إسرائيل تخشى اقتراب إيران من حدودها إذا استسلمت حكومة لبنان
لاريجاني: قرار إزالة شبكة اتصالات حزب اللهمغامرة

هويدي لـإيلاف: ميليشيا الحريري تدربت في مصر والأردن

السفارة الكويتية في لبنان تنظم مغادرة دفعة جديدة من المواطنين الكويتيين

شخصيات أردنية تعلن تأييدها لحزب الله

إيلاف، الوكالات: قال رئيس تيّار المحافظين في مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن الهدف من اتخاذ الحكومة اللبنانية لقرار إزالة شبكة اتصالات حزب الله هو إما لضرب الحزب أو للمغامرة، مستبعدا قيام إسرائيل بضربة عسكرية على لبنان. وأوردت وكالة أنباء quot;فارسquot; الإيرانية شبه الرسمية أن لاريجاني اعتبر في حوار تلفزيوني أمس إن الهدف من كشف رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة عن شبكة الاتصالات لحزب الله لبنان يظهر أنه يتابع غرضا آخر. وقال لاريجاني quot;هناك احتمالان في هذا المجال الأول انه يريد ضرب حزب الله وفرض العزلة عليه أو أنه يهدف للقيام بمغامرة جديدةquot;، من دون أن يوضح طبيعة هذه المغامرة.

وأشاد لاريجاني بأداء حزب الله لبنان مشيرا إلى الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لهذا الحزب حسن نصر الله، الذي اعتبره بأنه تجاوز الخلاف بين السنة والشيعة بل أن الخلاف يدور بين تيار وطني وآخر أميركي واستبعد لاريجاني قيام إسرائيل بما اعتبره quot;مغامرة جديدة على لبنان بسبب المشاكل العديدة التي يواجهها هذا الكيان في الداخلquot;، واصفا وضع الأميركيين في العراق بالوضع الإسرائيلي.

اسرائيل تخشى على حدودها
في المقابل، عبّرت إسرائيل عن تخوفها من اقتراب إيران من حدودها الشمالية في حال استسلام حكومة لبنان لحزب الله، على أثر الأحداث الأخيرة التي عصفت بلبنان. وفيما امتنع قياديون في الحكومة الإسرائيلية عن التعليق على أحداث لبنان، كتب محلل الشؤون العسكرية والأمنية في صحيفة يديعوت أحرونوت، ألكس فيشمان، المقرب من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية اليوم الأحد أن quot;أحداث نهاية الأسبوع في لبنان هي تذكير مؤلم بأنه بعد سنة ستجلس إيران، بشكل رسمي، عند حدودنا الشمالية. ويتوجب اعتياد ذلكquot;.

ورأى فيشمان أنه quot;إذا لم تكن هناك مفاجآت، فإنه بعد سنة سيسقط لبنان، من خلال انتخابات نيابية، بأيدي حزب الله وسيتحول إلى مستعمرة إيرانية، ونحن مجرد إحصائية وحسب في هذه القصةquot;. وأوضح فيشمان أن quot;هذا ليس العام 1982 (الذي غزت فيه إسرائيل لبنان للقضاء على نفوذ منظمة التحرير الفلسطينية)، ولا توجد لدينا أية رغبة أو قدرة على التدخل، كذلك ليس لدينا أي حليف قوي في لبنان، وهكذا فإن لا شيء سيساعدناquot;. وأضاف فيشمان أن رئيس الحكومة اللبنانية، فؤاد السنيورة، ورئيس تيار المستقبل والأغلبية في البرلمان، سعد الحريري، quot; يلتقطان الآن أنفاسهما الأخيرة في التاريخ الإقليمي، وهما يعرفان ذلك... ووصلا إلى هذا الوضع لأسباب عدة، بينها السياسة الأميركية المعوجة التي تنتهجها كوندوليزا رايسquot;.

وتابع quot;فمن جهة، منعت الإدارة الأميركية السنيورة، طوال أشهر أزمة الرئاسة، من التوصل إلى تسويات كان بإمكانه تحقيقها، مع حزب الله، لكن من الجهة الأخرى، لم توفر (أميركا) الدعم العسكري والسياسي الضروري لمواجهة التحالف الإيراني ndash; السوري، وعندما تصل الأمور لامتحان القوة فإن الأميركيين ليسوا موجودين هناكquot;.

واعتبر فيشمان أن الخطوة quot;التي بادر إليها الثنائي السنيورة والحريري في أواسط الأسبوع الماضيquot;، في إشارة إلى اتخاذ القرارين بتفكيك شبكة الاتصالات التي نصبها حزب الله وتنحية مسؤول أمن مطار بيروت الدولي، العميد وفيق شقير، quot;كان تحديا لمصالح حزب الله، وكانت غايتها ربما إثارة الولايات المتحدة وفرنسا في الدقيقة التسعين لتحضرا وتقوما بعمل ما، لكن ما حصلا عليه لم يكن أكثر من تعاطف أميركي. وسيرسل الفرنسيون الورود للسنيورة بالطبع بسبب خطابه الشجاع وسيشربون نخب ذكراهquot;.

ورأى فيشمان أن quot;الخطوة التي نفذها حزب الله ردا على خطوتي السنيورة والحريري كانت موزونة ومدروسة ومخططة، ورغم أن القوة السياسية التي تحركه هي حكومة إيران، لكن الدماغ الذي يقف خلفها يجلس في دمشق، الضالعة في ما يحدث في بيروت حتى العنقquot;.

وقال فيشمان أن quot;حزب الله حقق هدفه في نهاية المطاف وسيواصل الآن الحوار السياسي الداخلي في لبنان من موقع القوة، واستفاد من ذلك بشكل واضح رئيس الأركان اللبناني(قائد الجيش) ميشال سليمان، الذي استهزأ بحكومته ولم يصطدم مع حزب الله وبذلك ضمن لنفسه على ما يبدو كرسي الرئاسة في لبنان ووسّع المعارضة لمعسكر السنيورة ndash; الحريري الذي أخذ يضعفquot;.

وفيما يتعلق بإسرائيل، كتب فيشمان أنها تراقب الأزمة في لبنان منذ تسعة شهور quot;وبدون آمال لديها، تشاهد كيف تتلاشى 'الانجازات السياسية' لحرب لبنان الثانية.

وقال quot;توجد اليوم لإسرائيل مصالح واضحة وهي استقرار عند الحدود مع لبنان، وأن لا يتحول لبنان إلى قاعدة إيرانية وهذه المصالح بالإمكان تحقيقها بطريق سياسية، مثل التحدث مع سورية، إلا أن الأميركيين لا يسمحون لنا بالحديث مع سورية حول لبنان، وعملية محادثات كهذه ستكون طويلة، فيما التطورات السياسية في لبنان قد تحدث بسرعةquot;. وتابع quot;ويوجد بالطبع طريق عسكرية، لكن ثمة شك فيما إذا كان أحد ما يريد أن يكسر القاعدة الإيرانية في لبنان بواسطة قوة عسكريةquot;.

وقال فيشمان أن quot;إسرائيل لن تتأثر من سقوط حكومة السنيورة، فالنفوذ الإيراني سيستمر بوجوده أو بدونه وحزب الله هو الذي سيقرر متى سيسخن الحدود، ولهذا القرار علاقة مباشرة مع محاولات الإيرانيين للحصول على سلاح نوويquot;.

وأضاف quot;وكلما اقتربت إيران من الحصول على سلاح نووي، يبدأ الوقت بالضغط على إسرائيل، لأن قاعدة إيرانية في لبنان يعني وجود قاعدة لتدمير إسرائيل، وفي وضع كهذا سيكون لبنان رافعة إيرانية للمكافأة والردع ضد إسرائيلquot;. وتابع quot;يجدر أن نتذكر أنه فيما ليس بحوزة إيران بعد سلاحا نوويا فإن قدرتها مختلفة بصورة جوهرية عن قدرتها عندما تمتلك سلاحا نوويا، ولذلك فإن السؤال ليس ما إذا كان يتوجب معالجة هذه المشكلة وإنما متىquot;.

من جانبهما، اعتبر مراسلا صحيفة هآرتس للشؤون العسكرية، عاموس هائيل، وللشؤون الفلسطينية، أفي سخاروف، في مقال تحليلي أن الأحداث اللبنانية الأخيرة هي quot;حرب أهلية مصغرةquot; ومساعي التهدئة هي quot;تهدئة مؤقتةquot; وأنه ليس من شأن هذه التطورات في الساحة اللبنانية أن تؤثر بصور فورية على وضع إسرائيل الأمني. وكتبا quot;يبدو أن حزب الله يركز على تحسين مكانته في الحلبة اللبنانية الداخلية ولا يبحث عن مواجهة مع إسرائيلquot;.

رغم ذلك رأى هارئيل وسخاروف أنه quot;في المدى البعيد قليلا، يتوجب على أحداث بيروت أن تؤرق القباطنة في القدس لأنها تُعقّد الوضع عند الجبهة الشمالية ومن شأنها أن تقوض أكثر الانجازات القليلة التي تتفاخر بها حكومة (إسرائيل برئاسة ايهود) أولمرت في أعقاب حرب لبنان الثانية، المتمثلة بإبعاد حزب الله عن جنوب لبنان في إطار قرار الأمم المتحدة 1701quot;.

وأشار الكاتبان إلى أنه تم خلال نهاية الأسبوع رفع حالة الاستنفار في صفوف أجهزة مختلفة في الجيش الإسرائيلي، بينها الاستخبارات وقيادة الجبهة الشمالية، quot;لكن شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لا تتوقع الآن اشتعالا (للجبهة) أمام حزب اللهquot;.

ولفتا إلى أن quot;الأمر الأهم هو ملاحظة الاستخبارات العسكرية فيما يتعلق بحجم الثقة بالنفس لدى المنظمة الشيعية (حزب الله)، التي بدت كمن انتعشت من الضربة التي تلقتها بعد الحرب في صيف العام 2006، وفي الفترة التي اعترف فيها حتى أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، بأن خطف الجنديين (الإسرائيليين) كان خطأ، إذ أصبح واضحا الآن أن حزب الله لا يخشى استخدام السلاح ضد خصومه في لبنان، فيما مصالحه مهمة بالقدر الكافي لتبرير ذلكquot;.

ورأى الكاتبان أنه quot;لإسرائيل حدود الآن، في الجنوب (مع قطاع غزة) والشمال، مع ذراعين مواليين لإيران والمواجهة معهما هي ليست مسألة 'إذا' وإنما 'متى'. وأضافا quot;وحتى الآن حاذر حزب الله من خرق القرار 1701 علنا باستئناف التواجد المسلح لمقاتليه عند الحدود مع إسرائيل، لكن أمام ضعف جيش لبنان وتردد قوات يونيفيل في مواجهة حزب الله في جنوب لبنان، فإن نصر الله قد يبادر لخطوة كهذه في المستقبلquot;.

وخلصا إلى أنه quot;قد يكون هذا تحديا صعبا لقيادة إسرائيل ndash; القلقة من قضية التحقيق الجديدة ضد أولمرت وتستعد على ما يبدو لانتخابات وتتردد أمام هجمات صواريخ القسام وقذائف الهاون من غزة ndash; ولذلك فإن التطورات اللبنانية جاءت في توقيت غير مريحquot; بالنسبة لإسرائيل.