إمتدح التوجهات الديمقراطية في المنطقة:
بوش يحمل إيران مسؤولية زعزعة الإستقرار ويؤكد دعمه لقادة المنطقة في مواجهة الراديكاليين

الشيخ خليفة: الإمارات حريصة على تعزيز الشراكة الاقتصادية مع أميركا

أبوظبي، وكالات:لتشجيع تقديم دعم فعال لعملية إحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين والسعى للحصول على مساعدة في إستمرار الضغط الأميركي على إيران يتوجه الرئيس الأميركي جورج بوش إلى السعودية يوم الإثنين. وسيقضى بوش ليلتين في السعودية بعد زياراته للكويت والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة. وسيزور بوش مصر قبل عودته الى واشنطن يوم الاربعاء. ورسالته الاساسية للحلفاء العرب في الخليج خلال جولته هي دعم جهود السلام والحد من نفوذ ايران المتزايد في المنطقة. وقبل ان يغادر الامارات سيزور دبي التي اعلنت الاثنين يوم عطلة رسمية وتوقفت الحياة فيها تماما. فقد خلت الطرقات تماما صباح الاثنين من السيارات كما توقفت عن العمل مئات ورش البناء التي لا يتوقف العمل فيها عادة حتى في ايام العطل، في الامارة التي اغلقت الشوارع الرئيسية والانفاق فيها بشكل تام. واتخذت السلطات تدابير امنية غير مسبوقة في كافة انحاء الامارة التي تشهد نموا اقتصاديا وعمرانيا مذهلا. وطلبت السلطات من السكان عدم استخدام الطرقات الرئيسية او التنقل اذا ما كان هناك داع.

وقال محللون انه توجد علامات على ان الحلفاء العرب للولايات المتحدة غير مستعدين لنبذ ايران وضربوا مثالا لذلك وهو دعوة السعودية للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لاداء الحج. وكان احمدي نجاد اول رئيس ايراني يتلقى دعوة رسمية للحج. وقالت ادارة بوش انها استمعت الى رواية مختلفة بشأن هذه الدعوة. وصرح مسؤول كبير بالادارة الاميركية طلب عدم نشر اسمه quot; قيل لنا ان احمدي نجاد-مثلما يفعل من حين لاخر- دعا نفسه. quot;ومن ثم فاذا طلب احد ان يأتي فالسعوديون يرون ان من الصعب جدا بالنسبة لهم كأمناء للحرمين الشريفين ان يقولوا لا.quot;

ووجه بوش تحذيرا بشأن ايران بوصفها تمثل تهديدا في المنطقة طوال جولته بالشرق الاوسط. وفي كلمة القاها في ابو ظبي الأحد أعلن ان quot;ايران اليوم هي أكبر دولة راعية للارهاب في العالم.quot; وطلب بوش ايضا من الحلفاء العرب دعم الزعماء الفلسطينيين المشاركين في محادثات السلام دبلوماسيا وماليا وتوسيع العلاقات مع اسرائيل. وحضرت السعودية اجتماع قمة عقد في انابوليس بولاية ماريلاند الاميركية تحت رعاية الولايات المتحدة العام الماضي واستهدفت اعطاء دفعة لجهود السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وتتجنب السعودية الاتصالات مع الاسرائيليين في المنتديات الدولية وتقول ان quot; تطبيع quot;العلاقات مع اسرائيل لن يحدث الا بالتوصل لاتفاق سلام نهائي يتضمن عودة كل الاراضي العربية المحتلة.

ومن المتوقع ان تخطر ادارة بوش الكونجرس هذا الاسبوع عن جزء من صفقة اسلحة للسعودية ولكن لم يتضح لاي نوع من الاسلحة. وقال المسؤول الاميركيquot;انها رزمة كبيرة نعرضها على السعوديين. ويجري فعليا نوع من التفاوض بيننا وبين السعوديين على اجزاء ويتم اخطار الكونجرس بعد ذلك بهذه الاجزاء.quot; واضاف انه سيتم اخطار الكونجرس يوم الاثنين باحد عناصر هذه الصفقة. واقترحت الادارة الاميركية في العام الماضي تزويد دول الخليج العربية باسلحة جديدة قيمتها نحو 20 مليار دولار. ولم يعرف ماالذي قد يتم بحثه بشأن موضوع اسعار النفط عندما يلتقي بوش مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز او مااذا كان سيتم ترك هذه المسألة لوزير الطاقة الامريكي سام بودمان عندما يزور السعودية في وقت لاحق من الشهر الجاري.

الامارات

وقد ركز بوش على قضية الديمقراطية في العالم العربي في خطابه الرئيسي الذي القاه في ابوظبي. وفي خطابه الذي ألقاه أمام مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية، وجه بوش دعوة قوية لدعم الديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط، ووصف بوش المعركة ضد التطرف بانها الكفاح الايديولوجي الكبير في العصر الحالي. وقال الرئيس الأميركي quot;إن بعض الناس في بلدي يقولون إن الشعوب العربية غير جاهزة للديمقراطية، وهذا الكلام هو ما قيل في أعقاب الحرب العالمية الثانية عن اليابان لكن الولايات المتحدة لم تستمع إليه وواصلت دعمها لليابان إلى أن استطاعات تحقيق الديمقراطية والرخاء لشعبها. واليوم اليابان محاطة بديمقراطيات في آسيا.quot;

وابرز بوش تجربة اليابا ن الديمقراطية كمنوذج في دعوته للاصلاح في منطقة الشرق الاوسط التي تتعثر فيها العملية الديمقراطية. واشار بوش الى ان الازدهار الديمقراطي الذي تشهده اليابان تحقق دون ان بؤثر على الثقافة الاصلية بالبلاد او ديانتها رغم المعارضة القوية من انصار الامبراطورية. وأضاف الرئيس الاميركي: quot;كما وقفت الولايات المتحدة إلى جانب دول آسيا تريد اليوم أن تقف إلى جانب الدول العربية وتساعدها على إيجاد نظم ديمقراطية وتطوير اقتصاداتها من أجل الدخول في اتفاقات تجارة حرة مع الولايات المتحدةquot;. وقال بوش quot; ان الرغبة في الحرية والعدالة منقوشة في قلوبنا بواسطة الله القدير --ولا يستطيع ارهابي او ديكتاتور ان يأخذهاquot;. وقول مراسل بي بي سي ان بوش بذل مجهودا للوصول الى مواطني منطقة الشرق الاوسط الا انه ذلك لن يسهم الا بالقليل في تغيير الصورة التي تكونت عن الرئيس الاميركي باعتباره مروج سياسة العداء العسكرية.

تحذير لايران

وقد خيمت على زيارة بوش التي بدأت الاربعاء الماضي في اسرائيل، التوتر ات المتجددة مع ايران في اعقاب المواجهة التي وقعت بين قطع البحرية التابعة لكلا الدولتين في مياه الخليج مطلع الشهر الجاري. ووجه بوش من الامارات واحدا من اقوى تحذيراته الى ايران التي عدها تهديدا للامن العالمي وللولايات المتحدة ولجيرانها من دول الخليج العربية. وقال بوش إن quot;إيران أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، وإنها تهدد أمن جميع الدولquot;. وقال بوش ان الجمهورية الاسلامية quot; تسعى لترهيب جيرانها بالصواريخ ومنطق الحربquot;.

وعرج الرئيس الاميركي أيضا على الدور الإيراني quot;في دعم حزب الله وإرسال الدعم الى حماس وتسليح المتطرفين في أفغانستان والعراقquot;. وقال بوش quot;إن الولايات المتحدة تقوي التزاماتها الأمنية القائمة تجاه أصدقائنا في الخليج وتحث أصدقاءها في جميع أنحاء العالم على التصدي لهذا الخطر قبل فوات الأوانquot;. كما خاطب الرئيس الامريكي الشعب الايراني مشيرا الى انه يستحق ان يحيا في ظل حكومة تستمع الى رغباته quot; وتحترم مواهبكم وتسمح لكم ببناء حياة افضل لعائلاتكمquot;

وفي رد فعله على خطاب بوش قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في لقاء له على تليفزيون الجزيرة ان الرئيس الاميركي يسعى الى تحطيم علاقات طهران بجيرانها ووصف رحلته بالفاشلة. وحت بوش الاسرائيليين والفلسطينيين على الثقة بمفاوضات السلام التي انطلقت في لقاء انابوليس بالولايات المتحدة الاميركية في نوفمبر /كانون الثاني الماضي وتجنب خيار الحرب والصراع المسلح.

صحف خليجية توجه انتقادات حادة لبوش

كما اعربت صحف خليجية الاثنين عن خيبة املها ازاء خطاب بوش الذي القاه امس في ابوظبي، ووجهت انتقادات لاذعة لسياسته، معتبرة انها quot;مرتبكةquot; وquot;لا تقدم شيئا للمنطقةquot;. وكتبت صحيفة quot;غلف نيوزquot; الاماراتية الناطقة بالانكليزية ان quot;الرئيس بوش القى خطابا مخيبا للظن عندما حاول تلخيص استراتيجيته للشرق الاوسط في نقاط قليلةquot;. واضافت ان بوش quot;فشل في عرض اي سياسات جديدة وفضل اعادة خطابه التبسيطي حول ارساء الديموقراطية والحرية والعدالة في المنطقةquot;، معتبرة ان quot;رؤية بوش ليس فيها اي سياسات حقيقية وليس لديه شيء يعطيه للمنطقةquot;. واشارت quot;غلف نيوزquot; خصوصا الى تباعد الرؤيتين العربية والاميركية ازاء الملف الايراني. وكان بوش القى الاحد في ابوظبي خطابا توجه فيه الى شعوب المنطقة وخصوصا الايرانيين. وقال ان ايران هي quot;الراعي الاكبرquot; للارهاب في العالم وتصرفاتها تؤثر على امن العالم.

من جهتها، اخذت صحيفة quot;خليج تايمزquot; الاماراتية على بوش quot;اهتمامه بايران اكثر من اهتمامه بالعلاقات مع الاماراتquot; خلال خطابه في ابوظبي. واشارت الى ان quot;الامارات هي اهم شريك اقتصادي لايرانquot; لذا quot;لا تريد الامارات مع باقي دول الخليج اي مواجهة جديدة بين الولايات المتحدة وايران في الشرق الاوسط والخليج لان المنطقة (..) لا يمكنها ان تتحمل اي نزاعات اضافيةquot;.

اما صحيفة quot;سعودي غازيتquot; فوجهت الى بوش اقسى الانتقادات الى بوش معتبرة ان quot;خطاب ابوظبي يعكس التفكير المرتبك وراء السياسة الخارجية الحالية للولايات المتحدةquot;. واضافت ان quot;الجزء الذي تحدث فيه بوش عن ايران التي ترهب جيرانها عبر خطاب محذر، يذكر بشكل مريب بالولايات المتحدة هذه الايام (...) اذ ان ادارة بوش تستخدم الخطاب المحذر والمتبوع بالاجتياح، لارهاب بلدان تبعد عنها مسافة نصف الكرة الارضيةquot;. وتابعت quot;بالرغم من الخطاب المحتدم والاتهامات والتهديدات، ما زالت الولايات المتحدة ترفض اجراء محادثات مباشرة مع بلد تدخلت بشؤونه طوال نصف قرن من الزمن (ايران). واذا كان هذا هو فهم بوش للدبلوماسية، فما عليه الا ان يستعين بالمعجمquot;.

من جهة اخرى، استبقت بعض الصحف السعودية وصول الرئيس الاميركي الى السعودية لدعوته الى الاستماع الى رأي المملكة. وكتبت صحيفة quot;الوطنquot; ان quot;بوش بحاجة الى استماع اصحاب الشأن والتأثير على المستوى الدولي لاعادة صياغة سياسته (في اشارة الى السعودية) وتصويب الخاطئ منها قبل فوات الاوانquot;. واضافت ان زيارة بوش الى المملكة quot;ستمنحه الفرصة للتعرف عما يمكن عمله لاجل حل العديد من الازمات التي تعاني منها المنطقةquot;، خصوصا في ما يتعلق بايجاد حل للقضية الفلسطينية.

الغارديان

كما خصصت صحيفة الغارديان البريطانية مساحة رئيسية في التغطيات الدولية لجولة بوش حيث يظهر في الصورة المرافقة الرئيس الاميركي وهو برفقة ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وحاكم دبي الشيخ محمد آل مكتوم، ومعهم وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، وآخرين، وهو امام خيمة بدوية، او بيت الشعر. وتقول الصحيفة ان الرئيس الاميركي اتهم ايران بدعم الجماعات الشيعية في العراق وحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، كما دعا الزعماء إلى دعم اتفاق السلام الاسرائيلي الفلسطيني، الذي يتوقع له الرئيس الاميركي ان يتحقق قبل نهاية العام الحالي، اي قبل نهاية ولاته الثانية، لكن الصحيفة ترى ان هناك تشاؤما واسعا بين هؤلاء الزعماء في تحقيق توقعات الرئيس بوش.

التايمز

اما صحيفة التايمز فقد خرجت بتغطية بنفس الحجم تقريبا لكن بعناوين مختلفة بعض الشيء، حيث قالت انه من غير المعروف كيف سترد الامارات، الحليف الخليجي القوي لواشنطن، لدعوة الرئيس بوش في لعب دور اكبر في الامن الاقليمي. وتشير الصحيفة إلى ان قادة الامارات قلقون من تعاظم الدور والنفوذ الايراني في المنطقة، ويرون ان استقرارهم بات مناطا بعلاقتهم مع الولايات المتحدة، لكن في نفس هناك ادراك بأن الاقتصاد الاماراتي المزدهر مرتبط بعلاقات قوية مع ايران، اكبر شريك تجاري للامارات، ويبلغ عدد الشركات الايرانية العاملة فيها نحو 10 ألاف شركة اكثرها تعمل في دبي، المركز الرئيسي للنشاطات التجارية في الامارات.

وفي سياق دعوة الرئيس الامريكي الزعماء العرب إلى تبني نهج الديموقراطية كتب ريتشارد بيستون مدير تحرير الشؤون الدولية في صحيفة التايمز مقالا تحت عنوان: الديموقراطية هذه البذرة الهشة التي تقع على تربة صخرية، حيث قال ان الحماسة التي كانت تتصف بها دعوات بوش في بداية عهده للتغير الديموقراطي في العالم العربي، تراجعت في خطابه الاخير خلال جولته الحالية، حيث لم تعد الادارة الامريكية، التي لم يبق امامها سوى اشهر قليلة في الحكم، قادرة على ممارسة ما يكفي من الضغط لهذا الغرض.

ويقول الصحفي البريطاني ان مصر كانت النموذج التجريبي الابرز في اندفاعة بوش نحو الديموقراطية، وخفف النظام في مصر من قبضته قليلا، لكن ربيع الديموقراطية في مصير كان قصيرا، حيث وضع الرئيس مبارك، وهو في عهده الخامس في الحكم، منافسه الرئيسي في آخر جولة في انتخابات الرئاسة زعيم حركة كفاية المعارضة ايمن نور. والحال نفسه في السعودية، حيث يقول الكاتب ان حكام السعودية بادروا إلى تطبيق بعض الاصلاحات الديموقراطية البسيطة، لكنها اصغر من ان تؤثر على العلاقة بين المؤسسة الدينية النافذة والحكام من آل سعود.

ويقول الكاتب انه حتى في العراق، هذا البلد الذي شهد انتخابات واستفتاءات اكثر مما تشهده اكثر الديموقراطيات الغربية، ما زالت الديموقراطية وليدة وغير ناهضة وتحتاج إلى الكثير، وستظل الديوقراطية في هذا البلد مجرد شعار ما لم يتوقف العنف الطائفي فيه. لكن جولة الرئيس الاميركي لم تنجح في اشغال الصحف البريطانية عن موضوعها الدولي الرئيسي واليومي، وهو الشأن العراقي، وفي هذا خصصت صحيفة التايمز صفحة كاملة للمدرب العراقي لكرة القدم صادق الوهلي الذي يعيش في لندن، والذي يعمل على جمع التبرعات لتحسين اللعبة بين فتيان العراق، وتشجيعهم على الانخراط في اللعبة بدل الانزلاق نحو العنف وتعلم كيفية استخدام المسدس او البندقية.