اعتقادات بتساوي المرشحين في المصداقية
أصوات اليهود الكبار مع كلينتون والشباب مع أوباما

كلينتون تنفي نيتها الانسحاب من السباق الرئاسي

ماكين ينكر علاقته بإمرأة ومناظرة بين أوباما وكلينتون بتكساس

واشنطن: عندما يذهب المرشحون الأميركيون لصناديق الاقتراع في شهر نوفمبر القادم لانتخاب رئيس جديد، فإنهم سينتخبون مرشحا ديمقراطيا كان أم جمهوريا ارتبطوا به بشكل ما واستطاعوا التواصل معه خلال عدة أشهر ليس من خلال التجمعات الانتخابية فحسب بل أيضا عبر شبكة الانترنت التي أصبحت أداة سياسية ليبدأ عصر جديد تحسم فيه التكنولوجيا مصير السباق نحو البيت الأبيض.

فيس بوك وماي سبيس FaceBook amp; MySpace

لقد وجد المرشحون للرئاسة الأميركية ضالتهم هذا العام في المدونات أو البلوجز ومواقع التعارف والمواقع الاجتماعية التي تشهد إقبالا كبيرا من فئات المجتمع المختلفة سواء اجتماعيا أم ثقافيا أم سياسيا أو حني عمريا وان كان أكثرهم الشباب. ولذلك أصبح الجميع متواجد علي المواقع الاجتماعية الأشهر مثل ماي سبيس Myspace.com و لينكد ان LinkedIn.com وفيس بوك Facebook.com. ولم يعد هناك لقب quot;المرشح الاليكترونيquot; الذي يتميز دون غيره بالتواجد علي الشبكة العنكبوتية بل أصبح الجميع حاضر ومتفاعل ونشيط ومنظم.

وبعد أن كانت مواقع التعارف الاجتماعية أو Social Networking Groups تقتصر علي Friendster و Orket في الانتخابات السابقة التي جرت في 2004، تأتي انتخابات 2008 وقد انضم إليهما ماي سبيس وفيس بوك ليشهد الجمهور المستهدف من هذه الحملات الالكترونيةنقلة كبيرة في العدد حيث يتردد علي هذه المواقع ملايين الأشخاص من جميع أنحاء العالم. ويستطيع المرشحون بهذه الطريقة الوصول ليس فقط إلي الأميركيين داخل الولايات المتحدة الذين يستطيعون متابعة الحملات الانتخابية عبر وسائل أخري بل أيضا يستطيعون التواصل مع الأميركيين في الخارج الذين يحق لهم التصويت عبر سفارات بلادهم في العالم وبصفة أساسية الجنود العسكريين المنتشرين في بقاع مختلفة في العالم.

وبالإضافة إلي هذه المواقع التي تضمن لهم انتشارا واسعا وتتيح لأي شخص في العالم أن ينضم لقائمة أصدقائهم Friends List، أظهر المرشحون اهتماما كبيرا بشبكة الانترنت واستخدامها في حملاتهم الانتخابية لجمع التبرعات المالية بالضغط علي أيكونان معينة وبنشر مقاطع فيديو للمرشحين في تجمعاتهم الانتخابية أو في مناظرات سياسية أو لقاءات إعلامية علي موقع يو تيوب YouTube.com كما يمكن نقلها علي الهواء.

هيلاري وأوباما ... حرب الكترونية

ووفق تقرير صدر مؤخرا عن معهد الناخب الاليكتروني E-voter، فان هناك اتجاها جديدا وذراعا جديدا في انتخابات الرئاسة الأميركية هو الذراع الاليكتروني حيث أن نسبة كبيرة من مستخدمي شبكة الانترنت يسعون للحصول علي معلومات سياسية ويتمتعون بنشاط اليكتروني عال حني أنهم يوصفوا بquot;النشطاء الاليكترونيينquot; الذين يتبادلون مع أصدقائهم وأقاربهم الأخبار والمعلومات المتعلقة بالمرشح المقرب إليهم.

أبرز مثال علي مرشحين متنافسين يجيدان استخدام الانترنت كأداة للوصول للناخبين وللدعاية الانتخابية هو مثال هيلاري كلينتون وباراك أوباما. هيلاري كلينتون حسبما رصدت كريستين روزن الباحثة بمركز الأخلاقيات والسياسات العامة اليميني Ethics and Public Policy مقالا في مجلة نيو أتلانتس New Atlantis التي يصدرها المركز، تعتبر أقوي المتنافسين تواجدا علي مواقع التعارف إذ يزيد عدد معارفها ومؤيديها علي قائمة الأصدقاء الاليكترونيين عن 52،472 ألف.

ولم تكتف هيلاري بذلك بل أطلقت حملات مضادة للنيل من منافسها الرئيسي باراك أوباما عن طريق حجز موقعين اليكترونيين مؤخرا هما Votingpresident.org و Votingpresident.com لتصوير أوباما بأنه quot;جبانquot; لتستعر الحرب اللفظية الالكترونيةبين أبرز المتنافسين علي الفوز بتمثيل الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية القادمة. وأمام هذه الحرب الدائرة علي شبكة الانترنت لم يجد أوباما مفرا من التحرك للرد علي الاتهامات الموجهة له من خلال موقع خاص به.

ومن المؤشرات الدالة علي تميز الانتخابات القادمة والتي تلعب فيها شبكة الانترنت دورا حيويا، يمكن بسهولة متابعة حجم تغطية النشاط الاليكتروني للمرشحين من خلال نشرة بوليتيكر Politicker التي يصدرها موقع بوليتكس أون لاين https://www.politicsonline.com الذي ينشر أخبار وأدوات واستراتيجيات اللعبة السياسية منذ عام 1996. كما نظمت العديد من المواقع مناظرات سياسية بين المرشحين المختلفين وكان من أشهرها مناظرة بين جميع المرشحين الديمقراطيين نظمها موقع ياهو حول قضايا الصحة والتعليم والاقتصاد والعراق والحرب علي الإرهاب.

كتاب يرصد الدعاية الالكترونية

ولتأكيد تأثير الانترنت علي الحياة السياسية الأميركية، أصدر الكاتب جارت جراف Garrett M. Graff أول مسئول للموقع الاليكتروني للمرشح الديمقراطي السابق هوارد دين وأول مدون Blogger يتمكن من الحصول علي تصريح رسمي لتغطية نشاطات البيت الأبيض لمدونته . هذا الي جانب كونه أستاذا في الصحافة بجامعة جورج تاون منذ بضعة أسابيع كتابا بعنوان quot;The First Campaign: Globalization, the Web, and the Race for the White Housequot;.

يؤكد الكتاب أن ظاهرة تزايد تأثير الانترنت في الحياة السياسية يؤصل لفكرة الديمقراطية المباشرة وهي quot;الرؤية الجيفرسونيةquot; التي وضعها ثالث رئيس لأميركا هو توماس جيفرسون ويكون فيها الشعوب مسئولة عن قراراتها بغض النظر عن التحديات القديمة التي كانت تعتري التواصل فيما بينهم كبعد المسافة ومحدودية الاتصال نفسه. ويؤكد الكاتب أن انتخابات 2008 ستكون أول انتخابات تدخل فيها التكنولوجيا كوسيط وكرسالة فقد كان الاتصال بالناخبين كأفراد وليس كجماعات دوما هدفا يسعي المرشحون للوصول إليه لأن الطريقة الوحيدة لكسب الناخبين هي عن طريق مقابلتهم وجها لوجه.

وحسب الإحصائيات التي وردت في الكتاب، فانه في مطلع عام 2007 بلغت نسبة الأميركيين الذين يستخدمون اتصالا واسعا بشبكة الانترنت Broadband وصلت حوالي 90% بزيادة قدرها 40% عن العام سابقه. وهو ما أدي إلي تزايد عدد المترددين علي المواقع والمدونات السياسية مثل https://www.dailykos.com اليساري و https://www.Instapundit.com التي تتحدث إلي الشعب الأميركي بدون أي رقابة حكومية أو مخابراتية.

ويحدد الكتاب أربعة أدوات أساسية في الانتخابات الرئاسية القادمة هي الفيديو الاليكتروني والهواتف المحمولة التي يستخدمها النشطاء لتنظيم تجمعاتهم والمدونات ومواقع التعارف الاجتماعية والتي خلفت مجتمعة بنية سياسية جديدة. هذه الأدوات دفعت منظمي الحملات الانتخابية إلي مزيد من الابتكار والإبداع في حملاتهم للتقدم علي منافسيهم.

ويدلل جراف علي استيعاب المرشحين لأهمية سلاح الانترنت فيذكر استضافة أوباما بعض المانحين الاليكترونيين الذين تم اختيارهم بصفة عشوائية لتناول العشاء معهم ثم بث تفاصيل اللقاء علي موقعه الخاص الذي يكتب عليه نحو 15 ألف شخص. ولشدة تعلق quot;الأصدقاءquot; بصديقهم علي موقع quot;ماي سبيسquot; المرشح لرئاسة أميركا، أرسل الآلاف منهم رسائل تهنئة في عيد ميلاده في شهر أغسطس الماضي. ومنذ شهر تقريبا، استعرض أوباما سياسته التكنولوجية في خطاب سياسي له ألقاه في مقر شركة جوجل الأميركية العملاقة وطال عن الساعة.

واستشهد الكاتب بمثال لجروب quot;One Million Strong for Barackquot; الذي أنشئ في يناير 2000 تأييدا لباراك أوباما ولم تمض سوي 24 ساعة حني انضم له ألف عضو. وبحلول مايو من العام نفسه، وصل عدد الأعضاء إلي 325 ألف عضو.

ومع وقرب تسمية مرشحي الحزبين الكبيرين لسباق البيت الأبيض، فانه من المتوقع أن تشتد الحروب الالكترونيةضراوة أكثر مما هو موجود علي أرض الواقع . في التجمعات الانتخابية . في المناظرات . في الرؤي والسياسات . في محاولة استمالة الأقليات وقوي الضغط . ومن المؤكد أن ذلك سينعكس علي وضع المنافسة الالكترونيةلتزداد هي الأخرى سخونة.