خلف خلف من رام الله: كشفت مصادر عبرية أن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل يعدا سياسة مشتركة حيال التهديد الإيراني، حيث سيبحث نهاية هذا الأسبوع فريق من الخبراء والمسؤولين في تل أبيب مع فريق من المختصين في واشنطن سبل تشديد العقوبات على طهران. وهذا الاجتماع هو الأول منذ نشر تقرير الاستخبارات الأميركية الذي أشار إلى أن الإيرانيين أوقفوا المشروع العسكري النووي لديهم.
وكان التقرير الاستخباري الأميركي خلق حرجا كبيرا في إسرائيل وأدى إلى خلاف بين محافل الاستخبارات في إسرائيل ونظيرتها في الولايات المتحدة الأميركية. وقد طرح الموضوع خلال زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش لإسرائيل مؤخراً، وتشير التقديرات في إسرائيل أن الموقف الاستخباري الأميركي ضعف في ظل مواقف محافل الاستخبارات في غربي أوروبا وهي الأقرب إلى موقف إسرائيل، وتؤكد المعطيات الصادرة عن الاستخبارات الإسرائيلية أن إيران لم توقف برنامجها النووي.
ولوح رئيس الوزراء الإسرائيلي في خطابه قبل يومين أمام لجنة الخارجية والأمن بأن إسرائيل لا يمكن أن تسمح أو تسلم بامتلاك إيران لبرنامج نووي، هذا في وقت يرى العديد من المحللين والمراقبين في إسرائيل أن الهجوم العسكري الاستباقي سيناريو محتمل الحدوث على المدى المنظور لطي الملف النووي الإيراني وإغلاق حلقة الجدل القائمة حوله منذ بضع سنين. ولكن ما يعقد هذه السيناريو أن الملف الإيراني تحكمه ضوابط عديدة والمواقف بشأن التعامل معه متفاوتة من حيث الحزم والليونة لدى بعض الدول الكبرى.
وحسب التقديرات، التآكل في الموقف الأمريكي سيجد تعبيره في الحوار المتجدد بين تل أبيب وواشنطن بالنسبة للتهديد الإيراني. وفضلا عن ذلك، في إسرائيل يقدرون بأنه في المداولات بين الفريقين ستناقش آفاق أخرى لفرض عقوبات اقتصادية على إيران.
وعلى رأس الوفد الإسرائيلي للمحادثات يقف نائب رئيس الوزراء الوزير شاؤول موفاز. أما على رأس الفريق الأمريكي فيقف مساعد وزيرة الخارجية الأمريكي نيك برانس، المسؤول عن معالجة الأزمة مع إيران بتكليف من وزارة الخارجية الأمريكية.
والتقى الفريقين الأمريكي والإسرائيلي في السنة الأخيرة ثلاث مرات وتباحثا في النووي في إيران. ولكن بحسب صحيفة (يديعوت) فأن للقاء الجديد أهمية استثنائية ذلك انه سيولي سياسة منسقة بين الدولتين حيال التهديد الإيراني بعد التقرير الأمريكي المفاجئ.
ويذكر أن موضوع توجيه ضربة عسكرية ضد إيران تحكمه بالمقام الأول كيفية الحصول على المعلومات الدقيقة عن أماكن الأهداف الإيرانية، هذا في وقت تشير معظم التقارير لفقر في المعلومات الاستخبارية التي تمتلكها واشنطن وإسرائيل عن المواقع النووية الإيرانية.
وكذلك هناك حاجة للإجابة على سؤال، وهو ما هي قدرة الولايات المتحدة وإسرائيل على التعامل مع مسألة الرد الإيراني، وبخاصة أن إيران بيديها الكثير من أوراق اللعب الضاغطة، فالسفن الحربية الأميركية في مرمى صواريخها في الخليج، وكذلك قد تلجأ طهران لإغلاق مضيق هرمز وتعرقل عملية تصدير نفط الخليج ما يعني رفع أسعار النفط بحيث يتوقع وصولها لاسعار خيالية، وهو ما سيشعل ضجة عالمية ضد الولايات المتحدة الأميركية.