واشنطن: ذكرت مجلة quot;فانيتي فيرquot; الاميركية الثلاثاء ان ادارة الرئيس جورج بوش حاولت سرا الاطاحة بحماس بعد فوزها في انتخابات 2006. واكدت المجلة انها حصلت على وثائق سرية وتأكيدات من مصادر فلسطينية واميركية مفادها ان الرئيس بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس حاولا تسليح قوة فلسطينية يقودها مناصرون لفتح التي يترأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وذلك للاطاحة بسلطة حماس.

واضافت quot;لكن الخطة السرية فشلت، ما تسبب باخفاق جديد للسياسة الخارجية لادارة بوشquot;. وتابعت المجلة quot;بدل طرد اعدائهم من السلطة، اتاح مقاتلو فتح المدعومون من الاميركيين، خطأ لحماس السيطرة تماما على (قطاع) غزةquot;. ومن ناحيته، وصف متحدث باسم وزارة الخارجية هو توم كايسي ما نشرته المجلة تحت عنوان quot;ايران-كونترا 2quot; في اشارة الى فضيحة quot;ايران غيتquot; حيث اتهم اعضاء في ادارة رونالد ريغان بالضلوع في تهريب اسلحة الى ايران، بانه quot;خاطىء وغير صحيح وكاذب وسخيف وساذجquot;.

وقالت رايس التي زارت الثلاثاء الضفة الغربية في محاولة لانقاذ عملية السلام في الشرق الاوسط، quot;في ما يخص مقال فانيتي فير الذي لم اقرأه، لن اعلق على هذا المقالquot;. من جهتها، اكدت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو ان quot;الوزيرة رايس والمتحدث باسمها شون ماكورماك تحدثا عن هذه القضية اليوم وقالا ان المقال غير دقيقquot;.

وقالت المجلة ان قوة فتح كانت بقيادة محمد دحلان، المسؤول الامني السابق القريب من عباس والذي التقى بوش ثلاث مرات على الاقل. وقال دحلان للمجلة انه اخطر ادارة بوش بان فتح لم تكن على استعداد لخوض انتخابات تشريعية في كانون الثاني/يناير 2006 ولكن المفاجأة كانت كبيرة في البيت الابيض عندما فازت حماس التي تعتبرها واشنطن منظمة ارهابية بهذه الانتخابات.

واشارت المجلة الى ان الادارة الاميركية انتقلت بعدها الى الخطة البديلة وهي الهجوم. وقد توجهت رايس في تشرين الاول/اكتوبر 2006 الى الشرق الاوسط في محاولة لاقناع عباس بالتخلص من الحكومة التي شكلتها حماس وفرض حالة الطوارىء. واكدت المجلة ان مذكرة صدرت عن وزارة الخارجية وفيها quot;اذا تحركتم في هذا الاطار فنحن سوف ندعمكم ماديا وسياسيا على السواءquot;.

واتهم ديفيد وورمسر المستشار السابق لنائب الرئيس ديك تشيني لشؤون الشرق الاوسط، ادارة بوش بquot;الضلوع في حرب قذرة بهدف تقديم الانتصار الى ديكتاتورية فاسدة (يقودها عباس)quot;. وقال للمجلة ان حماس لم تكن تنوي الاستيلاء على السلطة في قطاع غزة في حزيران/يونيو 2007، لكن فتح اجبرتها على ذلك.

واضاف وورمسر quot;في رأيي ان ما حصل لم يكن انقلابا من حماس، بل محاولة انقلاب من فتح ماتت قبل ان تولدquot;. وكررت رايس في رام الله ان quot;الولايات المتحدة اعلنت بوضوح نيتها المساعدة في اطار جهد دولي في تحسين قدرة السلطة الفلسطينية على ضمان امنهاquot;.

واضافت quot;من الواضح جدا ان حماس مسلحة، ومن الواضح جدا ان الايرانيين يقومون بتسليحها جزئياquot;. وتابعت رايس quot;اذا كان الايرانيون يسلحون حماس ولا طرف يساعد في تحسين قدرات القوى الامنية للسلطة الفلسطينية الشرعية، فهذا الوضع ليس جيداquot;. في غزة، قال المتحدث باسم حماس سامي ابو زهرة تعليقا على هذا المقال quot;هذا المقال يؤكد ضلوع الادارة الاميركية في احداث غزة. يمكن ان نتحدث عن غزة غيتquot;.

واضاف ان quot;ما نشرته المجلة يبرىء حماس ويثبت ان فتح التي كانت العوبة بيد الاميركيين تتحمل المسؤولية عما جرىquot;. وتؤكد حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ حزيران/يونيو انها quot;جرتquot; لاتخاذ السلطة في غزة بالقوة لافشال مؤامرة كان يدبرها دحلان بدعم واشنطن لطرد الحكومة.