بعد توجيه مصر دعوة رسمية إلى السلطة وحماس
الحوار الفلسطيني يراوح مكانه بين الرفض والقبول

إستمرار تدفق الفلسطينيين من غزة إلى مصر لليوم الرابع

الفلسطينيون ركبوا الرياح وحصدوا الهشيم

إيمان العلمي من غزة: يبدو أن قضية الحوار الفلسطيني ndash; الفلسطيني ما زالت تراوح مكانها، بين الرفض الدبلوماسي من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذييتمسك بشروطه قبل الخوض في أي حوار داخلي، والقبول غير المشروط من قبل حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ حزيران ( يونيو) من العام الماضي، وتؤكد على جاهزيتها للحوار مع الرئيس دون شروط مسبقة. ويرى مراقبون أن الدعوة المصرية الأخيرة التي وجهتها القاهرة بشكل عاجل إلى وفدين من السلطة وحماس قد تلقى آذانًا صاغية من الطرفين، دون تحقيق نتائج تذكر، حيث ستكون تلبية الدعوة بشكل فوري، في ظل الأوضاع الجديدة التي فرضها فتح الحدود الفلسطينية المصرية، والتي مكنت مئات الآلاف من الفلسطينيين المحاصرين في غزة من عبورها إلى مصر والتزود بالمواد والاحتياجات الأساسية.

وكانت مصر قد وجهت اليوم السبت عبر وزير خارجيتها أحمد ابو الغيط دعوة رسمية عاجلة إلى حركة حماس من أجل زيارة مصر والتباحث حول الأوضاع الحدودية بين مصر وقطاع غزة، قبل أن توجه دعوة مماثلة لوفد من السلطة الفلسطينية لدراسة الموضوع عينه.

وبقبول غير مشروط ، رحبت حماس على الفور بالدعوة المصرية، حيث أكد الناطق باسمها سامي أبوزهري، أن حركته جاهزة لتلبية الدعوة، وزيارة القاهرة من أجل التباحث في ترتيب الأوضاع الحدودية مع مصر، مطالبًا بعقد اجتماع ثلاثي في القاهرة يضمها مع السلطة الفلسطينية ومسؤولين مصريين.

وعلى الجانب الآخر، وفي رفض ضمني دبلوماسي، رحب الرئيس الفلسطيني عباس بالدعوة المصرية، مؤكدًا استعداده للحوار ولكن شريطة أن تتراجع حماس عن إنقلابها الذي نفذته العام الماضي.

وقال عباس إنه مستعد للحوار ويده ممدودة إليه في حال تراجعت حماس عن انقلابها ، مشيرًا إلى أنه قدم مشروعًا كاملاً متكاملاً للحوارquot;داعيًا في الوقت نفسه قادة حماس لأن يتقوا الله في الشعب الفلسطيني، ولأن يعرفوا أن الله حقquot;.

وتابع: quot;عليهم التراجع عن انقلابهم وإعلان حركة حماس التزامها بالشرعيات الفلسطينية ومبادرة السلام العربية وبالشرعية الدولية والاعتذار للشعب الفلسطيني على ما ارتكبته من جرائم والقبول بإجراء انتخابات مبكرة قبل الحديث أو الدعوة إلى أي حوارquot;.

ويشير مراقبون ومتابعون للشأن الفلسطيني أن القاهرة تعي حجم الهوة بين الطرفين، لذا فإنها تعمل بشكل جدي على تطويق الأزمة الفلسطينية، بهذه الدعوة، حيث ستعمل على طرح رؤية تكاملية للحوار بين الطرفين، على اساس السلطة الفلسطينية وبتقدير كامل للأمور بين الجميع.

ويستبعد آخرون أن يتم التطرق للأمور الكاملة بين الطرفين، لكن مصر ستركز في المرحلة الأولى على قضية الحدود التي قد تخلص في النهاية إلى حل توافقي بين الجميع، قد تتسلم بموجبه السلطة الفلسطينية المعابر الحدودية، وخصوصًا معبر رفح، حيث تسعى مصر بقوة لضبط الحدود لتنظيم دخول وخروج الفلسطينيين، إضافة إلى مسعى مصري نشط من اجل اعادة الترتيبات التي كانت قائمة على الحدود بين مصر وقطاع غزةquot; قبل سيطرة حركة حماس على القطاع.

الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس مشعل في لقاء سابق
وتسعى حماس التي تتزعم الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إلى فتح المعابر، بشكل رسمي، على الرغم من أنها على ثقة بأن أي حوار بشأنها لا يمكن أن يرى النور إلا بالتوافق معها، أو بالأحرى لا يمكن تجاوبها.

ولا يختلف اثنان على أن تفجير الحدود مع مصر الأسبوع الماضي رفع ولا بشكل بسيط من شعبية الحركة داخل الأوساط الفلسطينية في غزة، حيث تدفق مئات الآلاف من سكان غزة عبر الحدود لشراء حاجاتهم بعدما شددت اسرائيل حصارها المفروض على غزة .

وتؤكد مصادر فلسطينية أن أي ترتيبات مستقبلية بشأن الحدود بين مصر وغزة يجب أن تشمل حماس التي طالبت بالاتفاق على فتح معبر رفح وبشكل رسمي وقانوني لإنهاء الحصار بشكل كامل.

وكان معبر رفح بين مصر والقطاع يعمل بشكل طبيعي قبل سيطرة حماس على غزة، بموجب اتفاق لتشغيله بين السلطة الفلسطينية واسرائيل والاتحاد الاوروبي يقضي بتولي السلطة المسؤولية الامنية على المعبر داخل الاراضي الفلسطينية على ان يقوم الاوروبيون بمراقبة حركة الدخول والخروج منه.

ومعبر رفح المنفذ الحدودي الوحيد بين غزة ومصر مغلق منذ منتصف العام الماضي، وتحديدًا منذ سيطرة حماس على غزة، حيث انسحب الحرس الرئاسي والمراقبون الأوروبين منه.

يذكر أن مصر أكدت مسبقًا أن تشغيل المعبر الحدودي مع غزة حسب الاتفاق السابق يقتضي بإجراء اتصالات مع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل و السلطة الفلسطينية الشرعية التي عليها التواجد على المعبر، او حركة حماس التي تسيطر حاليًا على خط الحدود.