القدس: تحيي اسرائيل الاربعاء في ظل ازمة سياسية ذكرى جنودها والمدنيين الذين سقطوا في معارك او في هجمات، قبل الاحتفال مساء بالذكرى الستين لقيامها.وقال رئيس الحكومة ايهود اولمرت في خطاب نقلته الاذاعة العامة quot;نذكر هنا ابناءنا الذين قاتلوا وضحوا بنفسهم من اجل استمرار اسرائيل (..) نتعهد الاستمرار باحياء ذكراهم والنضال من اجل بقاء الدولة والعمل من اجل مستقبل افضلquot;.

والثلاثاء قال اولمرت ان quot;من الصعب ان يكون المرء رئيسا لوزراء اسرائيلquot; في اشارة الى تحقيق تجريه الشرطة حول قضية فساد جديدة يرد اسمه فيها وتعتبرها وسائل الاعلام quot;خطرة جداquot;.وفرضت المحكمة تعتيما كاملا على هذا الملف لكنها سمحت بنشر معلومات تفيد ان السلطات تستجوب quot;مواطنا اجنبيا يعتبر شاهدا رئيسياquot; في القضية.

وتتحدث الطبقة السياسية من الان عن احتمال استقالة اولمرت او تعليق مهامه او حتى اجراء انتخابات مبكرة في حين ان ولاية البرلمان الحالية تنتهي في تشرين الثاني/نوفمبر 2010.

وفي ظل هذه الاجواء السياسية المسمومة، نكست الاعلام في المباني الرسمية في ذكرى 22437 جنديا اسرائيليا قتلوا في معارك و1643 مدنيا سقطوا في هجمات منذ قيام دولة اسرائيل في 15 ايار/مايو 1948.وكما في كل سنة دوت صفارات الانذار عند الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي (الساعة السابعة ت.غ.) في كل ارجاء البلاد وتوقف الاسرائيليون عن الحركة تكريما لقتلاهم.وترأس اولمرت بعد ذلك مراسم في القسم العسكري لمقبرة جبل هرتزل في القدس الغربية حيث توارى غالبية الشخصيات التاريخية في البلاد.واشاد ب quot;بطولةquot; العسكريين الذي سقطوا في ساحات القتال وquot;تفانيهمquot; واعرب عن quot;تضامن البلادquot; قبل ان وضع باقات من الورد على الاضرحة.

وجرت مراسم رسمية اخرى في مواقع ونصب مختلفة فضلا عن المقابر العسكرية ال43 المنتشرة في انحاء البلاد.وفرض الجيش الاسرائيلي اغلاقا على الضفة الغربية حتى انتهاء quot;احتفالات الاستقلالquot; مساء الخميس.وقال ميكي روزنفيلد الناطق باسم الشرطة لوكالة فرانس برس quot;نشرنا الاف العناصر الذين وضعوا في حال تأهب متقدمةquot;.

والثلاثاء اطلق الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز فعاليات quot;يوم الذكرىquot; خلال مراسم في الساحة المحاذية لحائط المبكى في القدس القديمة التي احتلتها اسرائيل وضمتها العام 1967.وقال بيريز quot;منذ 60 عاما لدينا منزل بنياه على بحر من الموع (..) نريد العيش بسلام مع جيراننا ونرغب بمصافحتهم لكن الاعداء يدركون كذلك ان بامكاننا ايضا الضغط على الزنادquot;.وقال الجنرال غابي اشكينازي رئيس هيئة الاركان ان quot;تساحال (الجيش الاسرائيلي) سيبقى سورا للدولة حتى احلال الهدوء والسلام عند حدودناquot;.

وفي ختام يوم الذكرى تتنقل اسرائيل فورا للاحتفال وفقا للتقويم العبري القمري بالذكرى الستين لاعلان quot;استقلالهاquot;.وافاد مكتب الاحصاءات المركزي الاربعاء ان عدد سكان الدولة العبرية يصل الى 3،7
ملايين نسمة.ويبلغ عدد سكان اسرائيل 282،7 ملايين نسمة بينهم 156400 طفل ولدوا خلال السنة الفائتة، اي اكثر بتسع مرات من عددهم لدى قيام الدولة العبرية في 14 ايار/مايو 1948.
وفي برنامج الاحتفالات عروض جوية وبحرية والعاب نارية وقفز بالمظلات وعروض صوت وضوء ومعارض وحفلات موسيقية.

ويزور الرئيس الاميركي جورج بوش والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر اسرائيل في الاسابيع المقبلة.