بارزاني يدعو بوش إلى تدخل عاجل ينهي الأزمة مع تركيا
لندن، أنقرة، وكالات: نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا لمراسلها في أربيل عن آخر تطورات الوضع في إقليم كردستان العراق. حيث تبين أنه مع استمرار المعارك الضارية وتضارب بيانات الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني بشان خسائر الجانبين تصاعد غضب أكراد العراق تجاه ما يعتقدون انه ضوء أميركي أخضر للعميلة التركية. وأضاف التقرير ان الاجتياح التركي لشمال العراق أدى لتصاعد التوتر في إقليم كردستان العراق، ونقال المراسل تصريح لمواطن كردي في اربيل قال فيه quot; نحن لانؤيد حزب العمال الكردستاني ولكننا غاضبون لأن الأمريكيين سمحوا للأتراك بشن حرب على رفاقنا الأكرادquot;. وذكر المراسل أن عددا من الأكراد العراقيين يعتقدون أن قادة الجيش التركي يستغلون موضوع مواجعة المتمردين الأكراد كذريعة لزعزعة إقليم كردستان العراق.

وأبرز التقرير أيضا المساعدة التي قدمتها واشنطن مؤخرا للجيش التركي حيث أمدته بمعلومات استخباراتية هامة عن مواقع المتمردين الأكراد وأيضا فتح المجال الجوي في شمال العراق أمام سلاح الجو التركي لتنفيذ غاراته . ومازلنا مع الشأن العراقي حيث اعتبرت الإندبندنت أن التفجير الانتحاري الذي أودى أمس جنوب بغداد بحياة أربعين من الشيعة يشير إلى أن تنظيم القاعدة بالعراق عاد مرة أخرى لاستهداف الشيعة وانه قادر عى تنفيذ هدة تفجيرات انتحارية في نفس اليوم بعدة مناطق. وقالت الصحيفة أن استمرار العنف الطائفي يناقض ما يعلنه الجيش الأميريكي عن انخفاض مستوى العنف في البلاد نتيجة التعزيزات والخطط الأمنية.

وكانت شنت تركيا هجومها البري الكبير عبر الحدود يوم الخميس بعد شهور من القصف الجوي لمواقع يشتبه في أنها تابعة لحزب العمال الكردستاني في المنطقة الجبلية النائية. وهي تتهم المتمردين باستخدام شمال العراق قاعدة لشن هجمات داخل تركيا. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات التركية في بيان ان 33 متمردا بينهم قيادي بالاضافة الى ثمانية جنود قتلوا في المعارك الضارية التي جرت في أحوال جوية سيئة يوم الاحد. وذكرت هيئة الاركان ان ما لا يقل عن 112 متمردا و15 جنديا قتلوا منذ بدء العملية. وأضافت quot;تتواصل المطاردة في ثلاث مناطق مختلفة (في شمال العراق) وستنفذ فرقنا العملية بنفس الحسم والبسالة.quot;

وشكك حزب العمال الذي يقاتل منذ عقود لاقامة وطن للاكراد في جنوب شرق تركيا في الارقام. وقال ان 47 جنديا تركيا واثنين من المتمردين قتلوا منذ يوم الخميس. وسعى رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان لطمأنة المجتمع الدولي بأن العملية التي يحتمل أنها أكبر حملة عسكرية عبر الحدود منذ عشر سنوات تركز على حزب العمال الكردستاني وستستمر لفترة محدودة. وقال quot;ينبغي أن يعلم أشقاؤنا العراقيون أن هذه العملية لا تهدف سوى للقضاء على معسكرات الارهاب والارهابيين.quot;

لكن حكومة العراق قالت انها تعتبر quot;العمل العسكري الأُحادي الجانب وتجاوز الحدود العراقية هو تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة وانتهاك للسيادة العراقية وتدعو نظيرتها التركية لسحب قواتها من الأراضي العراقية بأسرع وقت ممكن.quot; وأضافت في بيان quot;الحكومة العراقية تدعو تركيا للدخول في حوار ثنائي مع الحكومة العراقية وتعتبر أن التهديد الذي يمثله حزب العمال الكردستاني تهديدا لتركيا وللمناطق الحدودية.quot; وأبلغ علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية رويترز بأن أردوغان سيوفد مبعوثا خاصا الى بغداد يوم الاربعاء لمناقشة القضايا الأمنية.

وذكر حزب العمال الكردستاني أن قواته أسقطت طائرة هليكوبتر مقاتلة من طراز كوبرا مساء السبت في منطقة تشامسكو. وقال الجيش التركي ان الطائرة سقطت لكنه ذكر أن السبب غير معروف. وذكرت وسائل الاعلام التركية أنه تم إنزال أفراد من القوات الخاصة التركية بالمظلات في شمال العراق يوم الاحد في الوقت الذي قصفت فيه طائرات مقاتلة من طراز اف-16 وطائرات هليكوبتر من طراز كوبرا الى جانب المدفعية مواقع يشتبه في أنها تتبع حزب العمال الكردستاني. وقال مصدر عسكري تركي لرويتزر يوم الأحد quot;القصف متواصل برا وجوا والاشتباكات تزداد ضراوةquot; مضيفا أن 25 دبابة أخرى أرسلت الى المنطقة.

وأبلغ مصدر عسكري كبير رويترز بأن لواءين يتألفان من نحو ثمانية آلاف جندي يشاركان في هذه العملية. وقالت وسائل اعلام تركية ان عدد الجنود يبلغ عشرة آلاف لكن ضابطا رفيعا في القوات التي تقودها الولايات المتحدة في بغداد قال ان العدد أقل من ألف.

وتتبادل واشنطن معلومات المخابرات مع تركيا بشأن تحركات حزب العمال الكردستاني في العراق لكنها حثت أنقرة على أن تقصر الحملة على استهداف مواقع المتمردين بدقة وانهاء العملية سريعا. ويخشى الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة من أن تؤدي حملة عسكرية مطولة داخل العراق الى زيادة احتمال وقوع اشتباكات خطيرة بين القوات التركية والقوات الكردية العراقية وأن تضر أيضا بالحكومة الهشة المدعومة من الولايات المتحدة في بغداد.

وتوعدت حكومة اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق برد قاس اذا تعرض مدنيون لهجوم. وقال جبار ياور المتحدث باسم قوة البشمركة الكردية لرويترز ان القوات في حال تأهب وستدافع عن نفسها اذا توغلت القوات التركية في مناطق تخضع لسيطرة حكومة اقليم كردستان. وذكر مسؤول في شركة نفط الشمال العراقية أن المعارك لن تؤثر على صادرات العراق الى ميناء جيهان التركي لان خط الانابيب لا يمر في منطقة الصراع.

ومن ناحية أخرى نقلت وكالة فرات للانباء الموالية لحزب العمال الكردستاني ومقرها أوروبا عن قائد رفيع في الحزب بالعراق دعوته للاكراد في المدن التركية للانضمام الى القتال ضد الدولة التركية. وتلقي أنقرة على حزب العمال الكردستاني المسؤولية عن مقتل قرابة 40 ألف شخص منذ أن بدأ حملته المسلحة عام 1984 لاقامة وطن مستقل للاكراد في جنوب شرق تركيا. وتعتبر تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية. ولم تسفر العمليات العسكرية التركية السابقة عبر الحدود في شمال العراق في التسعينات عن القضاء على المتمردين.