المواجهة خطيرةً بين الشياح وعين الرمانة

قنبلة أزّمت الموقف ... لكن الجيش لا يزال يسيطر
المواجهة ترتدي طابعاً خطيراً بين الشياح وعين الرمانة

هدوء نسبي بعد7 قتلى و20 جريحاً في ضاحية بيروت سبعة قتلى في احتجاجات عمّت ضواحي بيروت الشغب توسع مساء على خلفية كهربائية ndash; سياسية ؟ قطع طرق وإطلاق رصاص وقتيل في ضاحية بيروت صفير وقبلان يناشدا العرب حل الأزمة اللبنانية

إيلي الحاج من بيروت: ارتدت أعمال الشغب طابعاً خطيراً هذا الليل لتركزه عند خط حساس يحمل رمزية تاريخية مثقلة بمآسي الحرب الأهلية بين منطقة الشياح ذات الغالبية الشيعية ومنطقة عين الرمانة ذات الغالبية المسيحية، حيث اصطدم عشرات الشبان من أنصار quot;حزب اللهquot; وحركة quot;أملquot; ببعض الأهالي في شارع البكاسيني عند منطقة المطاحن في عين الرمانة وأحرقوا عددا من السيارات ورمى أحدهم قنبلة يدوية أوقعت 7 جرحى عرف منهم جورج نمور، جوزف خاطر، ماريو توما، إيلي خشان، جوزف مطر، وجيلبير حبيش. وفور وصول قوة من الجيش إلى المكان انسحب أنصار الحركة والحزب إلى الشياح . لكن الوضع بقي شديد التوتر ، خصوصا أن رشقات وأعيرة نارية ظلت تسمع من وقت إلى آخر.

في حين أعلن أن عدد ضحايا يوم الشغب وصل إلى 7 على الأقل.وكثف الجيش وحداته على خط عين الرمانة- الشياح. واتهم إعلام تحالف quot;حزب اللهquot; وquot;أملquot; وquot;التيار العونيquot; أنصار حزب quot;القوات اللبنانيةquot; بالقنص والإعتداء على المجموعات التي تعبر عن احتجاجها على الوضع السائد، لكن مصادر حزب quot;القواتquot; نفت الإتهام بشدة . كذلك شدد أهالي عين الرمانة على أنهم يثقون بالجيش ونفوا أن يكون أبناء تلك المنطقة حملوا السلاح على الإطلاق. وأصرت المجموعات المتظاهرة على الإستمرار في قطع الطريق بالدواليب المحترقة قبالة كنيسة مار مخايل في الشياح .

وكانت المواجهات وأعمال الشغب في بيروت وضواحيها توسعت مساء اليوم قبل أن تهدأ إلى حد بعيد قرابة الثامنة إلا الربع رغم أن انفجارا قوياً دوى في ذلك الوقت وتبين أنه ناتج من إطلاق قذيفة صاروخية على فرع لأحد المصارف. وارتدت في بعض المناطق صبغة مذهبية، كما بين الشياح وعين الرمانة ، وفي شارع مار الياس في قلب بيروت الذي وصلت إليه مجموعة من حي اللجا ذات الغالبية الشيعية وحاولت قطع الطرق بالإطارات ومستوعبات النفايات المشتعلة، فمنعها الجيش اللبناني وسيطر على الموقف. لكن التوتر ظل مخيماً على المنطقة . واتسعت الأحداث إلى الجنوب والبقاع حيث أقدمت مجموعة من الشبان على قطع طريق السكسكية ndash; الصرفند بين صيدا وصور ، وطريق الدوير ndash; النبطية، وكذلك طريق بعلبك . ونشطت الإتصالات لفتح الطرق وضبط الوضع ونجحت قي ذلك قبل الثامنة مساء .

وارتفع عدد الضحايا إلى أربعة على الأقل هم المسؤول المحلي في حركة quot;أملquot; علي حسن حمزة ، نقل الى quot;مستشفى بهمنquot;. وتردد أن عدد الجرحى تجاوز العشرين بينهم رقيب أول في الجيش، وشوهدت تجمعات مسلحة في الشياح، وسجلت طلقات قنص بين وقت وآخر قبل أن يهدأ الوضع إلى حد ما في منطقة مار مخايل قرابة السابعة والنصف مساء. وطلب الجيش من مراسلي وسائل الإعلام الإبتعاد عن المنطقة.

وفتح الجيش طريق المطار الرئيسية التي حاولت مجموعات من الشبان قطعها عند مستديرة السفارة الكويتية، بعدما كانت مقفلة تماما قرب جامع الرسول الأعظم. وكانت وحدة من الجيش اشتبكت مع مجموعة من المسلحين عند تقاطع مارمخايل ndash; الشياح ، قرابة الرابعة إلا الربع بعد الظهر بالتوقيت المحلي، بعدما حاول عدد من الشبان الذين يسكنون الضاحية الجنوبية لبيروت قطع تلك الطريق الحيوية بالإطارات المشتعلة بذريعة انقطاع التيار الكهربائي.

وكان جنود الجيش يرفعون الإطارات الرابعة بعد الظهر عندما انهالت عليهم وعلى آلياتهم فجأة زخات من الرصاص، مما أوقع بينهم إصابات وفق معلومات أولية. ورد الجنود على مطلقي النار. وأفيد أن قوة أكبر من الجيش طوّقت المنطقة على الأثر لحصر المسلحين وضبط الموقف. وكانت ضواحي بيروت شهدت في الأيام الماضية بعض أعمال قطع الطرق والتظاهرات الصغيرة المتفرقة وأعمال الشغب، بخلفية معلنة هي الإحتجاج على مسائل معيشية، لكن دوافعها السياسية لا تخفى ، خصوصاً أن قوى المعارضة ما فتئت تلوح بتحريك الشارع لإسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي تدعمها قوى الغالبية.

وتعتبر منطقة الشياح من ضمن منطقة الضاحية التي يسيطر عليها quot;حزب اللهquot;، ولحليفته حركة quot;أملquot; التي يترأسها رئيس مجلسي النواب نبيه بري نفوذ فيها. وفي كنيسة مار مخايل التي وقع الحادث قربها أعلن الأمين العام لquot;حزب الله quot; السيد حسن نصرالله والنائب الجنرال ميشال عون زعيم quot;التيار الوطني الحرquot; وثيقة التفاهم التي تحولت تحالفاً بينهما لاحقاً.

الى ذلك ناشد الرئيس اللبناني الاسبق الرئيس الأعلى لحزب الكتائب اللبنانية امين الجميل أهالي الشياح وعين الرمانة الى ضبط النفس وعدم الإنجرار وراء محاولات الإستفزاز التي تعرضت لها بعض أحياء المنطقة سواء عبر الشائعات أو عبر إلقاء قنبلة يدوية في محلة المطاحن.

ودعا الرئيس الجميل القوى العسكرية والأمنية الى الضرب بيد من حديد وإتخاذ كل الإجراءات التي تكفل ضبط الوضع واستعادة الهدوء في مثل هذه الظروف الدقيقة التي تعانيها البلاد وفي تلك المناطق المسالمة .. محذرا من صعوبة ضبط الحوادث المتنقلة والمفتعلة.

صور متفرقة عن أحداث اليوم