذي قال إنه تلقى دعوة من الرئيس كيباكي لزيارة كينيا.
وتتزايد الضغوط الدبلوماسية على كينيا من جانب الاتحاد الافريقي والكومنويلث من أجل وضع نهاية للازمة بعد أن بلغت حصيلة ضحايا اعمال العنف أكثر 275 شخصا بل ربما بلغت 300 حسب منظمة لحقوق الانسان.ويلقي كلا الطرفين المتنازعين بشأن نتائج الانتخابات في كينيا باللائمة على بعضهما البعض في العنف العرقي الدائر، بينما هجر عشرات الآلاف ديارهم خوفا من تفاقم الوضع.
ومن ابرز احداث العنف مقتل 30 شخصا حرقا بينما كانوا يحتمون في احدى الكنائس غربي البلاد.وقال شهود عيان ان حشدا غاضبا بسبب نتائج الانتخابات صب البنزين على مبنى الكنيسة قبل اضرام النار فيها.ويحاول مئات الكينيين الاحتماء من العصابات المسلحة والنهب، بينما تتزايد المخاوف من العنف والاعمال الانتقامية.وقد انضمت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي إلى الجهات والبلدان الداعية الى انهاء العنف.
اودينجا يتوعد بالمضي قدما لعقد مظاهرة حاشدة لمطالبة كيباكي بالتنحي
وقد توعد اودينجا بتحدي الشرطة وعقد تظاهرة حاشدة يوم الخميس لمطالبة كيباكي بالتنحي بعد انتخابات متنازع عليها اثارت أعمال عنف أودت بحياة أكثر من 300 شخص.وتبادل الجانبان اتهامات بالتسبب في quot;ابادة جماعيةquot; في خمسة أيام من العنف اصابت زعماء عالميين بالصدمة وقطعت امدادات الوقود وسلع اخرى الى عدد من الدول في وسط افريقيا واثارت دعوات دولية الي المصالحة.
وقال اودينجا في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) quot;ما فعله كيباكي يرقى الي أن يكون انقلابا مدنيا وهو الان يحكم بمراسيم. هل ينبغي لنا ان نسمح لمثل هذه الجريمة بأن ترتكب في حق شعب كينيا.quot; واضاف قائلا quot;هذه لحظة حاسمة. الشعب لن يقبل في خنوع هذا التزوير للانتخابات من الحكومة.. ولا يمكن ايضا ان تكون لدينا حكومة تطلق النار على الناس.quot;
ووسط تصعيد للمواقف ولهجة الخطاب من الجانبين حثت المعارضة انصارها على الخروج باعداد كبيرة للمشاركة في المظاهرة المزمعة في وسط العاصمة نيروبي. وقالت الشرطة انها حظرت المظاهرة لانها ليس بمقدورها ضمان الامن.وقال وليام روتو وهو مسؤول كبير بالمعارضة للصحفيين quot;لا يوجد قانون في كينيا يقول انه لا يمكن لاحد ان يشارك في تظاهرة سياسية... لقد اخطرنا مفوض الشرطة ويجب عليه ان ينهض بواجباته لتوفير الامن.quot;

الشرطة تنتشر بكثافة في نيروبي قبل تظاهرة محظورة للمعارضة
هذا و انتشر الاف من عناصر الشرطة الكينية فجر الخميس في نيروبي حيث دعا زعيم المعارضة رايلا اودينغا انصاره الى التظاهر احتجاجا على اعادة انتخاب كيباكي.وحذر الناطق باسم الشرطة الكينية اريك كيرايثي في بيان quot;نذكر مجددا ان هذا التجمع غير مرخص له وكل شخص يشارك فيه سيعامل وفقا لما ينص عليه القانونquot;. وتمركز عناصر من الشرطة شبه العسكرية في محيط حديقة اوهورو في وسط العاصمة حيث طلب اودينغا من مناصريه التجمع.
وقد منع الوصول الى فندق قريب من الحديقة مع وضع اسلاك شائكة. وكانت الحركة عادت الى نيروبي الاربعاء بعد اسبوع من الشلل التام بيد ان المتاجر اقفلت ابوابها الخميس مجددا خشية وقوع مواجهات. وقد سدت الشرطة شبه العسكرية الطرقات المؤدية الى مدينة الصفيح في كيبيرا وهي الاكبر في العاصمة. واودينغا نائب عن هذه المنطقة.
وعلى شارع نغونغ رود الجادة الكبيرة المجاورة لمدينة الصفيح هذه تجمع نحو ستين متظاهرا وهم يهتفون quot;من دون رايلا لا سلامquot; وقد قاموا بنهب محطة وقود على ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وحذر نائب الرئيس المنتهية ولايته مودي اوري الاربعاء من ان اودينغا سيتحمل مسؤولية كل خسارة بشرية قد تقع.
واضاف خلال مؤتمر صحافي quot;صديقي اودينغا تجاوز غضبك ومرارتك وكل الانفعالات السلبية لما في ذلك مصير البلد الذي ترغب بقيادتهquot;. وادت اعمال العنف السياسية الاتنية الى سقوط ما لا يقل عن 342 قتيلا في البلاد منذ الانتخابات العامة التي جرت في 27 كانون الاول/ديسمبر. وتكثفت الجهود الدبلوماسية الاربعاء في كينيا املا في جمع كيباكي واودينغا على الطاولة ذاتها لتجنب غرق البلاد في الفوضى.